أعرب الرئيس الصيني "شي جين بينج" ونظيره الأرجنتيني "ماوريسيو ماكري" عن تطلعهما المشترك لعصر جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وقال بينج –في تصريحات خلال زيارة الأرجنتين نقلتها وسائل إعلام صينية اليوم الاثنين- إن العلاقات الصينية-الأرجنتينية تشهد اتساعا وعمقا لم يسبق لهما مثيل، وإنه في ظل الظروف الدولية المعقدة والمتغيرة بسرعة يتعين علي البلدين أن يرسما مسار علاقاتهما برؤية أوسع، وأن يعملا معا لفتح عصر جديد من شراكتهما الاستراتيجية الشاملة، وتقديم إسهامات جديدة للسلام والاستقرار والرخاء في كلا البلدين والعالم بأسره.
وأضاف إنه يتعين على البلدين كذلك دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية وخياراتهما المستقلة لمسارات التنمية، مشيرا إلى أن الصين اتخذت إجراءات ملموسة هذا العام لدعم الأرجنتين في الحفاظ علي الاستقرار المالي ومؤمنة بآفاق النمو فيها.
واقترح بينج على الجانبين تعزيز الاتصال والتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وتحقيق الربط بين خططهما الإنمائية، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون في مجالات مثل البنية التحتية والزراعة والطاقة والتمويل وتعزيز التبادلات بين الشعبين، مع العمل معا لدعم التعددية واقتصاد عالمي مفتوح وشامل.
وأبدى بينج استعداد الصين للعمل مع الأرجنتين لتعزيز التنسيق في الأطر متعددة الأطراف، وتعميق التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وتمكين المزيد من البلدان النامية من التمتع بفوائد العولمة الاقتصادية، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وتابع: إنه على الرغم من التحديات الحالية التي تواجه أمريكا اللاتينية، فإن الصين تحدوها ثقة كاملة في آفاق النمو في المنطقة، وستعمل مع الشركاء في المنطقة بما في ذلك الأرجنتين، لتعزيز العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية من أجل عصر جديد يتسم بالمساواة والمنفعة المتبادلة والابتكار والانفتاح والمنافع الملموسة للشعوب.
من جانبه، هنأ الرئيس الأرجنتيني "ماوريسيو ماكري" الصين على إنجازاتها في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتخفيف حدة الفقر وغيرها من المجالات بمناسبة الذكرى الـ40 لبدء تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح.
ووصف ماكري الصين بأنها محرك رئيسي يقود الاقتصاد العالمي، وإن تنمية الصين وتحقيق الحلم الصيني لهما أهمية كبرى بالنسبة لتنمية الأرجنتين وأمريكا اللاتينية ويحملان معني عميقا للسلام والاستقرار والرخاء في العالم.
وأكد التزام الأرجنتين بقوة بتعميق شراكتها الاستراتيجية الشاملة مع الصين وتعزيز التعاون في إطار الحزام والطريق، مشيرا إلى أن الأرجنتين والصين عززتا في السنوات الأخيرة الثقة المتبادلة مع التبادلات المتكررة في مختلف المجالات، وأن التعاون الثنائي دخل مرحلة جديدة من المنافع المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين.
ولفت ماكري إلى أن الأرجنتين تأمل في التوقيع على خطة عمل مشتركة للسنوات الخمس القادمة كفرصة لتوسيع التعاون في مجالات مثل الزراعة والتمويل والطيران وبناء البنية التحتية وتعزيز التبادلات في المجالات الثقافية والشعبية مثل السياحة والرياضة، مرحبا بتعزيز الشركات الصينية استثماراتها في البلاد.
وشهد الرئيسان توقيع خطة عمل مشتركة فضلا عن عدد من وثائق التعاون. كما أصدر الجانبان إعلانا مشتركا استعرضا فيه تطور العلاقات الثنائية وحددا أولويات التعاون في المستقبل.