على مدار الأيام القادمة يسعد بوابة الهلال الإلكترونية أن تقدم عدة موضوعات تظهر جوانب خفيّة في حياة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ، مع نوادر الصور التي تظهر للمرة الأولى لنسعد بها محبي العندليب في الذكرى الأربعين لرحيله.
في لفتة رائعة تم تكريم صانعي الجمال ، وهم كل من عمل مع عبد الحليم حافظ، وذلك في دار الأوبرا بمناسبة الذكرى الـ 40 لرحيله ، شمل التكريم الرجال القابعين خلف عبد الحليم وهم أفراد فرقته التي استعان بها في معظم مشواره الغنائي، وهي الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن، والذين انسابت من بين أناملهم أروع الألحان لتمتزج بصوت حليم لتخرج لنا اللوحات الغنائية التي أسعدت قلوب محبيه ، لذا وجد القائمون على التكريم أن صناع الجمال يستحقون الاحتفاء بهم ، فما زلنا نستنشق فيهم نسمات الزمن الجميل.
ويبدو أن لفتات التكريم ليست بجديدة تجاه هؤلاء العباقرة من كتاب وعازفين ، فقد حدث موقف قديماً دل على إنسانية العندليب ومدى اهتمامه بأفراد فرقته ، فقد سافر المايسترو كمال هلال في بعثة استمرت ست سنوات إلى النمسا لدراسة فن التأليف الموسيقى وقيادة الكورال وقيادة الأوركسترا، وكلها شهادات تفوق الدكتوراه ، وكان أحد أفراد الفرقة وعازفيها .. وجد حليم أن مشوار الرجل خطوة هامة في حياته ، وسوف تستفيد مصر بعلمه الذي سيعود به ، ولكنه علم أن تلك الخطوة بالتأكيد ستؤثر على دخله ، ففكر في طريقة كي يساعده بها وأفراد أسرته لأن رحلته ستستمر لمدة طويلة ، فلو أعطاه بعض المال في يده قد يشعر هلال ببعض الحرج ، وخوفاً على مشاعره قرر حليم إقامة حفل يعود دخله بالكامل لأفراد أسرة المايسترو د. كمال هلال ، وهذا ما أكده لنا المايسترو عادل صموئيل عازف الكمان ، بأن حليم لم يكن يتأخر عن مساعدة أحد من أفراد الفرقة ، وأضاف أنه كان يبحث قبل المساعدة عن الشكل المقبول الذي سوف يقدمها به ، حتى تأتي في شكل لائق لا يجرح شعور أي شخص، وأقيم الحفل فعلاً وخصص إيراده بالكامل ، وكان مبلغاً قيماً، لأسرة المايسترو حتى لا تشعر أسرته بأي نقص خلال فترة سفره للحصول على الدكتوراه .. تلك كانت لمحة من لمحات حليم الإنسانية التي تسعد من يعمل معه ، فقد كان يعتبر أفراد فرقته هم أفراد أسرته وأن دورهم معه لا يقل أهمية عن صوته الجميل .
بقي أن ننوه أن ما حصل عليه د. كمال هلال من شهادات عُليا أفادته كثيرا وجعلته أول قائد أوركسترا مصري للموسيقى العالمية ، وكان له السبق في تطوير الموسيقى المصرية والأغنية للعالمية، ومنها على سبيل المثال أغنية عاشق الروح لموسيقار الأجيال عبد الوهاب، التي قدمها د. هلال بشكل أوبرالي ، جمع فيه المطرب محمد الحلو والمطربة إيمان عبد الحميد .. كما سعى لشراء كثير من النوت الموسيقية العالمية على نفقته الخاصة ليستفيد منها الموسيقيون في مصر .. ووضع د. هلال الموسيقى التصويرية لعدة أفلام مصرية منها المتمردون وشقاوة في الـ 70 ولن أغفر أبداً ، ووضع ألحان فيلم نشاطركم الأفراح لسمير صبري ، وقام بالتوزيع الموسيقى لعدة أوبريتات وطنية ، منها أوبريت مصر بلدنا ألحان محمد سلطان وغناء فايزة أحمد وهاني شاكر ولبلبة وشكوكو ، وقد حضر عرض الأوبريت الرئيس الراحل السادات .. كما تولى مسئولية فرقة رضا موسيقياً لمدة عامين بعد رحيل الموسيقار على إسماعيل ، سار لمدة عام على نهج إسماعيل وألحانه ، وابتكر هو في العام التالي ألحانا أخرى لاقت نجاحاً كبيراً.