الثلاثاء 28 مايو 2024

مجدى الحسينى يكشف كواليس أغانى العندليب: «قارئة الفنجان» شاهد عيان على الحرب ضد حليم..!

29-3-2017 | 14:17

حوار يكتبه: محمد رمضان

«ناظر مدرسة العشاق بعد أربعين سنة من الفراق».. هكذا استهل عازف الأورج العالمى مجدى الحسينى حواره معى بهذا الوصف للعندليب الأسمر الذى علمنا معانى الحب وأيقظ بداخلنا لهيب الأشواق..!

فالحسينى كان يعبر عن حبه الأول لابنة الجيران بأغنية «حبك نار» فترد عليه برائعة «بحلم بيك أنا بحلم بيك».. فعبدالحليم حافظ شكل وجدان الأمة العربية بحسه المرهف وصوته العذب.

يكشف لنا الحسينى لأول مرة فى السطور القادمة كواليس حفلات العندليب وأسرار بعض أغانيه.. وإصرار أحد مثيرى الشغب على ارتداء عبدالحليم لبذلة أشبه بالبيجاما أثناء غنائه لـ»قارئة الفنجان».. وكيف أنقذه الحسينى بعزفه لأغنية «أهواك» من ورطة نسيان سائقه لنوت «نبتدى منين الحكاية» داخل أسوار الجامعة؟!

يتطرق الحسينى فى هذا الحوار إلى إزاحة الستار عن الوجه الآخر لشخصية عبدالحليم حافظ الذى كان يهوى عمل «المقالب» فيه..!

ويجزم بأن العندليب لم يتكسب من فنه بل إنه أعاد ساعة اشتراها من باريس لكى يشترى له أحدث أورج ثمنه يعادل قيمة سيارتين مرسيدس..!

وإليكم نص الحوار..

ما هى كواليس تحضيركم لأغنية «مداح القمر» التى ظهرت من خلالها مع عبدالحليم على المسرح؟!

لأول مرة فى حياتى سوف أتحدث عن كواليس حفلات عبدالحليم حافظ.. فعندما ظهرت مع الفرقة الماسية على المسرح أثناء عزف أغنية «مداح القمر» كان «عمر خورشيد» يقف بجوارى ولكونه كان أشهر منى أخذ الجمهور يناديه «ياعمر ياعمر» «مين العيل الصغير اللى جانبك ده» ثم عرفوا اسمى من الهندسة الإذاعية.. وعندما قدمنى لهم عبدالحليم حافظ، حيث كنت الصوليست المفضل له وكانت تربطنى به علاقة حب قوية خاصة أنه ساندنى فى مسألة ظهورى معه على المسرح.. وبعد تقديمه لى هتف الجمهور باسمى «مجدى.. مجدى».. بل إن الجرائد والمجلات وصفونى بأننى العازف الذى شهرته أغنية واحدة وبعد إذاعة أغنية «مداح القمر» من خلال حفلة عبدالحليم، ففى اليوم التالى لإذاعتها لم أستطع المشى فى الشارع..!

لأن من يشتهر من خلال عمله مع عبدالحليم كعازف كان الجمهور يحبه.. حيث ذهبت أنا وعمر خورشيد إلى شارع قصر النيل لشراء أحذية وبمجرد دخولنا أحد المحال به تجمهر الناس على باب المحل ولم نتمكن من الخروج أنا وعمر خورشيد من هذا المحل إلا بصعوبة بالغة..!

وفى بداية بروفات أغنية «مداح القمر» كان عبدالحليم ينهى غناؤه بها بمقطع تم حذفه بعد ذلك وهو «ياليالى ماحدش خالى من العشق ومن الغرام.. والعشق يهون علينا عمره ما كان حرام.. عمره ما كان حرام.. عمره ما كان حرام» إلا أن عبدالحليم حذف هذا المقطع واكتفى بإنهاء الكورال للأغنية لعدم إطالتها على الجمهور.

مقالب حليم..!

• لماذا أبكاك حليم فى منزله قبل ظهورك معه فى أغنية «مداح القمر»؟!

