أعرب مسؤولون أوروبيون، اليوم الجمعة، عن قناعتهم بأن انسحاب
بريطانيا من الاتحاد (بريكست) بدون اتفاق بات الآن "أمراً واقعاً" أكثر من
أي وقت مضى، مشككين بقدرة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، على إقناع برلمان بلادها
بتمرير الاتفاق المبرم مع الدول الـ27 الأعضاء في التكتل يوم 25 الشهر الماضي.
ووصف رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، في تصريح أوردته
وكالة أنباء "أكي" الإيطالية، الإشارات القادمة من لندن "بغير المطمئنة"،
مشيراً إلى أن الاتحاد مستعد للعمل بسرعة على فتح باب المفاوضات بشأن العلاقات المستقبلية
فور قيام البرلمانيين البريطاني والأوروبي بإقرار اتفاق الانسحاب والإعلان السياسي.
وعاد ميشيل للتأكيد، خلال تصريحات على هامش اليوم الثاني
للقمة الأوروبية، على عدم ثقته بقدرة بريطانيا على الوفاء بالتزاماتها، إذ قال
"نعمل للتحضير لكافة الاحتمالات ومنها انسحاب بريطانيا بدون اتفاق".
جدير بالذكر أن العديد من المسؤولين الأوروبيين، الذين حضروا
مساء أمس مداخلة ماي أيدوا كلام ميشيل، موضحين أنها أرادت فتح باب التفاوض بشأن الاتفاق
وهو أمر غير ممكن من جهة بروكسل.
من جانبه، صرح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بأن
"على البريطانيين أن يقولوا لنا ماذا يريدون وكيف سيتصرفون"، مبديا الاستغراب
من قيام لندن بتحميل مسؤولية التعثر لبروكسل.
وتشير مصادر مطلعة في بروكسل إلى أن إمكانية عدم وجود اتفاق
مُنظَم لانسحاب بريطانيا من الاتحاد يتبلور أكثر فأكثر في ذهن الأوروبيين، ما يدفعهم
إلى تسريع العمل للتحضير لانفصال قاس بعد 29 مارس 2019، وهو التاريخ الرسمي لانسحاب
بريطانيا من الاتحاد.