الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

أمين عام الأطباء العرب: لا نعمل في جزر منعزلة.. وبابنا مفتوح للجميع.. و«أهل الخير» يمولون نشاطنا.. ونتواجد أينما حلت الكارثة.. وأزمة اليمن مفجعة.. وهناك تعاون كبير مع الهيئات بمصر والوطن العربي (حوار)

  • 1-12-2018 | 13:37

طباعة

قدم الدكتور ممدوح رسلان الأمين لاتحاد الأطباء العرب، كشفا مختصرا عن الأعمال الطبية والإغاثية والتوعية التي يقدما اتحاد الأطباء العرب في الدول العربية وبعض الدول الإفريقية، مبينا مصادر المساعدات المالية التي تقدم للاتحاد في إطار عمله الخيري.

وفي حوار لـ«الهلال اليوم» أكد الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، عن وجود عمليات تربص وتشويه النشاط العربي الذي يضم تحت هيئته 22 نقابة واتحاد وعمادة طبية، مشيرا إلى أن نجاحات الاتحاد وشركاته يعلمها القاصي والداني ولا يمكن لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي كارثة.

ولفت إلى أن لجنة الإغاثة كانت من أوائل المتواجدين في اليمن لمواجهة أزمة الكوليرا لكن الأزمة ضخمة وتحتاج إلى جهود مكثفة، فضلا عن نشاطات مكافحة العمى في تشاد والنيجر التي يتولاها مركز إبصار التابع للاتحاد، رافضا أي محاولات تعيق العمل الخيري والتطوعي، مناشدا الجميع بالتعاون من أجل خدمة المريض في الوطن العربي بعيدا على المصالح الخاصة.

وهذا وغيره من الأسرار والكواليس يوضحها الدكتور أسامة رسلان في الحوار التالي...

 

في البداية.. حدثنا أولا عن محاور  العمل الرئيسي في اتحاد الأطباء العرب

المحاور الرئيسية لدينا تكمن في العمل المهني والإنساني والإغاثي الذي يغزي جميع الدول العربية ويتخطى إلى بعض الدول الإفريقية، فالمعهد العربي للتنمية المستدامة التابع للاتحاد يمثل العمل المهني الذي تنطلق من دورات تدريبية مهنية هامة للأطباء في مختلف التخصصات ويمنح دبلومات في 15 تخصصا ويمنح 5 شهادات مهنية غير تقليدية لا تمنحها الجامعات المتخصصة، مثل إصلاح تشوهات العظام والتغذية الإكلينيكية والتعليم الطبي.

كما يوجد لدينا الهيئة العربية لاعتماد الشهادات والأنشطة المهنية، نقدم الاعتماد في النشاط الطبي وعلى أعلى مستوى.

يأتي ذلك بجانب مركز "إبصار" الذي يكافح ويعالج أمراض العمى وإجراء العمليات الخاصة بها، ويضم الاتحاد أيضا مركز "معاك" لمساعدة الأطفال المعاقين ورفع كفاءة المتخصصين ويعمل من خلال 8 مراكز بمحافظات «القاهرة، الإسكندرية، الفيوم، شمال سيناء، أسوان، والوادي الجديد».

ماذا عن مركز «وعي» التابع للاتحاد؟

أنشطة مركز "وعي" موجودة داخل مصر وخارجها بهدف رفع الوعي الصحي للمواطنين والأطباء، وعمل المركز لا يقتصر على أصحاب المهنة فقط بل تنتشر الفرق الصحية بين عامة الناس وطلاب مدارس، ومحال العمل، حتى يتم التحول الرعاية من المستشفى إلى البيوت والنوادي الرياضية والجمعيات الأهلية.

هل هناك نشاط قائم بين الاتحاد وإحدى الهيئات أو المنظمات الطبية بشكل مستمر؟

نعم.. هناك شراكة مع جميع الهيئات القائمة، فهناك شراكة مع جمعية "أصدقاء مرضى السرطان" والجامعة العربية تستعين بنا في جميع الأنشطة.


ماذا عن لجنة الإغاثة والتي تعمل في ظل أزمات صحية كبيرة في المناطق التي تشهد صراعات؟

يوجد لدينا في الاتحاد لجنة الإغاثة والطوارئ، وتعمل منذ عام 1980 في جميع الدول العربية، فأينما حلت الكارثة تجد فرق لجنة الإغاثة، التي تعمل وسط تحديات كبيرة وتطلب تكليفات عالية.

