كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"
الأمريكية، اليوم السبت، عن مطالبة الرئيس دونالد ترامب، لكوريا الجنوبية بزيادة حجم
إسهامها في نفقات القوات الأمريكية الموجودة في شبه الجزيرة الكورية.
جاء ذلك نقلا عن مصادر مطلعة على المفاوضات
التي تجري بين واشنطن وسول بشأن تلك النفقات؛ ورأت الصحيفة أن هذا الطلب الأمريكي يضع
أحد التحالفات الأمريكية المهمة تحت ضغط في وقت تدفع فيه الولايات المتحدة من أجل نزع
السلاح النووي الخاص بكوريا الشمالية، كما أن من شأن هذا الطلب أن يضعف مكانة الولايات
المتحدة لدى سول التي تسعى للتقارب مع جارتها الشمالية؛ إذ يخطط الرئيس الكوري الجنوبي
مون جاي إن، لعقد قمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال الأشهر المقبلة.
وتدور المفاوضات حول ما يعرف بـ"اتفاقية
التدابير الخاصة" والتي مدتها 5 سنوات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ينتهي
سريانها في 31 ديسمبر الجاري، وتلتزم كوريا الجنوبية حاليا بدفع حوالي 830 مليون دولار
سنويا للولايات المتحدة لاستضافة أكثر من 28500 جندي قوام القوات الأمريكية التي تتخذ
من كوريا الجنوبية مقرًا لها، أو ما يقرب من نصف التكلفة السنوية المقدرة.
ويرغب ترامب، الذي سعى لإعادة النظر في
الاتفاقيات الدولية للحصول على ما يصفه بصفقات أفضل للولايات المتحدة، في أن تدفع كوريا
الجنوبية ما يقدر بضعف المبلغ الحالي، وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات، وهو ما يعادل
1.6 مليار دولار أمريكي سنويا على مدار السنوات الخمس القادمة، فيما تقول مصادر أخرى
مطلعة إن إدارة ترامب تضغط من أجل زيادة بنسبة 150% من قيمة الاتفاق الحالي أي حوالي
1.2 مليار دولار.
ونقلت الصحيفة عن المصادر أن تلك المطالب
يصعب قبولها في سول وأن البلدين الآن بعيدان للغاية عن التوصل إلى اتفاق جديد، كما
أن الرئيس الكوري الجنوبي أخبر مسؤولي بلاده أنه غير مستعد لدفع أكثر مما وافقت عليه
بلاده سابقا، وأبلغ زعماء الأحزاب السياسية الخمس الكبرى في كوريا الجنوبية خلال الأسابيع
الأخيرة بأن برلمان البلاد لا يمكنه استيعاب أي زيادة، بحسب المصادر.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب والحكومة
الكورية الجنوبية لم تستجيبا لطلبات التعليق على مسألة تمويل القوات، فيما يعقد الجانبان
سلسلة من الاجتماعات منذ مارس الماضي ومن المقرر أن يجتمعا مجددا الأسبوع المقبل في
سول.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البرلمان الكوري
الجنوبي قولهما إن المشاعر مختلطة في سول بشأن الزيادة الكبيرة المطلوبة في التكاليف؛
ويقول مسؤول برلماني من حزب "حرية كوريا"، أكبر الأحزاب المحافظة في البلاد،
إن الحزب ليس ضد رفع نفقات الدفاع للقوات الأمريكية في كوريا لكنه يريد أن يتحقق من
المجالات التي تحتاج إليها وأسبابها قبل الموافقة على أي اتفاق.