الأحد 2 يونيو 2024

باحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي: تنمية القارة والإرهاب على رأس أولويات مصر في رئاسة إفريقيا

أخبار20-12-2018 | 20:15

 أبو زيد : مصر ستفاجئ القارة الافريقية بمبادرات جديدة طول فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي

مصر منفتحة على اعادة الاعمار في سوريا والعراق وليبيا

مصر تعمل على تعزيز استفادة الدول العربية من مواردها

قال الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي أن مصر بدأت رئاستها للاتحاد الإفريقي مبكرا، فكان لها العديد من الإسهامات الهامة للغاية في قيادة مسيرة التنمية في القارة الإفريقية، حيث استطاعت مصر أن تخاطب اهتمامات وشواغل القارة في الكثير من المناسبات.

وأضاف في حوار خاص لـــ"الهلال اليوم"، أن التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب أهم ما يشغل مصر خلال رئاستها للاتحاد، مشيرا إلى أن القول بأن المفهوم الضيق للأمن يشكل خطراً على الأمن نفسه، حيث أنه لا يقتصر فقط على التهديدات الإرهابية.
 

كيف ترى التعاون مع إفريقيا خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019؟

بدأت مصر رئاستها للاتحاد الإفريقي مبكرا، فكان لها العديد من الإسهامات الهامة للغاية في قيادة مسيرة التنمية في القارة الإفريقية، حيث استطاعت مصر أن تخاطب اهتمامات وشواغل القارة في الكثير من المناسبات.

فكان لمصر السبق في استضافة الشباب الإفريقي خلال منتدى شباب العالم في نوفمبر 2018 الذي نتج عنه اختيار 2019 عاما للشباب الإفريقي، فضلا عن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي مدينة أسوان عاصمة للشباب الإفريقي، حيث سيتم تدشين العديد من المبادرات والفعاليات على مدار العام المقبل؛ لتعزيز التمكين الاقتصادي والإداري والقيادي للشباب الإفريقي. كما كان لمصر دور رائد من خلال استضافة شرم الشيخ لمنتدى الاستثمار في إفريقيا، حيث تم خلاله الاتفاق على عدد كبير من المشروعات الضخمة للنفع المشترك بين مصر والدول الإفريقية، وكذلك بين إفريقيا وشركاء التنمية، كما تم تدشين صندوق ضمان مخاطر الاستثمار بمنتدى إفريقيا، وكذا الاتفاق على العديد من الاستثمارات الإفريقية في مصر.

وتم توقيع 30 اتفاقية في مجالات الاستثمار والمشاريع القومية وريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنية الأساسية والتعاون الفني بقيمة إجمالية 3.5 مليار دولار، فعلى سبيل المثال أعلن الملياردير الزيمبابوى سترايف ماسيوا استثمار ما يقرب من 400 مليون دولار في قطاع الاتصالات المصري. 
كما أن مصر ستفاجئ القارة الافريقية بمبادرات جديدة طول فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي.


ماذا يعود علي مصر بعد فوزها بمناقصة إنشاء سد تنزانيا؟

ونشعر بالفخر لفوز تحالف مصري بتنفيذ مشروع السد الأكبر في تنزانيا، ولعل حفاوة استقبال رئيس الحكومة المصرية دكتور مصطفى مدبولي في تنزانيا مؤخرا، يعكس حجم القبول ودرجة الأولوية التي تحظى بها أية مساهمة مصرية في القارة.

وهناك حرص من المجتمع الدولي على دعوة مصر كممثل لإفريقيا في كافة المحافل الدولية الهامة حول القارة التي شهدت خلال الأسابيع الماضية منتدى الصين إفريقيا، وآخر في ألمانيا، وحاليًا في النمسا التي زارها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

هل التعاون مع الدول العربية في عمليات إعادة الإعمار يعود بالنفع علي مصر؟

هناك العديد من المشروعات القومية المصرية التي تمثل نماذج يُحتذى بها للدول العربية سواء في دعم مسيرات التنمية الوطنية أو جهود إعادة الإعمار في المناطق التي خربتها الأزمات، فمصر منفتحة على إعادة الاعمار في سوريا والعراق وليبيا.

ولقد تمكنت مصر خلال فترة زمنية وجيزة من تحقيق أعلى معدلات إنجاز في مشروعات البنية التحتية، كالمشروع القومي للطرق، وشق قناة السويس الجديدة وتطوير مناطقها الاقتصادية، فضلا عن إنشاء مدن جديدة بكافة المحافظات تمثل ظهيرا عمرانيا للمدن القائمة.

