أعلنت وزارة الآثار أن عام 2018 شهد العديد من الإنجازات في مجال العمل الأثري، حيث استطاع العاملون بالوزارة من مفتشين ومرممين على مدار عام دفع حركة العمل بمختلف قطاعات الوزارة وعلى جميع الأصعدة؛ بما يضمن حماية المواقع الأثرية والمتاحف، الأمر الذي يؤدى بدوره إلى عودة حركة السياحة الوافدة لمصر لسابق عهدها.
وأكدت الوزارة، في بيان اليوم ، أنها نجحت على مدار العام في العثور على العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة بمختلف محافظات مصر من خلال بعثاتها الأثرية بالتعاون مع عدد من البعثات الأجنبية، والبالغ عددها أكثر من 200 بعثة من 25 دولة، حيث احتلت محافظة الجيزة المركز الأول في الاكتشافات الأثرية والتي بلغت 6 اكتشافات، تلتها محافظة المنيا بـ 3 اكتشافات أثرية، ثم محافظة الأقصر ومنطقة المطرية بالقاهرة باكتشافين، واكتشاف اثري واحد فى كل من محافظة أسوان والدقهلية، كما اكتشفت البعثة العاملة بالجبانة الغربية بمنطقة الأهرامات الأثرية مقبرة لسيدة تدعي "حِتِبِت" من عصر الدولة القديمة.
وأعلنت أهم تلك الاكتشافات ومنها نجاح البعثة الأثرية بمنطقة آثار الغُريفة شمال منطقة آثار تونا الجبل بالمنيا في الكشف عن جبانة لمقابر عائلية، فيما كشفت البعثة المصرية الألمانية بمنطقة المطرية عن أكثر من ٤٥٠٠ قطعة أثرية جديدة تخص تمثال الملك بسماتيك الأول، وكشفت بعثة كلية الآثار - جامعة القاهرة عن مقبرة كبير قادة الجيش في عهد الملك رمسيس الثاني بمنطقة سقارة، كما اكتشفت البعثة المصرية الألمانية التابعة لجامعة توبنجن مجموعة من الدفنات وورشة للتحنيط جنوب هرم أوناس بسقارة، ونجحت البعثة المصرية الأسترالية التابعة لجامعة ماكويري والعاملة بمنطقة آثار بني حسن بمحافظة المنيا في العثور على حجرات الدفن الخاصة بمقبرتي ريموشنتي وباكت الثاني.
ولفتت إلى أن البعثة المصرية الفرنسية المشتركة كشفت عن أحد أقدم القرى المعروفة حتي الآن في منطقة الدلتا والتي ترجع إلى العصر الحجري الحديث، وذلك بمنطقة تل السمارة بمحافظة الدقهلية، وتوصلت البعثة المصرية العاملة بمنطقة اللشت إلى الكشف عن مقبرة صخرية شمال شرق هرم الملك سنوسرت الأول بمنطقة اللشت بالجيزة، كما كشفت البعثة المصرية العاملة بمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو بمحافظة أسوان عن تمثال من الحجر الرملي على هيئة أبو الهول، بالإضافة إلى عدد من اللوحات، ونجحت البعثة التابعة لجامعة عين شمس العاملة بمنطقة عرب الحصن بالمطرية عن مقصورة احتفالات الملك رمسيس الثاني، كما توصلت البعثة الأثرية الفرنسية الإنجليزية المشتركة، التابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وجامعة ليفربول الإنجليزية إلى طريقة نقل المصري القديم للكتل الحجرية من المحاجر بموقع حتنوب شرق تل العمارنة بالمنيا.
وتابعت أن البعثة المشتركة التابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية وجامعة ستراسبورج بفرنسا والعاملة بجبانة العساسيف نجحت في العثور على لوحة من الحجر الرملي وتابوتين خشبيين يرجعان لعصر الأسرة السابعة عشر والأسرة الثامنة عشر، كما اكتشفت البعثة المصرية العاملة عند الحافة الصخرية حول الطريق الصاعد للملك أوسركاف بجبانة سقارة الأثرية ثلاث مقابر ترجع لعصر الدولة الحديثة غير منقوشة أعيد استخدامها في العصر المتأخر كجبانة للقطط، بالإضافة إلى أربع مقابر أخرى ترجع إلى عصر الدولة القديمة، وتوصلت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف بالأقصر في الكشف عن مقبرتين إحداهما لشخص يدعى «ثاو إر إف»، ومدخل المقبرة الثانية رقم TT28، واختتمت الوزارة عام 2018 بنجاح البعثة المصرية في الكشف عن مقبرة جديدة ملونة بمنطقة سقارة الأثرية وترجع إلى الأسرة الخامسة.
وأشار البيان إلى أن الوزارة بذلت جهودا كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي لاسترداد عدد كبير من الآثار المصرية المسروقة والمهربة خارج البلاد بطريقة غير شرعية، حيث بلغ عدد القطع المستردة منذ يناير الماضي وحتى نوفمبر الماضي 222 قطعة أثرية إلى جانب 21 الفا و660 عملة معدنية من كل من فرنسا (9 قطع)، وقبرص (14 قطعة)، والولايات المتحدة الامريكية (3 قطع)، والكويت (قطعة واحدة)، وإيطاليا (195 قطعة) و(21 الفا و660) عملية معدنية.