من أجمل الأشياء فى شخصية عبدالحليم حافظ أنه كان يحب المرح وعمل المقالب فى المحيطين به.. فأذكر أننى أثناء بروفة «مداح القمر» فى منزله قمت بتوصيل فيشة الأورج بالكهرباء ففوجئت بأن الكهرباء «ضربت» وأحضروا الكهربائى لإصلاحها قبل مجيئه البروفة.. وعندما دخل علينا المكان المخصص للبروفة سأل أعضاء الفرقة ماذا حدث! فقالوا له مجدى «بيحط فيشة الأورج فى الكهربة.. فالكهرباء ضربت»..!

فوجدته يقول لهم «لا لا خلاص مافيش داعى للأورج معانا بقى لأنه هيبوظ لى الحفلة»..!

فانفجرت فى البكاء لأن حلم حياتى الظهور مع عبدالحليم على المسرح قد انهار..!

وزاد بكائى عندما قال له بليغ حمدى «معلش يا أستاذ حليم سامحه المرة دي» فوجدته يقول لبليغ «لا لا إنت اتجننت يا بليغ الحمدلله أن ده حصل فى البيت مش فى الحفلة»..! ثم اكتشفت بعد ذلك بأنه ما حدث من حليم كان مجرد مقلب بالاتفاق مع أعضاء الفرقة وبليغ حمدي..!

وذكرتنى به منذ عدة أيام الحاجة زينب ابنة أخته، حيث إنها كانت متواجدة عنده فى البيت أثناء حدوث هذا المقلب.. بصراحة حليم كانت مقالبه دمها شربات..!

وسبق تعرضى لهذا المقلب وقوعى فى مقلب آخر كنا نسجل أغنية «الرفاق حائرون» داخل استديو مصر وكنت فى بداية عملى مع حليم وأثناء ذهابى إلى استديو مصر اصطحبت والدى معى لكى يرى عبدالحليم.. وأثناء سيرنا فى حديقة الاستديو لكى ندخل قاعة التسجيلات فوجئت بعبدالحليم يخبطنى بمجلة كانت فى يده على كتفي.. وكان بصحبته بليغ حمدي.. فالتفت لكى أرى من الذى ضربنى على كتفى فوجدتهما وقدمتهما إلى والدى ولكن الموقف أربكنى فتلعثم لسانى عند تقديمى لوالدى لهما فوجدت عبدالحليم يقول لى «فيه حد فى الدنيا ينسى اسم أبوه لا لا إزاى يحصل كده؟. مجدى إيه اللى جرى لك معقولة تنسى اسم والدك أنا مش مصدق».. وبالفعل والدى زعل منى لأنه افتكر إنى نسيت اسمه..!

ساعة عبدالحليم..!

يقال أن عبدالحليم أعاد الساعة التى اشتراها من باريس لكى يشترى لك أحدث أورج فما حقيقة ذلك؟!

بالفعل كنا مع عبدالحليم أثناء رحلة علاجه بباريس أنا وبليغ حمدى والشاعر محمد حمزة وكان قد اشترى ساعة يد لإحدى الماركات العالمية وكنا نستعد للتحضير لأغنية «نبتدى منين الحكاية» وأثناء تجولى بباريس شاهدت أحدث أورج موجودًا على الساحة الموسيقية قبل عودتنا إلى القاهرة بيوم واحد فانبهرت به وذهبت إلى حليم وحكيت له عن هذا الأورج، لأنه كان مغرمًا بشراء الآلات الموسيقية فوجدته يعيد إلى محل الساعات الذى اشترى منه ساعة يده لكى يستكمل ثمن الأورج بما تبقى معه من أموال، لأنه لم يكن متاحًا حينذاك «الفيزاكارت أو البطاقات الائتمانية» بالإضافة إلى كونه كان يتكفل بمصاريف ونفقات إقامتنا فى فرنسا، خاصة أن ثمن هذا الجهاز كان يعادل قيمة سيارتين مرسيدس، حيث يبلغ سعره ٢٤» ألف دولار» فعندما رأيته ذهبت إلى حليم قائلًا «إننى شفت جهاز أورج خطير جدًا لو أطول أبيع هدومى لكى أشتريه فقال لى لو باعوك أنت وهدومك مش هتجيب تمن صباع فيه «.. وبالفعل عدنا إلى القاهرة ومعنا هذا الأورج الذى استخدمناه فى أغانيه «نبتدى منين الحكاية» فعبد الحليم كان ينفق على أغانيه أكثر مما يكسبه منها..!

