الخميس 23 مايو 2024

دبلوماسي: الاحتجاجات الفرنسية تسقط الأقنعة عن الحريات الزائفة في أوروبا

أخبار11-12-2018 | 15:00

أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري لشئون الخارجية، أن الحياة لم تعد وردية في المجتمعات الأوروبية التي تعاني من أزمات واسعة، أدت إلى احتقان شعبي قارب على الانفجار، مشيرا إلى أن مظاهرات «السترات الصفراء» في فرنسا عرت الأزمات المجتمعية الأوروبية بدليل انتقالها بسرعة إلى باقي الدول.

 

ولفت عضو المجلس المصري لشئون الخارجية، في تصريحات لـ«الهلال اليوم» إلى أن فرنسا تعصف بها العديد من الأزمات الاقتصادية الطاحنة بما تمثل ضغطا على شرائح المواطنين، مشددا على ضرورة توعية المواطنين الباحثين عن الهجرة غير الشرعية، بالأزمات الأوروبية حتى يتراجعوا عن قفزهم وهرولتهم وراء السراب والغرق في عرض البحر.

 

وأكد أن مصر تخطو خطوات واسعة نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، بفضل الإجراءات الاقتصادية وتحمل الشعب للعلاج المر بدلا من استمرار تلك الأزمات والرضاء بالمسكنات التي أدت إلى تراكم الأزمات المختلفة، مشددا على ضرورة وجود برامج إعلامية لتوعية المواطنين بحقيقة الأوضاع الغربية بما يساهم في زيادة إدراك الشباب ويمنع الهجرة العشوائية إلى تلك المجتمعات.

 

وأوضح "رخا" أن المجتمع الفرنسي يعاني من أزمات اقتصادية وارتفاع في الأسعار فضلُا عن زيادة معدلات بطالة هناك، مستطردا:" أن المشهد الفرنسي نابع من قرارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دون الرجوع للرأي العام"، مضيفا أنه رجل اقتصادي، ولدية خبرة كافية إلا أنه خانه التعامل مع الأمر.

 

وأشار إلى أن الشريحة العمالية الفرنسية، وجدت أن قرارات فرض ضرائب وزيادة الأسعار فوق طاقتها، مؤكدًا على أن الفئة المهمشة من مواطني فرنسا من أصول إفريقية وشرق أوسطية، منذ الاستقلال حتى يومنا هذا ينظر إليهم "حزب اليمين المتطرف" نظرة استعلاء وتكبر.

 

وأضاف أن هذه النظرة سبب من ضمن أسباب تفاقم الأزمة الفرنسية، مما جعل هذه الفئات تلجأ إلى استخدام العنف والانتقام، مشيرا إلى أنه شاهد بنفسه هذه الأعمال المتطرفة من تدمير المنشآت وصولًا إلى سرقة الطعام من المتاجر مما يعكس شدة معاناة هذه الطبقة.

 

وبين أن هذه الشعوب تعاني من عنصرية كبيرة على خلاف إدعاءات الحرية التي يتشدقون بها ويعد ذلك جزءا من انفجار الأزمة الحالية التي تشهدها فرنسا وتمتد لبعض الشعوب الأوروبية الأخرى.

 

وتابع أن ألمانيا يوجد بها تذمر بين عمال السكة الحديد والشركة المالكة وبين الطبقات الكادحة، بشأن رفع أجور العمال، منوهًا إلى أن الأمر لم يصل لوضع فرنسا نظرًا لوجود حوار مجتمعي بين الطرفين، متوقعا حدوث ذلك في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

 

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية مظاهرات حاشدة في قلب العاصمة الفرنسية باريس رفضا للإجراءات الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات، امتدت إلى بعض المدن الدول الأخرى الأوروبية.