بالتأكيد سمعنا عن "بابا نويل" أو سانتا كلوز" منذ طفولتنا، ذلك العجوز الطيب المرح ذو الرداء الأحمر واللحية البيضاء، يأتي على عربته السحرية المليئة بالهدايا للأطفال حول العالم، فهل تساءلت مرة عن نشأته وأصله؟.
سانتا كلوز يملك العديد من الأسماء، ويختلف اسمه من بلد لأخرى، وتزعم العديد من الدول أنه نشأ فيها، لكن توجد بلد واحدة فقط أعلنت عن وجود منزل سانتا كلوز الرسمي، وقبل أن نتطرق إلى الحديث عن البلاد التي زعمت أن سانتا قد نشأ فيها أو منزل سانتا الرسمي، هل تعرف ما إذا كان سانتا شخصية واقعية أم خيالية؟.
يرى البعض سانتا كلوز على أنه شخصية خيالية مشهورة في قصص الأطفال، فهو ذلك العجوز الذي يعيش في القطب الشمالي وسط الثلوج وحيوانات الرنة وزوجته السيدة كلوز، لكن بحسب ما ذكرته قناة "BBC" البريطانية، قصة سانتا كلوز هي قصة واقعية ملهمة من قصة الأسقف نيكولاس من مدينة ميرا الرومانية الصغيرة والتي تقع في تركيا حاليا، في القرن الرابع الميلادي.
وكان القديس نيكولاس يقوم خلال الليل ليوزع الهدايا على الأطفال والفقراء في ليلة الكريسماس، دون علم أي أحد من القرية، وصدف أنه مات في شهر ديسمبر، وعلى الرغم من نزاع العديد من البلدان على موقع رفاته، التي ادعى البعض أنه مدفون في إيطاليا بينما يدعي آخرون أنه مدفون في أيرلندا، اكتشف علماء الآثار الأتراك، في أكتوبر 2017، مقبرة تحت كنيسة القديس نيكولاس في أنطاليا التركية، ليست بعيدة عن أنقاض ميرا القديمة، التي يعتقدون أنها تنتمي إلى القديس نيكولاس نفسه.
لكن ما زال يوجد عند الفنلنديين شيئا ليقولوه!!
إذا سألت الفلنديين من أين يأتي سانتا كلوز، سيقولون أنه يأتي من لابلاند الفنلندية، ليس سبب قولهم ذلك هو أن لابلاند مغطاه بالثلج الأبيض أو لأنها موطن حيوان الرنة الذي يجر عربة سانتا كلوز، لكن السبب وراء قولهم ذلك هو تأكدهم من أن ورشة عمل سانتا كلوز السرية موجودة في "كورفاتونتوري" بلابلاند الفلندية، وتم الكشف عن تلك الورشة في عام 1927 على الهواء مباشرة من قبل المضيف الإذاعي ماركوس راويتو.
وبحسب ما ذكرته قناة "BBC" البريطانية، وافقت وزارة الثقافة والتعليم الفلندية في نوفمبر2017 على تضمين منزل سانتا كلوز في قائمة التراث الوطني للمخزون الحي، وهي قائمة يؤيدها المجلس القومي للآثار كجزء من اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي.
وسواء كان سانتا كلوز خيالي أم لا، وسواء كان يسكن في تركيا أو فلندا، سيظل بالنسبة للكثيرين رمز للمحبة والهدايا، والفرحة.