اعترفت واشنطن بأن المجتمع الدولي لن يدعمها حال محاولتها تغيير "النظام السوري"، إلا أنها أكدت سعيها لتعديل "طبيعة وسلوك" السلطات في هذه البلاد.
وقال المبعوث الخاص للخارجية الأمريكية، جيمس جيفري، في رده الخطي على أسئلة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب للكونغرس: "إن الولايات المتحدة وكل مؤسسات السلطة في بلادنا متمسكة بضرورة الانسحاب الكامل لكل القوات التي تخضع لقيادة إيران من أراضي سوريا كافة، عملية سياسية لا عودة فيها مع تغير طبيعة الحكومة السورية وسلوكها، لأننا لن نرى دون ذلك نهاية لهذا النزاع".
وتابع جيفري، تعليقا على مسألة تغيير السلطة السورية: "إننا لا نلتزم بموقف رسمي ما من أي شخصية، باستثناء اعتبارنا أن الأسد هو الشخص الأسوأ في السلة أيا كان المكان".
واضاف المبعوث الأمريكي الخاص: "إن كان ذلك جيدا أم سيئا، لكن الجزء الأكبر من المجتمع الدولي لن يدعمنا في محاولات تغيير النظام، ولهذا السبب نريد تغييرا ملموسا وملحوظا للحكومة السورية".
وأصدرت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال الأشهر الماضية تصريحات متضاربة حول موقفها من قضية بقاء الأسد في السلطة.
وفي 28 أغسطس أكد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أن هدف الولايات المتحدة في سوريا يكمن في ضمان إنهاء سلطة رئيسها الحالي.
وأوضح ماتيس آنذاك بقوله: "إن هدفنا يتمثل بتحويل سير الأزمة السورية إلى إطار عملية جنيف ليكون بإمكان الشعب السوري أن يختار بنفسه حكومة لا يقودها بشار الأسد".
وأضاف ماتيس بأن ما يحدث في سوريا حرب أهلية، ويجب ألا يكون للأسد مستقبل في أي حل سوري قادم.
لكن أواخر سبتمبر الماضي أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أن الولايات المتحدة لا تسعى لتنحية الأسد، معتبرة بقاءه في السلطة مسألة وقت.
وتقدم الولايات المتحدة منذ عهد رئيسها السابق، باراك أوباما، دعما ماليا وعسكريا لقوات تابعة لما تصفها بالمعارضة المعتدلة في سوريا التي تقاتل حكومة الأسد المتهم من قبل واشنطن بارتكاب جرائم حرب ضد شعبه بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.
وعلى خلاف سلفه، أمر ترامب 3 مرات بشن هجمات على المواقع الحكومية السورية خلال العامين الماضيين بذريعة استخدامها الأسلحة الكيميائية.