أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التعليم العالي هو القاطرة التي تدفع بالمجتمعات إلى الأمام، إضافة إلى أن الجامعات هي مراكز للنور والتقدم تشد باقي مؤسسات المجتمع، وتمدها بالأفكار والكوادر والمهارات اللازمة لنهضتها، حيث ينعكس مستوى الجامعات، إيجاباً وسلباً، على الحركة العامة للمجتمع.
وتابع أبو الغيط أن مدى قابليته للتحديث والانفتاح على العصر فكلما ازدهر التعليم الجامعي، وجدت المجتمع يموج بالأفكار الجديدة، والعقول المُتفتحة، والحلول الخلاقة للمشكلات وكلما انحدر مستوى هذا التعليم، كلما تدهورت الكفاءة المهنية في مختلف المجالات، وسادت التيارات الفكرية الظلامية، وتراجعت معدلات الأداء على كل الأصعدة.
وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي الأول لتحسين جودة التعليم في الدول العربية
بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالاسكندري، أن البلاد قد شهدت ثورة كبرى في أعداد الجامعات على مستوى العالم العربي خلال العقد المنصرم، وما زال هذا الاتجاه للتوسع العددي يتصاعد بشكل متزايد فلا شك أن التوسع في التعليم العالي هو أمرٌ مطلوب لتلبية حاجات السوق في اقتصادات ناشئة.
وأوضح الأمين العام، هذا التوسع صاحبه تصاعد في معدلات البطالة بين الشباب، والتي بلغت نسباً مزعجة تصل إلى 27% في المتوسط، علماً بأن ثلثي هؤلاء هم من حملة الشهادات الجامعية.
وأشار إلى أن الظاهرة تعرف بنزيف العقول، حيث تبلغ نسبة حملة المؤهلات العليا أكثر من 35% من بين المهاجرين العرب إلى الخارج.. وكلها تُعد مؤشرات بالغة الدلالة على الانفصال بين التعليم العالي وسوق العمل.
ولفت النظر إلى أن المشكلة الأخطر تتعلق بمستويات التعليم الجامعي التي تُعاني من تدهور مطرد خاصة فيما يتعلق بالجامعات الحكومية موضحا أن جودة التعليم العالي تُمثل عنصراً لا يقل أهمية إن لم يزد عن التوسع العددي في الجامعات أو نسب التحاق الطلاب.
واكد أن تحسين جودة التعليم الجامعي والارتقاء بمخرجات هذا التعليم ووضع الجامعات العربية في مكانة تنافسية مع نظيراتها العالمية تُعد كلها أولويات مُلحة على أجندة العمل العربي حيث أن هناك جهودا تبذل اليوم لإقرار مؤشرات لتصنيف عربي موحد لجامعاتنا بحيث يجري اعتماد نظام موحد لتقويم مؤسسات التعليم العالي وقد صار مثل هذا التقويم شرطاً أساسياً تضعه جميع هيئات الاعتماد الأكاديمي العالمية وأراه ضرورة مُلحة لوضع جامعاتنا ومؤسساتنا الأكاديمية على خريطة الجامعات العالمية المرموقة.