 كما أن مصر تعمل على تعزيز استفادة الدول العربية من مواردها، فهي تعمل على التعاون مع لبنان والسعودية في مجال الغاز على سبيل المثال، فضلا عن أهمية تصدير الغاز المصري للأردن كطرف أساسي في معادلة الطاقة في المملكة، وكل هذه الفرص والمشروعات تدفع للتكامل بين الدول العربية شيئا فشيئا، بدلا من الارتهان إلى أحلام وشعارات قومية لم ترَ النور منذ عقود.

 

ما هي أهم التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب؟

القول بإن المفهوم الضيق للأمن يشكل خطراً على الأمن نفسه، كما أن المفهوم الصحيح للتحديات الأمنية لا يقتصر فقط على التهديدات الإرهابية، فكثير من الجرائم الجنائية تمثل تهديدا خطيرا لأمن المجتمع، كما أن الفساد يعد أكثر خطورة على أمن المجتمع من الإرهاب، بل ربما يكون عاملا من عوامل انتشار الإرهاب.

ولذلك فإن مصر دائما تؤكد في خطابها للخارج وفي استراتيجياتها في الداخل على المواجهة الشاملة للإرهاب، سواء من حيث أدوات المواجهة التنموية والثقافية والأمنية والعسكرية، أو من حيث شمول المواجهة لكافة التنظيمات الإرهابية بلا استثناء.

ولعل دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني تعطي إشارة على تصميم الدولة والقيادة المصرية على اجتثاث الإرهاب من منابعه واقتلاعه من جذوره.


كيف تعمل تنمية المجتمعات المحلية على اقتلاع جذور الإرهاب وتحصين المجتمع ضده؟

الدولة المصرية تدرك أهمية مكافحة الإرهاب من خلال التنمية المستدامة، فالتنمية هي سلاح الدولة المصرية ضد جذور الإرهاب للقضاء على الدوافع الاقتصادية والاجتماعية للتطرف، وعلاج مشكلات المجتمع من منابعها، فعلى سبيل المثال كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد خصص 10 مليار جنيه لتنمية سيناء ومكافحة الارهاب فيها، ولدى الحكومة المصرية خطط طموحة جدا لتحويل سيناء إلى عاصمة اقتصادية للبلاد. 

فالتنمية في سيناء لها بعد أمني، فهي وسيلة أساسية لبسط حضور الدولة في أقاليمها الحدودية، فتنمية المناطق الحدودية جزء أساسي من استراتيجية الأمن القومي.
ولاشك أن جهود التنمية ستكون عنصرا لجذب للسكان، لملء الفجوة الديموغرافية في المناطق الحدودية. كما أن الاهتمام بتطوير العشوائيات في العاصمة والمدن الكبيرة يمثل أيضا تحصينا لتلك المجتمعات الخطرة من الإرهاب والتطرف.

هل العشوائيات تمثل بؤرًا للإرهاب؟

فهناك العديد من الدراسات التي تعتبر العشوائيات بؤر تفريخ الإرهاب، ومعلوم أن قاطني العشوائيات ويمثلون نحو خمس المجتمع المصري، كما أن تنمية المحافظات الريفية وصعيد مصر وخاصة من خلال بناء المدن الجديدة والمناطق الصناعية يمثل أحد وسائل مواجهة انتشار العشوائيات، لأن العشوائيات دائما ما ارتبطت بالهجرة الداخلية.

فسكان العشوائيات هم في الغالب قادمون نتيجة هجرة السكان من المحافظات الطاردة للسكان، مثل المنوفية، الغربية، البحيرة، ومحافظات الصعيد. ولا شك أن العشوائيات تعتبر أحد مهددات الأمن القومي، حيث غالبا ما ترتبط بالبطالة والعنف والتطرف وسهولة الاستقطاب نحو العنف.

فانتشار الفقر يجعل من بعض قاطني العشوائيات صيدا سهلا للإرهابيين. وأعتقد أن تنمية آليات الإدارة المحلية وتعزيزها وتمكينها وتفعيل أدواتها، سيكون أداة هامة في القضاء على الإرهاب من المنبع.

هل هناك أمثلة على إدراج التنمية في خطة مكافحة الإرهاب؟

لنا في تنمية وإعمار قرية الروضة بشمال سيناء مثالا على اهتمام الدولة بتعويض ضحايا الإرهاب وتحصين المجتمعات المحلية من الإرهاب من خلال التنمية.