الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

قمة مصرية- جنوب سودانية ناجحة في القاهرة.. ودبلوماسيون: مباحثات الرئيس وسلفاكير أكدت دعم القاهرة لاستقرار جوبا وتعزيز العلاقات.. وتنفيذ اتفاق السلام ودفع التنمية والاستقرار أولوية مصر

  • 17-1-2019 | 18:05

طباعة
«حجاج»: مباحثات الرئيس وسلفاكير أكدت دعم مصر لاستقرار جنوب والسودان وتعزيز العلاقات

«هريدي»: مصر تدعم جنوب السودان لتنفيذ اتفاق السلام ودفع التنمية والاستقرار

«الحفني»: استقرار جنوب السودان والمصالحة بين الفرقاء أولوية مصر

 

وصف دبلوماسيون مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ورئيس جنوب السودان سلفاكير بأنها جاءت في إطار تأكيد دعم القاهرة لاستقرار جوبا وتعزيز العلاقات بين البلدين، موضحين أن مصر تستهدف تنفيذ اتفاق السلام بين الأطراف المتنازعة ودفع التنمية والاستقرار وتحقيق الأمن والسلام هناك حيث يمثل ذلك أولوية مصر وتعمل على تنفيذها بشتى السبل دبلوماسيا وتنمويا.

وفي كلمته اليوم عقب مباحثاته مع رئيس جنوب السودان سلفا كير، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي إن العلاقات بين مصر وجنوب السودان تشهد حالياً ازدهاراً غير مسبوقاً في مختلف أوجه التعاون، مضيفا أن مصر كانت من أوائل الداعمين لشعب وحكومة دولة جنوب السودان الوليدة، وستظل دائماً الشقيق الحريص على دعم أبناء الجنوب.

وأضاف أن المباحثات اليوم "عكست عزم البلدين على المضي قدماً بمستوى العلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق أرحب، وصولاً إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يمكننا من تحقيق الاستغلال الأمثل لفرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المتاحة بين البلدين، كما شهدت مداولاتنا تبادل وجهات النظر والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

وأكد السيسي أن مصر ستظل دائماً السند والنصير لجهودكم في بناء السلام وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار والتنمية، مضيفا "أننا ملتزمون بتقديم جميع أشكال الدعم السياسي والفني وصولاً إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام المُنشَط، إلى جانب تعزيز التعاون المشترك في قطاعات التعليم والصحة والزراعة والري من خلال الآليات القائمة في هذا الصدد، مما يساهم في تعزيز التنمية المستدامة لشعبي البلدين، كما أننا ندعو المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان في مسيرتها نحو مستقبل أفضل".

 

دعم مصر وتعزيز العلاقات

السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية، قال إن زيارة رئيس جنوب السودان إلى القاهرة ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي في توقيت هام مع قرب تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي بعد أيام قليلة، مضيفا أن المباحثات أكدت دعم مصر لاستقرار جنوب السودان وتعزيز العلاقات معها في شتى المجالات.

وأوضح حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العلاقات بين البلدين ترجع إلى فترة زمنية طويلة ورغم أنها كانت تفضل خيار الوحدة بين شمال السودان وجنوبه إلا أنها احترمت حق شعب جنوب السودان في تقرير مصيره واختياره إقامة دولته وأنشأت سفارتها في العاصمة جوبا.

وأضاف إن جنوب السودان لديه أكبر سفارة في الخارج في مصر ترعى جالية تقدر بنحو 150 ألف جنوب سوداني يقيمون بمصر في شتى المحافظات وبعثة تعليمية كبيرة تدرس في مختلف المعاهد والجامعات وخط طيران مباشر للطيران ومشروعات تنموية وتعليمية وكذلك في مجالات الري والطب، مؤكدا أن مصر قامت بدور كبير في حقن دماء الأطراف المتصارعة في جنوب السودان.

وأشار إلى أن مصر قامت أيضا بدور كبير في المصالحة السياسية بين أطراف النزاع في جوبا ورعت اتفاقا بينهم العام الماضي وتستهدف إلى الاستمرار في تطبيقه بشكل كامل.

 

تنفيذ اتفاق السلام ودفع التنمية

فيما قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة سلفا كير رئيس جنوب السودان إلى القاهرة جاءت في إطار التنسيق والتعاون المستمر بين القيادتين في كلتا الدولتين، مضيفا أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجنوب سوداني اليوم ليس الأول إنما سبقه لقاءات مختلفة سواء في القاهرة أو على هامش المحافل الدولية.

وأوضح هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، الزيارة أكدت دعم مصر لاتفاق السلام بين أطراف النزاع في جنوب السودان، حيث أكد الرئيس السيسي اليوم وقوف مصر بجوار جوبا لتنفيذ اتفاق السلام وتشجيع جميع الأطراف على الالتزام بما تم إقراره في القاهرة قبل أكثر من عام.

وأضاف أن مصر تدعم جنوب السودان ليس فقط من أجل تنفيذ اتفاق السلام بل لإعطاء دفعة قوية لعملية التنمية الاقتصادية والبناء والاستقرار هناك، مشيرا إلى المعونات والمساعدات التي قدمتها القاهرة لجوبا سواء الفنية أو من أجل بناء القدرات للإسهام في وضع حد للاضطرابات والنزاعات التي يعاني منها جنوب السودان.

وأكد أن مصر تتعاون مع كافة الدول الأفريقية لمساعدة جنوب السودان في الخروج من أزمته وتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية في شتى المجالات.

 

أولوية مصر

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأمن القومي في جنوب السودان واستقرارها واستعادة اللُحمة بين الفرقاء وكافة القوى المتنازعة هناك تمثل أولوية لمصر،لأن أمنها القومي مرتبط بالأمن القومي في السودان وجنوب السودان، ولهذا السبب تكتسب مباحثات اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره في جنوب السودان أهمية كبرى.

وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدبلوماسية المصرية على مختلف المستويات وخاصة على مستوى القيادة تلعب دورا هاما في متابعة النزاعات الأفريقية وبصفة خاصة في دول الجوار القريبة أو البعيدة ودول منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقي ودول حوض نهر النيل.

وأضاف إن مصر تسعى أن يكون لها صلات بمختلف الفرقاء والقوى وحل النزاعات وتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسويات للنزاعات الأفريقية ومنها جنوب السودان سواء على المستوى الدولي وخاصة من خلال الأمم المتحدة أو على المستوى الإقليمي وخاصة في إطار الاتحاد الإفريقي وعضويتها لمجلس السلم والأمن الأفريقي وتنظيم جهود المنظمة القارية والتجمعات دون الإقليمية والدول المؤثرة لتحقيق هذا الهدف.

وأكد أن مصر منفتحة على الجميع وتبذل كافة الجهود لتأمين الحفاظ على اتفاقية المصالحة التي وقعت مؤخرا في الخرطوم، وتسعى بالتنسيق مع السودان في إطار المنظمة القارية ومع دول الجوار في الدفع باتجاه استعادة السلم والأمن في جنوب السودان الدولة الهامة، مشيرا إلى أن مصر لا تتوقف دبلوماسيتها عند هذا الحد وتدرك يقينا أن هناك جهدا آخر يجب أن يبذل.

ولفت الدبلوماسي السابق إلى أن هذا الجهد تبذله مصر في سبيل تحسين مستوى معيشة المواطن في جنوب السودان وتقديم كافة أشكال الدعم اللوجيستي وتسخير خبرتها في مختلف القطاعات لتحقيق النمو والاستجابة لمتطلبات شعب جنوب السودان الشقيق.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة