قال رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس إن المفاوضات الخاصة باعتماد ميثاق عالمي للهجرة، قد أدت إلى خلق إطار سياسي للتعاون الدولي في هذا الشأن من أجل هجرة آمنة ومنظمة وشرعية، وبالرغم من كون الاتفاق غير ملزم إلا أنه يحدد المبادئ المشتركة والالتزامات المتعلقة بالهجرة، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة في هذا المجال.
وأكد تسيبراس- خلال كلمته في المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد ميثاق الأمم المتحدة حول الهجرة، والذي انعقد في مراكش خلال الفترة من 10 إلى 11 ديسمبر 2018- ضرورة إقرار الميثاق العالمي للهجرة، مضيفا أن هذه ليست نهاية الطريق بل بدايته، مشيرا إلى ظروف العالم المعاصر التي تؤدي إلى موجات الهجرة، ومنها التفاوت الاجتماعي على المستوى المحلي والدولي، والنمو السكاني، وقلة فرص التعليم والعمل، والفقر المدقع، وتغير المناخ، والحروب والصراعات، مشددًا على أن هذه التحديات عالمية وتتطلب مواجهة دولية.
وأوضح رئيس الوزراء- في بيان وزعته سفارة اليونان بالقاهرة اليوم الأربعاء- أن ميثاق الهجرة يزود المجتمع الدولي بمجموعة من القواعد المتفق عليها بهدف تعزيز التعاون بين الدول في جميع قضايا الهجرة، مع مراعاة قدرة كل دولة على استقبال المهاجرين واحتياجات سوق العمل بها، ومن أجل إدماج المهاجرين الشرعيين في مجتمعاتهم الجديدة، وضمان العودة الكريمة للأشخاص الذين لا يحتاجون إلى حماية دولية، بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، والقضاء على العصابات التي تقوم بتهريب المهاجرين.
واستعرض تسيبراس تجربة اليونان التي شهدت هجرة العديد من مواطنيها في فترات سابقة وأصبحت كذلك معبراً للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، موضحا أن بلاده قد تأثرت بموجات ضخمة ومتنوعة من المهاجرين واللاجئين منذ عام 2015، مشيرا إلى دور الشعب اليوناني في احتضان اللاجئين المحتاجين للمساعدة، بالرغم من التحديات التي واجهته.
وأكد رئيس وزراء اليونان عدم قدرة أي دولة على التصدي بمفردها لقضايا الهجرة بشكل فعال، ولذلك فإن الحاجة ماسة إلى حلول دولية متعددة الأطراف تستند إلى القانون الدولي، مؤكدا التزام اليونان بالمساهمة في ترسيخ مبادئ الميثاق العالمي للهجرة كإطار سياسي فعال للتعاون بين الدول، يدعم الجهود المتخذة على المستوى المحلي والإقليمي من أجل هجرة آمنة، ويضمن إدارة هذه القضية بشكل ملائم.