من أين يحصل الاتحاد على الدعم المالي؟

أموالنا تأتي من جيوب أهل الخير، فالاتحاد قائم على العمل التطوعي والخيري وعندما تحل كارثة في بلد ما يتم التبرع للاتحاد، فعمليات التبرع مرتبطة بالأحداث والأزمات.

وحدث ذلك أثناء العدوان على غزة وأيام أزمات الصومال، لما بتحصل مشاكل في مصر مثل السيول والزلازل، لجنة الإغاثة بتتحرك على الفور بجانب وجود تبرعات، وحدث ذلك في زلزال 1992 وكارثة صخرة المقطم وهذا يحدث على المستوى المحلي وكذلك على المستوى العربي.

حدثنا عن دور الاتحاد في أزمة اليمن؟

كنا من أوائل من تواجد في أزمة اليمن وانتشار مرض الكوليرا والمجاعة، ونحن نركز جيدا في العمل الإغاثي والعمل الصحي فقط، أما العمل الاجتماعي تتولاه هيئات أخرى ومنظمات أخرى.


كم أنفق الاتحاد على المساعدات الطبية والإغاثية خلال السبع سنوات الأخيرة؟

لا توجد لدي أرقام ثابتة خلال السبع سنوات الأخيرة.

هل شيد الاتحاد مراكز أو مستشفيات طبية ثابتة في أي دولة؟

نعم.. لدينا مستشفيين في الصومال واحد في العاصمة مقدشيو والآخر في مدينة هرجيسا تم التبرع لبنائهما وعرفا باسم المستشفى المصري، فنحن نتحرك مع كوارث.

فحال الصومال كان صعبا وجاء لها تبرعات كثيرة، فتم إنشاء المستشفيين وبعد انقطاع التبرع تولى المستشفى تكلفة نفسه من خلال تلقي رسوم رمزية للكشف والعلاج، فنحن هيئة غير كسبية ولا ننتظر عائدا منهما.

ما هو الدور الرسمي للاتحاد؟

الاتحاد لا يوجد له دور رسمي لكن لا يمكن أن يقف متفرجا أمام الكوارث والأزمات الصحية، فنتحرك مع جميع الكوارث في مختلف الدول العربية والإفريقية، فتقدمنا للمساعدة في رفع الوعي وتقديم المساعدة لكل حادثة وشاركنا في مبادرة فيروس سي.

هناك اتهامات توجه للاتحاد بأنه يعمل في جزر منعزلة؟

هذا غير صحيح، وكيف يعمل الاتحاد في جزر منعزلة ويتحرك في جميع الدول العربية وتخطى نشاطه إلى بعض الدول الإفريقية، فنحن اتحاد عربي يضم في شراكته 22 نقابة وهيئة ومؤسسة طبية وعمادة عربية، ولكن من يعزف لن نستطيع إجباره على إقامة الشراكة معنا فالاتحاد تطوعي.

ونطبق الشراكة ونتعاون مع الحكومة في أي برنامج مثل مبادرة فيروس سي، بجانب التعاون القائم مع الهيئات الخيرية الأهلية.


ماذا عن نشاط الاتحاد في الدول الإفريقية؟

قلت سابقا نحن نتحرك مع أي كارثة، ومركز "إبصار"  له نشاط جيد في الدول الإفريقية وكانت هناك قوافل طبية له في تشاد والنجير والسودان والصومال.

ما هي كواليس أزمة رئاسة الاتحاد بينك وبين الدكتور أسامة عبدالحي؟

لا توجد أي أزمات وباب الاتحاد مفتوح للجميع ولا يوجد نزاع على رئاسة الاتحاد لأن هناك نظام يحكم الاتحاد وأسلوب للانتخابات، من خلال النظام الأساسي واللوائح المعمول بها في الانتخابات والتعيينات.

سمعنا أن أزمتكما وصلت لساحات القضاء؟

قلت لا يوجد أي نزاع، وفي الحقيقة أنهم عقدوا اجتماعا ورفعوا قضية إلا أن الحكم صدر ببطلان اجتماعهم المزعوم ورفض الدعوى لأن الاتحاد ليس بالقوة أو تحقيق الأهواء الشخصية.

