الأحد 12 مايو 2024

التظاهرات تكشف أزمات الاقتصاد الأوروبي.. خبراء: في حالة اضطراب.. وارتفاع متوسط دخل الفرد يقابله غلاء معيشة.. وزيادة الأزمات تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وتؤثر سلبا على الاستثمار والسياحة

تحقيقات11-12-2018 | 17:48

خبير اقتصادي: التظاهرات الفرنسية ستؤثر سلبًا على الاقتصاد الفرنسي

بسنت فهمي: الاقتصاد الأوروبي في حالة اضطراب وارتفاع متوسط الدخل يقابله غلاء معيشة

 

رغم ارتفاع متوسط دخل المواطن الأوروبي، إلا أن الوضع الاقتصادي بها يعاني من أزمات مثل كافة دول العالم، حيث أكد خبراء اقتصايون أن الاقتصاد الأوروبي في حالة اضطراب وارتفاع متوسط الدخل يقابله غلاء معيشة، موضحين أن أبرز تلك الأزمات هي تراجع الأجور وغلاء أسعار السلع الأساسية، والضرائب الباهظة، مما يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية.

وتواجه فرنسا منذ عدة أيام احتجاجات على زيادة الضرائب على أسعار الوقود وتدهور الأحوال المعيشية وانخفاض القيمة الشرائية للعملة، وامتدت إلى دول أوروبية أخرى حيث شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل احتجاجات مشابهة، نظرا لتردي الأوضاع وارتفاع تكلفة المعيشة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية هناك، امتدت إلى دول أخرى كألمانيا وهولندا.

وتعاني فرنسا من التضخم، والبطالة التي تزيد نسبتها عن 9%، فضلا عن تراجع معدل النمو حيث انخفض نمو الاقتصاد الفرنسي بشكل حاد خلال الربع الأول من العام الجاري، ليسجل نسبة 0.3 في المائة، وهي أقل وتيرة للنمو في أكثر من عام، فيما بلغ معدل النمو 1.9% في 2017، فيما خفضت الحكومة توقعها للنمو خلال العام المقبل إلى 1.9%.

وفي مصر، نجح برنامج الإصلاح الاقتصادي بالنهوض بكافة المؤشرات الاقتصادية، حيث حققت مصر أعلى معدل للنمو خلال العشر سنوات الماضية في عام 2018، حيث بلغ 5.3%، خلال العام المالي الجاري، فضلا عن تراجع معدل البطالة إلى 9.9%، كما ارتفع الاحتياطي النقدي إلى 44.5 مليار دولار.

 

تأثير سلبي

الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، قال إن فرنسا لديها مشاكل اقتصادية متعددة أبرزها أزمات الأجور وتراجع مستوى المعيشة ما دفع المواطنين الفرنسيين للخروج والتظاهر، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد بدأ برنامجا للإصلاح الاقتصادي بفرض رسوم وضرائب على ساعات العمل الإضافية والمحروقات.

وأضاف عبده، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن المواطنين في أوروبا يبحثون عن جودة الحياة ولا يعيشون رفاهية، إنما لديهم أزمات ومشاكل اقتصادية نتيجة غلاء أسعار البترول التي أثرت على مناحي الحياة فأدت إلى انخفاض معدلات التصدير وارتفاع تكلفة المنتجات.

وأكد أن مفهوم المعاناة يختلف من فرد لآخر وغياب أساسيات الحياة بالنسبة للمفاهيم السائدة في هذه الدولة، موضحا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن هذه الإجراءات والإصلاحات الاقتصادية هي تراكمات لأربعين عاما مضت، إلا أن الأوضاع والاحتجاجات الراهنة ستؤثر سلبا على الاقتصاد الفرنسي وسيعاني من تبعاتها السلبية على معدل النمو وموسم السياحة والاستثمارات هناك.

 

اضطراب اقتصادي

فيما قالت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية وعضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن الحالة الاقتصادية الأوروبية في اضطراب شديد بسبب التحديات العالمية والصراع الشرس بين أقطاب العالم والدول الكبرى، مضيفة إن الاضطراب الاقتصادي كلما زاد أدى إلى اضطرابات اجتماعية.

وأوضحت فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه رغم ارتفاع متوسط دخول الأفراد في أوروبا فإن الوضع لا يعني رفاهية لأنه يقابله ارتفاع في الأسعار كافة الخدمات والسلع الأساسية، مشيرة إلى أن تجربة مصر في الإصلاح الاقتصادي رائدة إنما الدول الأوروبية تحتاج أن تسير بنموذج مختلف للإصلاح.

وأضافت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتبع سياسة تركز على الطبقة الثرية والاستثمارية أدت لغلاء الأسعار وهو ما مس كل المواطنين وأدى إلى التظاهرات التي امتدت إلى كافة الدول، مشيرة إلى أن اضطراب الاقتصاد العالمي يحتاج إلى وقفة وإدارة حكيمة لأن اهتزاز الطبقة المتوسطة في أي دولة سيؤدي إلى اهتزاز الاقتصاد لأنها تمثل موتور الاقتصاد والمحرك له بقوتها الشرائية.

    Dr.Radwa
    Egypt Air