الثلاثاء 2 يوليو 2024

فى طريقهم إلى المدرسة.. الأمراء الصغار يخلعون التاج

30-3-2017 | 10:47

تقرير: إيمان السعيد

دائما ما نسمع عن الرفاهية التي تعييش فيها الأسر المالكة حول العالم فما بين بريق الحياة الملكية والقيود المعتادة على العائلة المالكة فهم في نهاية الأمر أناس مثلنا يأتي عليهم وقت و يفكرون في مستقبل أطفالهم و الطريقة المثلى لتعليمهم و تأهيلهم ليصبحوا ملوك المستقبل. فعندما يأتي الأمر للتعليم تقع العائلات المالكة في حيرة كبيرة. لكنه على ما يبدو أنه بين كل فترة وأخرى يكون هناك اتجاه معين للأسر المالكة بخصوص طريقة تعليم الأمراء الصغار.

قديما كان الأمر معروفا بين كل العائلات المالكة أن الأمراء الصغار يتلقون تعليمهم في القصر الملكي دون الحاجة إلى الذهاب إلى مدرسة والاختلاط بعامة الشعب. حينذاك, كان يتلقى الأمراء الصغار تعليما من نوع خاص لا يعتمد فقط على المواد الدراسية بل يعتمد بشكل أكبر على أصول الإتيكيت و البروتوكول الملكي. بعد ذلك ظهر اتجاة آخر للعائلات المالكة وهو الذهاب إلى مدارس داخلية تقتصر فقط على الأمراء وأبناء العائلة الارستقراطية, تلك المدارس الشبيهة بالمدرسة التي ذهب إليها الأمير تشارلز ولي العهد في إنجلترا, دوق ويليز, في اسكتلندا ووصفها ب “كولديتز بالكيل” - إشارة إلى معسكر حرب مشهور في الحرب العالمية الثانية, كناية عن قسوة الحياة في هذه المدرسة.

و في عصرنا هذا, اتخذت العائلات المالكة نهجا آخر. منهم من اختار المدارس الخاصة كالأمير وليام

والأميرة كيت اللذين قررا مؤخرا إرسال الأمير جورج إلى مدرسة توماس باتيرسي الخاصة, جاءت هذه الخطوة في أعقاب اتخاذ دوق ودوقة كامبريدج، قرارا بنقل مقر إقامتهما إلى لندن مع تخلي وليام عن وظيفته كطيار طائرة هليكوبتر مخصصة للإسعاف للتركيز على تنفيذ مهام رسمية نيابة عن جدته الملكة إليزابيث و ليكون قريبا من الأمير جورج الذي سيتم أربع سنوات في يوليو المقبل. يذكر أن مدرسة توماس باتيرسي تضم ٥٤٠ طفلا وتبلغ مصاريفها الدراسية ما يقرب من ٥ آلاف جنيه استرليني للفصل الدراسي الواحد. كما أن المدرسة لا ترحب بفكرة وجود صديق مفضل لكل طفل بل تفضل أن يكون جميع الأطفال أصدقاء.

أما بالنسبة للأمير هيساهيتو, الحفيد الأصغر لإمبراطور اليابان, لم يتلق التعليم المعتاد للأمراء في اليابان فبدلا من دخوله مدرسة غاكوشوين، التي تأسست في عام ١٨٤٧ من قبل الإمبراطور نينكو خصيصا لتثقيف أطفال العائلة الأرستقراطية. و مع ذلك قرر الأمير أكيشينو وزوجته الأميرة كيكو إدراج الأمير هيساهيتو في مدرسة جامعة أوشانوميزو الابتدائية” لأنه سيصبح يوما ما رمز الدولة في المستقبل لذلك يتحتم عليه الدراسة مع أطفال من مختلف الخلفيات « كما يتم تجريده من كل الألقاب أثناء الدراسة.

بينما الأمر مختلف في إسبانيا, حيث تذهب وريثة العرش الأميرة الينور وشقيقتها الصغرى الأميرة ، إنفانتا صوفيا، إلى مدرسة سانتا ماريا دي لوس روزاليس الخاصة وهي على بعد دقائق من قصر مونكلوا. لا تهتم هذه المدرسة بالناحية الأكاديمية بقدر ما تهتم بالناحية الأخلاقية والمواد المتعلقة بتنمية الشخصية. ففي تلك المدرسة هناك درس مخصص لكيفية نزول الدرج دون إحداث صوت في حالة ارتداء الكعب العالي.

العكس من ذلك يحرص ملك هولندا وليام ألكسندر على حصول أطفاله على حياة طبيعية على قدر الإمكان, حيث يصر على إدخال بناته مدارس حكومية منهم ابنته الكبرى وريثة العرش الأميرة كاثرينا (١١عاما), وهو يؤكد أن بناته الثلاث يجب أن يحصلن على حياة طبيعية كأي أطفال في عمرهم. أما بالنسبة للأمراء الصغار في الدول العربية, فالوضع مختلف, ففي المغرب يتلقى ولي العهد المغربي مولاي حسن وشقيقته الأميرة للا خديجة تعليما رسميا في الكلية الملكية في القصر الملكي بالرباط مع مجموعة صغيرة من الأطفال من النخبة المغربية الذين تم اختيارهم بعناية. تعتمد المدرسة على توفير معلمين من نظام التعليم الوطني في فرنسا، وهو تقليد بدأ عندما تأسست المدرسة في عام ١٩٤٢ من قبل الجد الكبير لولي العهد، الملك محمد الخامس.

بينما أسس الملك الأردني الملك عبد الله الثاني أول مدرسة داخلية مختلطة في العالم العربي في بلدة زراعية قريبة من العاصمة عمان بعد أن درس العاهل الأردني في طفولته في أكاديمية ديرفيلد في ماساتشوستس وأراد شيئا مماثلا لأطفاله و لكن أقرب إلى المنزل. تعتمد المدرسة على المنهج الأمريكي الذي يركز على تعزيز الفكر الفردي والمناقشة والتحليل بدلا من التعلم بالتلقين والحفظ عن ظهر قلب الذي يفضل عادة في المنطقة. كما يقدم الملك برنامج مساعدات مالية شاملة للطلاب المحتاجين. بالإضافة إلى استقبال الطلاب الأجانب في الأكاديمية في محاولة لتعزيز التفاهم الدولي بين الطلاب.