وبالنسبة للمتحف المصري الكبير، أعلنت وزارة الآثار أنه تم إنجاز أكثر من 80% من إجمالي حجم الأعمال، ووصل اجمالي القطع الأثرية المنقولة إلى المتحف نحو 45 ألف قطعة، كما تم نقل 26 أثر ضخم أهمها تمثال الملك رمسيس الثاني، العجلة الحربية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، أطول أربع قطع خشبية من أجزاء مركب خوفو، عامود مرنبتاح من القلعة، مشيرة إلى أنه تم تكليف تحالف Hill Ehaf-PWC-Lord بتجهيز الشروط المرجعية والخطة الاستثمارية للمتحف تمهيداً لاختيار شركة كبرى لإدارة وتشغيل الخدمات.
وأضافت أنه في يونيو الماضي تم الإعلان عن بدء إجراءات التأهيل المسبق لاختيار شركة أو تحالف لإدارة وتشغيل خدمات المتحف، وتم في سبتمبر الماضي فتح المظاريف الخاصة بأوراق الشركات المتقدمة لإدارة وتشغيل خدمات المتحف، وفي ديسمبر الحالي تم إعلان القائمة المختصرة بأسماء التحالفات والشركات المؤهلة لعملية طرح وإدارة وتشغيل خدمات المتحف. وهي:تحالف مصري-إيطالي، تحالف مصري - أمريكي ، تحالف مصري – فرنسي، تحالف مصري-إنجليزي، وشركة فردية.
وعن المتحف القومي للحضارة المصرية، أوضحت الوزارة أنه جاري العمل على الانتهاء من تجهيز قاعات العرض المركزي والمومياوات الملكية ومتحف العاصمة تمهيداً لافتتاحهم في النصف الأول من 2019، بالإضافة إلى إنشاء محطة كهرباء قدرة 4 ميجا وات.
وكشفت الوزارة عن أهم القرارات الخاصة بقانون الآثار، وفى 11 يونيو الماضي أصدر رئيس الجمهورية القرار رقم 91 لسنة 2018 بتعديل بعض أحكام قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، وفى نوفمبر الماضي تم الانتهاء من مراجعة اللائحة التنفيذية لقانون الآثار بمجلس الدولة وباللجان المختصة بالوزارة وجاري إصدارها.
وأشارت الوزارة إلى أنه في عام 2018 نظمت الوزارة العديد من المعارض الخارجية حيث تم في مارس الماضي افتتاح معرض الآثار الإسلامية المؤقت "عالم الفاطميين" بمتحف الأغاخان بمدينة تورونتو بكندا، ومعرض الآثار الغارقة بمتحف الفن بمدينة سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعرض لمجموعة من آثار توت عنخ آمون بمعهد كاليفورنيا للعلوم بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي يونيو الماضي تم افتتاح معرض للمستنسخات الأثرية في إيطاليا، وفى يوليو تم افتتاح معرض "ذهب وكنوز الفراعنة" بإمارة موناكو، وفي أكتوبر الماضي تم افتتاح معرض الآثار الغارقة بولاية مينيا بوليس بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت الوزارة أنه تم افتتاح العديد من المشروعات الأثرية فى 2018 منها مشروع ترميم منطقة باب الوزير (البيماريستان المؤيدي وتكية تقي الدين البسطامي وبوابة درب اللبانة)، ومقعد الأمير ماماي السيفي بالجمالية، والمرحلة الأولي من مشروع تطوير منطقة عيون موسى بسيناء - بالتعاون مع وزارة السياحة، والمتحف المكشوف لمسلة المطرية، ومتحف آثار مطروح، وضريح سيدي علي زين العابدين بالسيدة زينب، ومتحف آثار تل بسطا بمحافظة الشرقية ومشروع تطوير المنطقة الأثرية، ومشروع ترميم جامع الأزهر، وإقامة تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني أمام الصرح الأول بمعبد الأقصر بعد إعادة تجميعه بواسطة فريق عمل مصري يبلغ ارتفاع التمثال 11 متراً وكان محطماً إلى 57 قطعة، والنصف الغربي من مسجد زغلول الأثري بمدينة رشيد.
كما تم افتتاح مسجد العباسي بمدينة بورسعيد، ومتحف سوهاج القومي، ومقبرة محو بسقارة للزيارة (لأول مرة منذ اكتشافها عام 1940)، والانتهاء من أعمال ترميم وإقامة مسلتين وعمودين وتمثالين ضخمين بمنطقة آثار صان الحجر بالشرقية، ومسجد أنجا هانم بمحافظة الإسكندرية، ومسجد تطندي الأثري بقرية شالي بواحة سيوة، وافتتاح العرض الجديد لآثار يويا وثويا بالمتحف المصري بالتحرير في ذكرى تأسيس المتحف الـ 117.