أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أن جميع القوى السياسية المعنية بعملية تكوين الحكومة الجديدة، عليها أن تقدم تنازلات بدرجة ما حتى يمكن الانتهاء من التأليف الحكومي، مشددا على أن لبنان في أمس الحاجة إلى وجود حكومة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها "الحريري" على هامش الجولة التي أجراها مساء اليوم لمقار المؤسسات الأمنية (قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة)؛ لتفقد الإجراءات الأمنية المواكبة لاحتفالات ليلة رأس السنة.
وقال "الحريري": إن أزمة التأليف الحكومي كانت قد اقتربت كثيرا من الحل قبل 10 أيام، في ظل إرادة من القوى السياسية للتوصل إلى حلول، معربا عن ثقته من إمكانية التوصل إلى حل لتعثر تكوين الحكومة عقب رأس السنة الجديدة.
ووصف رئيس الوزراء المكلف علاقته مع الرئيس اللبناني ميشال عون بالممتازة، نافيا صحة ما تردد عن وجود فتور في العلاقات بينهما.
وأكد سعد الحريري أن لبنان في حاجة إلى وزراء يعملون لصالح البلاد ضمن حقائبهم الوزارية "ولسنا في حاجة إلى وزراء دولة".. مشيرا إلى أن حل أزمة التأليف الحكومي يكون بتكوين حكومة سواء أكانت من 24 وزيرا أو 30 وزيرا بحد أقصى.
من ناحية أخرى، أشار "الحريري" إلى أن الجيش والمؤسسات الأمنية الثلاث في لبنان (قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة) هي من أهم وسائل حفظ الاستقرار في البلاد، مشددا على أنه حين يكون هناك استقرار أمني يصبح لبنان واقتصاده بخير، وهو الأمر الذي يجعل الدولة تعمل على الاستثمار في كافة القطاعات الأمنية والعسكرية.
وأضاف: "ربما البعض يقول إن القوى العسكرية تكلفنا غاليا، وهذا الأمر صحيح إلى حد ما، ولكن الناس لا تلاحظ الفرق لأن الأمن مستتب. والمهم هو عدم حصول أية مشكلات، وكلما استثمرنا بالمؤسسات الأمنية عاد ذلك بالخير على لبنان".
ويشهد مسار تأليف الحكومة الجديدة في لبنان صعوبات عديدة جراء الخلافات الشديدة بين الفرقاء السياسيين، حيث تعد أزمة التمثيل الوزاري للنواب السُنّة حلفاء حزب الله، العقبة الأصعب أمام إنجاز الحكومة، إلى جانب طلب بعض القوى السياسية إجراء عملية تبادل للحقائب الوزارية التي تتضمنها الحصص الوزارية لها، رغبة في الحصول على وزارات خدمية ومؤثرة أو تشملها المشروعات والمخصصات المالية التي تضمنها مؤتمر (سيدر) لدعم الاقتصاد اللبناني.