أطلقت مصر رسميا مشروعها
النووي في منطقة الضبعة بالرغم من التحديات الإرهابية التي واجهتها واستطاعت
الانتصار عليها وتحجيمها في وقت قياسي بفضل الضربات الأمنية
الاستباقية، مما مكن مصر من تنفيذ عدد من المشروعات القومية وعلى رأسها إطلاق
المشروع النووي الذي غاب عن المشهد لسنوات طويلة.
توقيع اتفاقية تنفيذ المشروع
واستطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي توقيع اتفاقية
إنشاء المشروع النووي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الحادي عشر من ديسمبر
2017 بالقاهرة، وشهدا الرئيسان مراسم التوقيع على وثيقة يتم بموجبها إعطاء إشارة البدء
في مشروع الضبعة النووي.
ووقع الرئيسان في عام 2015 اتفاقية لإقامة محطة نووية
في منطقة "الضبعة" في مصر وهي الخطوة التي تدشن دخول مصر عصر تكنولوجيا الطاقة
المتجددة من خلال الاستخدام السلمي للطاقة النووية على نطاق واسع.
وتستوعب محطة الضبعة إنشاء 8 محطات نووية تتم على 8
مراحل، المرحلة الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، بقدرة
إجمالية 4800 ميجاوات.
وسيتم تمويل مشروع المحطة النووية بالضبعة من خلال القرض
الروسي والذي يقدر بــ25 مليار دولار، ويتم تمويل المحطة على مدى 13 دفعة سنوية متتالية،
ومن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبي لأول مفاعل نووي في المشروع في عام 2022، وفي
عام 2023 سيكون التشغيل التجريبي للمشروع بعد تجارب المفاعل الأول.
وتضم المنشأة أربعة مفاعلات من الجيل الثالث بسعة
1200 ميجاوات لكل منها، أي ما مجموعه 4800 ميجاوات، وسيتم بناء المصنع على ما يقرب
من 12000 فدان، ومن المتوقع أن يخلق أكثر من 50000 فرصة عمل، وسيتم إنجاز المفاعل الأول
في عام 2026، بينما سيتم الانتهاء من الباقي في عام 2028.
وحدات تخزين الوقود
وفي شهر أغسطس الماضي، أعلن نائب وزير الصناعة والتجارة
الروسي، غيورغي كالامانوف، عن موعد بناء أولى وحدات تخزين الوقود المستنفد لمحطة الضبعة
النووية.
وصرح نائب الوزير أن الوحدة الأولى لحاويات التخزين
الجاف للوقود النووي المستنفد سوف تكون جاهزة قبل عام 2028، وفقا لخطة مشروع المحطة
النووية في الضبعة.
وصرح كذلك المدير العام لشركة "المركز الفدرالي
للأمان الذري والإشعاعي" التابعة لـ"روس آتوم"، أندريه غوليني، بأنه
من المزمع أن تصبح تلك الحاويات الآمنة والمناسبة للوقود المستنفد متعددة الاستخدامات،
مع إمكانية نقل الوقود لاستخدامه في مشروعات مستقبلية لشركة "روس آتوم" حول
العالم عند الضرورة.
ووفقا لعقد المحطة النووية في الضبعة، يلتزم الجانب
الروسي ببناء وحدات تخزين خاصة للوقود النووي المستنفد، وتخصيص حاويات تخزين جافة ثنائية
الوظيفة (تخزين+نقل) في تلك الوحدات.
انطلاق المشروع
أعلنت شركة "روس آتوم"، في 28 مارس
الماضي، عن موعد بدء بناء محطة الضبعة النووية في مصر.
قال أليكسي ليخاتشيوف، مدير عام شركة "روس آتوم"
إن موسكو ستبدأ في بناء محطة "الضبعة" النووية بحلول عام 2020.
وقال ليخاتشيوف للصحفيين: "وفقا للجدول الزمني،
الذي تم الاتفاق عليه في 11 ديسمبر/كانون الأول من قبل الرئيسين الروسي والمصري، فهو
سيبدأ العمل في 2020".
وكانت "روس آتوم" قد صرحت في وقت سابق، أن
أول وحدة للطاقة في محطة "الضبعة" للطاقة النووية التي تبنيها الشركة الروسية
في مصر من المقرر أن تبدأ العمل في عام 2026.
يذكر أن المدير العام لشركة "روس آتوم" أليكسي
ليخاشيف، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمد شاكر قد وقعا، بحضور الرئيسي
الروسي والمصري، على بدء دخول العقود التجارية لبناء محطة "الضبعة" للطاقة
النووية، حيز التنفيذ.