الأربعاء 29 مايو 2024

في الذكرى الـ ٦٢ لعيد النصر على العدوان الثلاثي.. مصر تنتصر بمعركة التنمية

تحقيقات23-12-2018 | 09:20

فى خضم معارك التنمية التي تخوضها مصر قائدا وحكومة وشعبا ضد الفقر والجهل والإرهاب والمرض والأمية والبطالة ، تحل اليوم الأحد الذكرى الـ ٦٢ لعيد النصر علي العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) حاملة رسالة للمصريين تؤكد أن الصبر والمثابرة والإرادة وقبلها الالتفاف حول القائد هي مفاتيح النصر في كل معركة.


ويعد انتصار مصر في معركة التنمية وذكرى عيد النصر وجهان لعملة واحدة قاسمهما المشترك الإرادة المصرية للقائد والشعب ، وعبرة السنين تؤكد أن مدينة بورسعيد الباسلة رمز البطولة والفداء في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر لم تكن لتحقق هذا النصر وتصمد أمام قوات العدوان الثلاثي فى عام 1956 ، إلا بإرادة شعبها التي نجحت في دحر العدوان وتحرير أراضيها من المحتل وتأكيد مصرية قناة السويس.

بورسعيد الباسلة أيقونة الحرية ، وأحد أهم بوابات مصر الواقعة في مدخل قناة السويس الشمالي المطل على البحر المتوسط ، تحتفل غدا بعيدها القومي الذي يتزامن مع ذكرى عيد النصر ، وعيد بورسعيد القومي هو عيد قومي لمصر كلها ، ولذلك تحتفل مصر سنويا في 23 ديسمبر من كل عام بهذه المناسبة ، التي تعكس ذكرى الصمود في معركة العدوان الثلاثي المصيرية، والبطولات المميزة التي قام بها أهالي مدينة بورسعيد، للتغلب على جيوش ثلاث دول بكامل عتادها وتسليحها، حيث كان لبروز اسم مصر بعد ثورة ٢٣ يوليو ، كدولة قوية تحاول دعم ومساندة حركات الثورة في المنطقة ضد النفوذ البريطاني والفرنسي، أثرا سلبا على المستعمرين الذين قرروا العمل على وقف أحلام الدول العربية التحررية، فقامت القوات البريطانية والفرنسية بمهاجمة الجيش المصري ، وشاركت القوات الإسرائيلية في المعركة طمعا في الاستيلاء علي سيناء المصرية، وفشل هذا التحرك العدواني نتيجة البطولات المصرية في التصدي للغزو، بالإضافة للإنذار الأمريكي الروسي المشترك للدول المحتلة ٠

٦٢ عاما تمر هذا العام على عيد النصر بمدينة بورسعيد، تلك الملحمة الرائعة التي سجلها التاريخ ويرويها الأجيال منذ أعوام وتجسد حتى يومنا هذا صمود وكفاح ومقاومة شعب بورسعيد تجسيدا حيا في 23 ديسمبر عام 1956 ، وفيه قدم أهالى المدينة الباسلة ورجال المقاومة الشعبية خلال حرب العدوان الثلاثي ملحمة من البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن أرض الوطن وعزته وكرامته وكل قطرة دماء سالت على أرض بورسعيد هي بمثابة بطولة لصاحبها وللأجيال المتعاقبة التي تعيش على أرض مصر ويجب أن تتفاخر بها، كما سجلتها كتب التاريخ ، وهذه الذكرى هي عيد لمصر والمصريين ، التي أكدت ومازالت تؤكد أن مصر عصية على أي عدو٠

وتنال بورسعيد اهتماما غير مسبوق تقديرا لبطولة شعبها وأهلها لسنوات طويلة ، حيث تحولت إلي قاطرة تنمية لمصر كلها بفضل المشروعات العملاقة الجارية حاليا بشرق بورسعيد التى تضخ استثمارات ضخمة بغربها وجنوبها ، مما يوفر فرص عمل للشباب ، وكذلك التطور والمشروعات الكبرى التي تشهدها في ملفات قناة السويس والصرف الصحي والمياه والعشوائيات والإسكان ورصف الطرق وكوبري النصر العائم ، والمعديات الجديدة وتطوير الشواطئ٠

ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على إحياء ذكرى عيد النصر ، بافتتاح العديد من المشروعات التنموية ، وإرساء حجر أساس عدد من المشروعات الجديدة الأخرى ، تعزيزا لاحتفالات محافظة بورسعيد بعيدها القومى ، وفيه يقوم كبار المسئولين بوضع أكاليل من الزهور على النصب التذكارى للشهداء والنصب التذكارى للجندي المجهول، بالاضافة إلى تبادل برقيات التهنئة التى يرسلها كبار رجال الدولة لأبناء المحافظة بمناسبة عيدهم القومي ٠

وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يحرص على المشاركة في فعاليات الاحتفال بعيد النصر، منذ العام التالي على النصر مباشرة في عام (1957) وحتي توقفها بسبب نكسة1967 ، وكان الاحتفال يتضمن زياره للرئيس وكبار رجال الدولة لمحافظة بورسعيد ، واستقباله ضمن موكب شعبى ضخم ، ثم وضع إكليل من الزهور احياءا لذكرى أرواح شهداء بورسعيد و قراءة الفاتحة على شهداء المدينة الباسلة، وكانت الزيارة تتضمن عرضا عسكريا، بالإضافة إلى عرض رياضي من طلبة المدارس.

وقد واصل الرئيس الراحل محمد أنور السادات مسيرة الاحتفال بعيد النصر الباسلة عام 1975، العام الذي شهد إعادة فتح قناة السويس أمام الملاحة بعد توقفها في أعقاب حرب 1967، وفي عام 1976 أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارا بتحويل المدينة إلى منطقة حرة، الأمر الذي جعل المدينة جاذبة للسكان من جميع أنحاء مصر، في الوقت الذي توالى اهتمام الدولة بها في عهد الرئيس السادات والذي كان يوفد رئيس الوزراء وكبار المسئولين لمشاركة شعب بورسعيد أفراحهم بالمناسبة الوطنية.

بورسعيد كما كانت نقطة قوة بجميع الحروب التي خاضتها مصر في العصر الحديث وتصدر أهلها المشهد في مواجهة الأعداء داخليا وخارجيا خلال الأحداث العصيبة التي شهدتها مصر والسنوات الماضية ، وذلك دفاعا عن الحرية والكرامة والإنسانية ، فهي إلى يومنا هذا تشارك في حرب جديدة لمساندة رجال الجيش في حربها ضد الإرهاب ، وفي معركة التنمية ٠