فكان يستعين إلى جانب أعضاء الفرقة الماسية الذين يبلغ عددهم خمسة وثلاثين عازفًا إضافيًا لكى تخرج أغانية إلى جمهوره على الوجه الأكمل.

بالإضافة إلى أن عبدالوهاب عند تلحينه لأغنية «نبتدى منين الحكاية» عمل «صوليسات عزف منفرد للآلات.. وكان نصيبى منها على الأورج حوالى أربع دقائق، فبمجرد عزفى فى بداية الأغنية وجدت الجمهور يهتف لى قائلًا «بص شوف مجدى بيعمل إيه» قبل غناء عبدالحليم الذى كان سعيدًا جدًا وقال مازحًا إنت موزع فلوس فى الصالة» فقلت «لا والله»..

وبالمناسبة العندليب اشترى لى حوالى ستة أو سبعة «أورج»، حيث كان يهدينى كل سنة «أورج» فحبه لفنه هو ما جعله يشترى كل هذه الأجهزة وقد اشترى لعمر خورشيد «جيتار» ولهانى مهنى «أورج»..!

فعبدالحليم لم يمت مليارديرًا مثل المطربين الآخرين بل إنه كان لا يستطيع تحمل نفقات مرضه لولا رعاية الملك الحسن له ملك المغرب.. وكان كل ما يملكه قطعة أرض فى شارع جامعة الدول العربية لم يستطع بناءها لأن إمكاناته المادية كانت لا تسمح.. وكان يقطن فى شقة إيجار بالزمالك فكان يصرف على فنه أكثر مما يكسبه منه.

سائق حليم يورطه

هل طلب العندليب منك عزف أهواك لإنقاذ الموقف داخل جامعة القاهرة بعد نسيان سائقه نوت أغنية «منين نبتدى الحكاية»؟

ما حدث بالفعل هو أننا كان لدينا حفلة «شم النسيم» داخل قاعة الاحتفالات الكبرى فى جامعة القاهرة.. وكان عبدالحليم سيغنى أغنية «منين نبتدى الحكاية»، إلا أن سائقه أحضر جزءًا من نوت الأغنية والجزء الآخر نسيه فى منزل العندليب، وكانت الفرقة الماسية قد شرعت فى الانتهاء من المقطوعة الموسيقية التى اعتادت تقديمها فى كل حفلة قبل صعود عبدالحليم على المسرح لضبط أجهزة الصوت عليها، وبعد انتهاء الفرقة من عزف موسيقاها لم يكن قد أتى السائق بعد ببقية نوت الأغنية الجديدة.. فطلب حليم من مخرج الحفل بأن أعزف أى شىء حتى مجىء السائق، إلا أن مفاجأة الموقف لى جعلتنى أحتار فى اختيارى لما سأقدمه، إلا أننى قررت فى ثوان معدودة عزف «أهواك» لمدة عشر دقائق فتفاعل الجمهور مع عزف بشكل هستيرى وأعجب بعزفي.. وبعد انتهائى من العزف طلبنى عبدالحليم فاعتقدت بأنه زعل منى لإطالتى فى العزف أو أننى قد فعلت شيئًا ضايقه، إلا أننى فوجئت به يقبلنى وسألنى كيف جاءت إليك فكرة عزف هذه الأغنية؟

وفى اليوم التالى لحفلة الجامعة كان لدينا بروفة لحفلة أخرى غير مذاعة فى أحد النوادى.. فذهبت إلى حليم فى منزله وتناولت معه وجبة الغداء.. ثم فوجئت بأنه يحضر النوت الخاصة بأغنية أهواك لكى يقدمها فى هذا الحفل، بل إننى فوجئت به بعد نجاح تجربة «أهواك» بأنه أصبح يعيد تقديم كل أغانيه القديمة إلى جانب أغانيه الجديدة فى الحفلات.. حيث كان يغنى فى كل حفلة فى الوصلة الأولى أغنية جديدة وفى الوصلة الثانية أغنية العام الماضى.. إلا أن الجمهور قد ارتبط «بأهواك» وأصبح يطلبها فى حفلات كثيرة. وسر اعتماد عبد الحليم علىّ لكى انقذه من هذا الموقف المحرج هو أن بليغ حمدى حاول أن يمسك يدى أثناء العزف فقال ؟؟ حليم سيب ايده يابليغ لأنها زى الحمارة عارفة بيتها لوحدها .

الحسينى مطربًا..!

جيل السبعينيات كان يقلد عبدالحليم حافظ فكيف قلده مجدى الحسيني؟

حبى لعبدالحليم جعلنى أقلده فى الغناء.. حيث غنيت فى إحدى حفلات النادى الأهلى أغنية «يابختك ياخالى البال» من ألحان الراحل حلمى أمين نقيب الموسيقيين الأسبق.. فوجدت عبدالحليم يطلبنى فى صباح اليوم التالى قائلا لى «إزيك يا مطرب الجيل إيه اللى إنت عملته ده»؟!

وغنيت مرة أخرى فى منزله أثناء تواجدنا فى جلسة مع الأصدقاء، حيث تبادلنا الأدوار وقدمنى للحضور بالمطرب الصاعد مجدى الحسينى وقدمته بعازف الأورج العظيم عبدالحليم حافظ، وكانت الفنانة ماجدة الخطيب من الحضور وطلب منى العندليب أن أغنى أهواك، وبعد انتهائى من الغناء قال لى الناس بتحبك يا مجدى كعازف أورج ويقلدونك فعدلت عن فكرة الغناء لأننى أعشق الموسيقى أكثر من الغناء.

ناظر مدرسة العشاق..!

ما أكثر أغانى عبدالحليم التى عبرت بها عن حبك الأول؟!

كل جيل الشباب فى زمن عبدالحليم عاشوا الحب من خلال أغانيه.. كانت أول قصة حب فى حياتى وأنا فى أولى إعدادى، حيث كنت أفتح شباك غرفتى لكى أعزف لابنة الجيران على البيانو أغنية «نار ياحبيبى نار» وبتلومونى ليه، فعبدالحليم هو من علمنى معانى الحب فهو ناظر مدرسة العشاق، بل هو صاحب أكاديمية الحب والرومانسية، حيث كان المحبون يتبادلون أغانيه فيما بينهم، فالمحب يرسل إلى حبيبته أغنية «كل كلمة حب حلوة» فترد عليه بحلم بيك أنا بحلم بيك..!

بل إن الشباب قلدوه فى ارتداء ملابسه وتسريحة شعره لأنهم عشقوه..!

الحرب على حليم..!

لماذا شن البعض الحرب على العندليب بعد غنائه لقارئة الفتجان؟! وما أبعاد هذه الحرب؟

هذه الأغنية استغرق الإعداد لها خمس سنوات ولم يكن قد انتهى الموجى من تلحين الكوبليه الأخير، فيها فقام عبدالحليم بحبسه فى فندق «مينا هاوس»، وهذه الأغنية تتميز بأنها تجمع ما بين عدة ألحان، فكل من الكوبلهين الأخيرين لحن مميز فكوبليه «بصرت» كان لحنه «سيكا ثم عجم» فى حين أن كوبليه «ستفتش عنها يا ولدى فى كل مكان» بدأ ب»عجم ثم سيكا ثم عجم» وحذفوا من هذه القصيدة جزءا لعدم الإطالة.. وبالفعل منذ هذه الأغنية بدأت تشن على الفن ورموزه حربًا لا نعرف من وراءها، وكأن هؤلاء أشبه بعصابات خفية.. فكنا نفاجأ داخل حفلات العندليب بهم يثيرون الشغب، ففى حفلته بنادى الترسانة فوجئنا بأن هؤلاء يحاول أن يجعل عبدالحليم يرتدى بدلة بيضاء بالقوة بها أربعة جيوب أشبه بالبيجاما على شكل فنجان أحضرها له وأثناء الحفل عمل البعض ضوضاء من خلال ترديدهم «الصوت الصوت» فطلب منهم حليم الهدوء قائلا لهم بأن هذه الأغنية تحتاج إلى سمع وحدث ذلك قبل وفاته بعام.. ولكنه أعاد تقديم هذه الأغنية فى حفلة داخل نادى الجزيرة لكى يسجلها.. بل الأغرب من ذلك أنه أثناء بروفاتنا على هذه الأغنية داخل منزل عبدالحليم بالزمالك كنا نجد بعض الشباب يقودون سيارات «جيب» مكشوفة، مرددين عبارات ساخرة من هذه الأغنية، حيث يقولون «ماتقرأ له الفنجان يامحمد».. !

وكل هذه الأفعال كان يتضايق منها عبدالحليم نفسه.. علمًا بأن أغنية «قارئة الفنجان» استغرقت من الفرقة ومن حليم بروفات لمدة خمسة وأربعين يوما متواصلة وكانت مدة كل بروفة لا تقل عن ساعتين يوميا، فى حين أن بقية أغانيه كانت بروفات كل منها لا تتجاوز ثلاثين يوما.

ما تفسيرك بأن كل من غنوا لعبدالحليم فشلوا فى الوصول إلى مكانته وشعبيته؟!

صوت عبدالحليم له سحر خاص داخل قلوب جمهوره.. فعبدالحليم هو صوت الحب ولا أحد يستطيع أن يصل بإحساسه إلى نسبة ١٠ ٪ من إحساس العندليب، ومن ثم فإن كل من غنوا له لم يحققوا النجاح المنشود.. لأن حليم عايش «جوا الناس».. وقد قلت لبعض من يغنون له بأن الجمهور يصفق عند غنائكم أغانى العندليب بنسبة ٪٧٥ لعبدالحليم والـ ٪٢٥ الباقية لكم فزعلوا منى.

بعد انتهاء عصر عبدالحليم أين مجدى الحسينى داخل الساحة الفنية؟

لم أكن أصدق خبر وفاة حليم وتعاملت معه فى بادئ الأمر على أساس أنه قد يكون شائعة، حيث إننى وجدت أن هناك مؤامرة لهدم الفن، لأنه مرآة الشعوب ويعكس مدى تحضر الأمم.. بل إن البعض أشاع أن خبر وفاة عبدالحليم ماهو إلا «كذبة أبريل».. إلا أننى صدمت بوقع صحة خبر وفاته حينما توجهت إلى منزله بالزمالك، حيث وجدت العمال يقيمون سرادق العزاء فأصبت بانهيار عصبى نقلت بسببه إلى المستشفى وظللت به لمدة شهر، لأن الصدمة كانت شديدة على فسقطت على الأرض ونقلونى على إثرها إلى المستشفى لأنه لم يكن بمقدورى الإمساك بأى شىء فلم أستطع أن أمسك حتى أية ورقة، وبعد شفائى قررت السفر إلى الخارج.. وتقابلت مع الراحل كمال الطويل أثناء تكريمه داخل دار الأوبرا وسألنى «أنت فين» فقلت له إننى سافرت إلى لندن ثم إلى أمريكا وعملت حفلات هناك وتم اختيارى ضمن أسرع عشرة عازفين على الأورج على مستوى العالم داخل موسوعة جينس العالمية.

البعض يتساءل لماذا اعتذرت عن تقديم فاصل موسيقى لك داخل حفلة دار الأوبرا بمناسبة مرور أربعين سنة على وفاة العندليب؟! ولماذا اكتفيت بالعزف فيها فقط أثناء غناء المطرب الكبير محمد ثروت؟! ولماذا لا تقدم حفلا خاصا بك داخل الأوبرا للاحتفال بذكرى عبدالحليم؟!

كم أتمنى تقديم حفل لى بدار الأوبرا عن أغانى عبدالحليم.. جاءت فكرة اشتراكى فى الاحتفال بالذكرى الأربعين لعبدالحليم كنوع من التكريم من الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا وأتوجه إليها بالشكر، لأن هذه هى المرة الثانية التى تكرمنى فيها دار الأوبرا بعدتكريمى فى مهرجان الموسيقى العربية.. وجاءت فكرة تكريم كل من عمل مع حليم أثناء تواجدى فى مكتب الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، حيث إنه هو صاحب فكرة تكريم كل العازفين الذين مازالوا على قيد الحياة من زمن حليم، حيث كنت أزور الوزير وكان يصحبنـى جمعية من إستراليا تريد تكريمى هناك وكان من المفترض أننى أقدم داخل هذا الاحتفال فاصلًا خاصًا بأعمال عبدالحليم، إلا أننى اعتذرت عن تقديمه لضيق الوقت لأننى عدت إلى القاهرة من الخارج قبل الحفلة بيومين فقط ولكننى وافقت على الاشتراك فى الاحتفال بالعزف على الأورج ومصاحبًا غناء الفنان الكبير محمد ثروت أثناء غنائه لعبدالحليم.