الأربعاء 29 مايو 2024

باحثة تركية: أردوغان يبعد تهم فشله بإلصاقها لطرف آخر

9-12-2018 | 21:55

ثمة عبارة يتم تداولها تُنسب إلى شكسبير تقول “فكر قبل أن تتكلم حتى لا تفكر بعد أن تتكلم!” ويا ليت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستفيد مما تقوله هذه العبارة.


فرئيس الجمهورية هو المسؤول بمفرده عن كل شيء في البلاد والمتحكم وحده في كل شيء فيها من الألف إلى الياء، وفي هذا الشأن، كتبت الباحثة في الشئون التركية “نسرين ناس ” مقالاً نشر في موقع “أحوال تركية” تتحدث فيه عن السياسة التي تتبعها الحكومة التركية من خلال تأجيج غضب الشعب تجاه فئة معينة.


وتناولت الخطابات التحريضية للرئيس أردوغان تجاه من يعيشون في بعض المدن التركية مثل جانكايا وقاضي كوي وشيشلي وبشيكطاش وباكير كوي التي يشكل متوسطو الدخل الغالبية العظمى فيها وقوله “من يأكلون خير تركيا” و تحميل من يعيشون في هذه المدن والمناطق المسؤولية على أنهم سبب الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم تدريجيًاوتصويرهم بأنهم “المجرمون المسؤولون عن كل شيء”


وأضافت أن أردوغان يعمل علي إبعاد تُهم فشل إدارة الأزمات عنه بإلصاقها لطرف آخر بعيد عنه من خلال إنشاء صورة ذهنية ممنهجة لجمهورالشعب، ويتجلي هذا في وصفه بخطابه السابق ضد متظاهري منتزه غيزي بأوصاف مثل النصابين والمستغلين .


أضف إلى ذلك تصريح الوزير بيرات ألبايراق عن الانكماش الاقتصادي بأن “كل شيء بدأ بأحداث متنزه غيزي” والذي يعتبره جزء من احتمالية تحميل من يعيشون في هذه المناطق المسؤولية عن ذلك وتجريمهم… فكلا التصريحين يعرف تلك الجريمة ويلقي اللوم على تلك الجماهير.


وتضيف الكاتبة أن استهداف غالبية شريحة ما يعني إضفاء الشرعية على اللاشرعية وغياب القانون من أجل التستر على طرق النمو الخاطئة التي هي السبب الحقيقي في ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع معدلات البطالة، وكل مظاهر الافتقار، والتبذير والإسراف في الموارد المالية التي تم توفيرها من خلال الاقتراض، وإدارة الاقتصاد السيئة، والقحط الاستثماري النتيجة الحتمية لطمع السلطة اللامتناهي.


أما عن عملية استدعاء الجماهير الغاضبة للخروج إلى الشوارع فتصفه بعمليات الاستقطاب والتحزيب التي ئؤدي إلى نهاية المجتمع.


وأكدت نسرين أن العداء والتحزيب لا يؤثر على الأشخاص العاطلين المتسكعين فحسب، ولكنه ينال من العاملين بل وحتى المتعلمين، علاوة على ذلك فإن اللغة التي تهمش شريحة معينة من المجتمع وتنبذها واعتبار فرد أو مؤسسات تابعة لجماعة بأنها السبب في تردي الوضع في بلد ما، ووجود شريحة جاهزة لارتكاب جرائم مجهولة واستخدام الأسلحة البيضاء وبراميل البنزين إذا ما أُمِرت “هيا انطلقوا” تؤدي إلى كثرة استخدام حجة إثارة الفتنة ومن ثمَّ فقدان المجتمع ترابطه عاجلًا أو آجلًا.


وفي ختام المقال تقول نسرين إن تحريض وإثارة الجموع والجماهير العاجزة عن إدراك ما يفعلونه، والتي تتحرك رغبة في العثور على كتلة تصب عليها جام غضبها ليس من السياسة، بل العكس؛ إنه لمن السياسة وضع الجميع تحت مظلة القانون، ذلك لأنه عند حدوث الفوضى وغياب القانون واستثناء بعض الجماهير من القانون وإطلاق يدهم، يكون الطريق قد فُتح أمام تعسف السلطة والقوة والعنف،وهذا أيضًا يعني إنكار الدولة لذاتها.