قال السفير علي الحفني، مساعد وزير
الخارجية الأسبق، إن الأمن القومي في جنوب السودان واستقرارها واستعادة اللُحمة
بين الفرقاء وكافة القوى المتنازعة هناك تمثل أولوية لمصر، مضيفا أن أمنها القومي
مرتبط بالأمن القومي في السودان ومن ثم مصر ولهذا السبب تكتسب مباحثات اليوم بين الرئيس
عبد الفتاح السيسي ونظيره في جنوب السودان أهمية كبرى.
وأوضح الحفني، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الدبلوماسية المصرية على مختلف المستويات وخاصة على
مستوى القيادة تلعب دورا هاما في متابعة النزاعات الأفريقية وبصفة خاصة في دول
الجوار القريبة أو البعيدة ودول منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقي ودول حوض نهر
النيل.
وأضاف أن مصر تسعى أن يكون لها
صلات بمختلف الفرقاء والقوى وحل النزاعات وتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسويات
للنزاعات الأفريقية ومنها جنوب السودان سواء على المستوى الدولي وخاصة من خلال
الأمم المتحدة أو على المستوى الإقليمي وخاصة في إطار الاتحاد الإفريقي وعضويتها
لمجلس السلم والأمن الأفريقي وتنظيم جهود المنظمة القارية والتجمعات دون الإقليمية
والدول المؤثرة لتحقيق هذا الهدف.
وأكد أن مصر منفتحة على الجميع
وتبذل كافة الجهود لتأمين الحفاظ على اتفاقية المصالحة التي وقعت مؤخرا في
الخرطوم، وتسعى بالتنسيق مع السودان في إطار المنظمة القارية ومع دول الجوار في دفع باتجاه استعادة السلم والأمن في جنوب السودان الدولة
الهامة، مشيرا إلى أن مصر لا تتوقف دبلوماسيتها عند هذا الحد وتدرك يقينا أن هناك
جهدا آخر يجب أن يبذل.
ولفت
الدبلوماسي السابق إلى أن هذا الجهد تبذله مصر في سبيل تحسين مستوى معيشة المواطن
في جنوب السودان وتقديم كافة أشكال الدعم اللوجيستي وتسخير خبرتها في مختلف
القطاعات لتحقيق النمو والاستجابة لمتطلب شعب جنوب السودان الشقيق.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد
استقبل اليوم رئيس جنوب السودان سلفا كير، مؤكدا أن مصر ستظل دائماً السند والنصير
لجهودكم في بناء السلام وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار والتنمية، وأننا ملتزمون
بتقديم جميع أشكال الدعم السياسي والفني وصولاً إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام
المُنشَط، إلى جانب تعزيز التعاون المشترك في قطاعات التعليم والصحة والزراعة
والري.