كما كانت هناك محاولة شوشرة في جامعة الدول العربية، والجامعة قالت إن فيه نزاع، قلت نزاع، وقلت للسفير نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية وقتها يعني لو قلت دلوقتي أني أمين عام جامعة الدول العربية هيقولوا هناك نزاع بين طرفين وتم حل الإشكالية مع الجامعة، ويوجد لائحة تحكم النظام ونظام أساسي وطريقة الدعوة لاجتماع لكن قصة الخلاف أهواء شخصية.

يعني ذلك أن ما يحدث هي محاولة تربص بالاتحاد والقائمين عليه؟

"كل ما حدث مجرد ادعاءات باطلة ليس لها أساس من الصحة وخلفها أهواء شخصية وده شيء طبيعي أمام النجاحات التي يحققها الاتحاد.. وكما حبوا يخدوها بالذراع والهجوم على الاتحاد إلا أن الموظفين أفشلوا مخططهم وتصدوا لهم، ولا يوجد خلاف بل هو مجرد أهواء شخصية وأنا رديت على ده في جامعة الدول العربية".

كنت أحد الذين افتتحوا العمل في نقابة الأطباء العامة والفرعية عام 1984 وكان معظم الأطباء لا يعرفون مكانها، وأول ما اشتغلت النقابة وبقى لها مشروع علاج ومشروعات علمية بقت حلوة في أعين الجميع.


ما هي أسباب انتشار العدوى؟

يرتبط حدوث وانتشار العدوى بازدحام السكان والوضع الصحي والمعيشي والنظافة في البلدان، فمجرد وجود ازدحام وسوء التنظيم والأحوال المعيشية تنتشر العدوى.

ماذا عن العدوى في اليمن؟

ما حدث في اليمن كان نتيجة طبيعية للحروب الدائرة هناك، وعدم توفر أساليب الوقاية فانتشرت الكوليرا والمجاعة، وكنا أوائل من تواجدنا وحاولنا توفير العلاج والوقاية لكن نسبة الخطر عالية جدا في اليمن، ومواجهة هذه الأمور يحتاج إلى رفع وعي الناس.

يقال أن مريضة الإيدز لا تجد رعاية طبية أو مأوى؟

لأن الوعي بالمرض خاطئ فمرض الإيدز لا ينتقل إلى الشخص إلا بطريقين الحقن غير الآمن أو الأخلاقيات السيئة، 95% من إصابات الإيدز في مصر بسبب نقل الدم، فالكثير منهم ضحية ولا بد من مشاركة حقيقية في رفع الوعي من ناحية الفهم الخطأ.

ووضع برنامج جيد وطريقة جيدة تمكن من التعامل مع تلك الحالات لأنه في النهاية مريض، فالمريض يعيش حياته عادي وحتى يسمح للأم بإرضاع مولودها مع أخذ احتياطات نقل العدوى مثل الجروح أو استخدام الحقن غير الآمن، حتى لو تعرض وتم التدخل خلال ساعتين لن تنتقل له العدوى فهي تحتاج ترتيب جيد.

كذلك فيروس سي عدوى تنتقل عن طريق الدم، واحتياطات فيروس سي هي نفس احتياطات مرض الإيدز.


كانت هناك حملات توعية "صحية إعلامية" تطلق في الماضي مثل حملة "إدي ظهرك للترعة" للتوعية من البلهارسيا.. ما هي الحملة التي نحتاجها الآن؟

التوعية تخاطب كل شخص بلغته التي يفهما بطريقته.. رفع الوعي في أسلوب الخطاب لازم يختلف ولازم يتم إقناعه لكي يسمعه الناس، ونحتاج الآن حملة قومية بعنوان "إدي ظهرك للتلوث" حتى لا يحدث تلوث بيئي لا يتم رمي النفايات في الشارع، فأرقى مناطق في البلد تجد القمامة منتشرة بها في غير الأماكن المخصصة بها.

رفع وعي الناس مهم لتغيير الثقافة السلبية الموجودة.

هل تساهم عمليات غش السرنجات في انتشار العدوى والأمراض؟

عمليات الغش كارثية ولا بد من رفع ثقافة الناس والوازع الديني لمنع مثل هذه الظواهر.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة