أكد مرصد الأزهر الشريف أن تنظيم داعش الإرهابى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقال المرصد فى تقرير له إن التنظيم بعد كل الفترة التي قضاها يعيث في الأرض فسادًا وإفسادًا وقتلاً وإرهابًا، وما عانته العراق وسوريا من ألم ودموع ودماء وتشريد وأشلاء، جعل الناس يظنون أن هذا شر مستطير لا يمكن أن تنقشع غمامته تُشرق شمس الأمل من جديد عندما تطالعنا الأخبار – في الفترة الأخيرة – أن هذا التنظيم الإرهابى بدأ يترنح وأنه محاصر في معاقله بالعراق وسوريا.
وأضاف التقرير :" مرصد الأزهر الشريف تابع النشاطات الأخيرة لهذا التنظيم الإرهابي وجهود مكافحته والقضاء عليه، فتبين أنه على الهاوية ونتوقع انحساره أكثر وأكثر ثم اندحاره بالكلية. ومما يعزز من توقعاتنا ويرجحها ما قمنا برصده على مدار الفترة الماضية من أن القوات العراقية والسورية تحرز تقدمات هائلة في عملية تحطيم معاقل ذلك التنظيم الإرهابى شيئًا فشيئًا، كما أن نفوذ التنظيم وسيطرته قد انحسرا عما يزيد عن 60% من المناطق التي كان يبسط نفوذه عليها في العراق، وذلك حسب موقع "CBN.com"، الذي كان قد نشر تقريرًا يتناول فيه مصير داعش ومقاتليه يوم الثلاثاء 14 مارس 2017.
ومما يؤيد هذا الطرح ويؤكده أيضًا، ما نقله موقع "Express" يوم 13 مارس 2017 من تصريحات بريت ماكغورك، مبعوث الأمم المتحدة، بشأن الوضع في الموصل؛ حيث قال إن جهاديي الدولة الإسلامية محاصرون في الموصل "وسوف يلقون حتفهم هناك". وقد أتت هذه التصريحات بينما تقوم السلطات العراقية والأمريكية بقطع الطريق على التنظيم وإعاقة منفذه الأخير للهروب. ففي يوم الأحد 12 مارس زحفت القوات العراقية إلى آخر الطرق المؤدية إلى المدينة وأحكمت سيطرتها عليه بينما لا تزال هناك أعداد كبيرة من الجهاديين عالقين في قلب الموصل أو الأحياء الشمالية.
وقال ماكغورك: "قامت الفرقة التاسعة التابعة للجيش العراقي الليلة الماضية بقطع آخر الطرق المؤدية إلى الموصل، والمقاتلون العالقون هناك سيموتون لأنهم محاصرون. ونحن متعهدون ليس فقط بإلحاق الهزيمة بهم في الموصل ولكن أيضًا بضمان عدم هروبهم".
وأوضح التقرير أن الأخبار تبرهن على أن القوات العراقية حققت انتصاراتٍ رائعةً غرب الموصل حيث استعادت السيطرة على المرافق الحكومية الرئيسية، وقاعدة عسكرية ومطار المدينة، وهي الآن تمارس ضغوطًا كبيرةً على داعش بمناطق أخرى بالموصل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث إن الأخبار تطالعنا كثيرًا حول فرار العديد من القيادات العليا لداعش، وعلى رأسهم "الخليفة المزعوم" أبو بكر البغدادي. فها هو موقع "Express" يورد خبرًا بعنوان " أبو بكر البغدادي يترنح في مشيته من الهزال والضعف وسط مزاعم بأنه مشرف على الموت " في 13 مارس أيضًا، يفيد أن قائد تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، شوهد وهو يترنح في مشيته جراء العجز والضعف الذي أصابه وسط مزاعم بأنه على أعتاب الموت. وكان القائد البغدادي الذي يبلغ من العمر 45 عامًا قد خذل المحاربين التابعين له في الموصل الأسبوع الماضي في محاولة بائسة منه للفرار بنفسه عبر حدود العراق مع سوريا.
وقال المصدر الذي رأى البغدادي إنه كان في حالة مزرية، وقد بدت عليه آثار المرض والهزال، وذلك حسب ما تناقلته وسائل الإعلام العراقية. وذكر أيضًا أن البغدادي كان يتحرك بدون حراسة ولذلك لم تحم حوله الشكوك؛ كما أنه لم يكن قادرًا على التحدث بسبب ما تعرض له من جروح بالغة.
وفي السياق ذاته، نقل موقع "International Business Times" في يوم 15 مارس 2017 تصريحات القوات العراقية بأنها قتلت زعيم تنظيم داعش بالبلدة القديمة بالموصل، وذلك أثناء تقدمها لاستعادة جسر رئيسي على نهر دجلة؛ وذكر الخبر أن المعركة بين القوات العراقية ومقاتلي داعش في آخر أكبر معاقل التنظيم في العراق قد دخلت مرحلة شديدة ومحتدمة في الأسابيع الأخيرة حيث تواصل القوات العراقية وحلفاؤها جهودها للقضاء على الجهاديين في الجزء الغربي من المدينة.
الجدير بالذكر أن القوات العراقية، في الوقت الحالي، لا تبعد سوى 100 متر من الجسر الحديدي الذي يربط شرق الموصل بغربها، كما أنها تدير عملية استعادة الجسر وسط مخاوف من تربص قناصة داعش، حسب ما صرّح به العميد مهدي عباس عبد الله، من وحدة التدخل السريع، لوكالة "رويترز".
وبعد تلك الحملة الكبيرة التي تشنها القوات العراقية على التنظيم في الموصل، تتوارد الأنباء عن تعقب تلك القوات للتنظيم في الأنبار وإصرارها على القضاء عليه هناك، فقد نقل موقع "Iraqi News" في يوم 13 مارس تصريحات قاسم محمدي، القيادي البارز بالجيش بمحافظة الأنبار العراقية، أن قوات الأمن العراقية سوف تتجه إلى السيطرة على معاقل تنظيم داعش الإرهابي غرب محافظة الأنبار بعد طرد التنظيم من غرب الموصل، وأضاف أنه بالقريب العاجل سوف تقوم قوات الأمن بحملات أمنية لاستعادة السيطرة على تلك المناطق.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأناضول التركية عن ضابط في الجيش قوله إن 2000 من جنود قوات الجيش الأمريكية قد وصلوا إلى القاعدة العسكرية في الأنبار لدعم القوات العراقية في الهجمات المتوقعة ضد التنظيم غرب الأنبار.
وأضاف المرصد:" نتابع كل هذه الأخبار التي تتواتر على قرب سقوط داعش نؤكد على أن الأرض التي أنبتت داعش تحتاج إلى إعداد خطة واضحة لإعادة تأهيل هؤلاء الشباب الذين تم تجنيدهم، وذلك بعد أن ينالوا ما يستحقون من محاكمات عادلة على تلك الجرائم التي ارتكبوها في حق شعوبهم وحق الأبرياء والعزل ولا بد من تضافر الجهود لتصحيح المفاهيم لديهم."