تحدي كبير خاضه الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ تولية فترة الرئاسة 2014، في
محاربة الإرهاب والقضاء عليه، فشهدت مصر عمليات إرهابية كثيرة خلال السنوات
الماضية، الأمر الذي جعل السيسي، يعلن الحرب عليهم من خلال العملية الشاملة 2018.
فخلال تقرير بثه التلفزيون المصري عن افتتاح قيادة قوات شرق القناة
لمكافحة الإرهاب في فبراير 2018، كشف السيسي، أن الإرهاب متواجد في سيناء منذ أكثر
من 15 سنة، ولديه بنيه تحتية ضخمه، مؤكدا أن ما نشهده من عمليات إرهابية في سيناء ،هو
ترتيب الهدف منه أن تضيع مصر.
وعلى مدار 11 شهراً منذ الإعلان عن العملية الشاملة
2018، سجلت منظومة الأمن المصري من جيش وشرطة نجاحات أمنية يومية ضد الإرهاب، على جميع
المحاور الاستراتيجية، حيث صدر ثلاثون بياناً عسكرياً فضلاً عن 3 مؤتمرات صحفية، كشفت
عنها القوات المسلحة المصرية تفاصيل العملية، كانت منها 10 بيانات عسكرية في الـ9 أيام
الأولى لإطلاقها.
وبحسب الخبراء الآمنين خلال حديثهم لـ "الهلال
اليوم"، تشهد البلاد تراجعاً ملحوظاً في العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين
وقوات الجيش والشرطة مقارنة بعامي 2014 و2015.
بداية الحرب
في يوم الجمعة الموافق لـ 24 نوفمبر 2017 قام مجموعة من المسلحين
بالهجوم على مسجد الروضة في العريش بمركز بئر العبد أسفر عن مقتل 305 شخصاً كانوا يؤدون
شعائر صلاة الجمعة في المسجد.
كنتيجة للحادث الإرهابي طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي في
29 نوفمبر 2017 من رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمد فريد حجازي، ووزير الداخلية
اللواء مجدي عبد الغفار استخدام كل القوة الغاشمة من قبل القوات المسلحة والشرطة ضد
الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره في مده لا تتجاوز 3 أشهر.
أعلن الحرب
في صباح يوم الجمعة 9 فبراير 2018 قام العقيد أركان حرب تامر
الرفاعي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة بإلقاء البيان الأول لعملية سيناء
2018 وكان هذا نصه"
«في إطار التكليف الصادر من السيد رئيس الجمهورية القائد
الأعلى للقوات المسلحة للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية للمجابهة الشاملة
للإرهاب والعمليات الإجرامية الأخرى بالتعاون الوثيق مع كافة مؤسسات الدولة، بدأت صباح
اليوم قوات إنفاذ القانون تنفيذ خطة المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الإرهابية
والإجرامية بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل
إلى جانب تنفيذ مهام ومناورات تدريبية وعملياتية أخرى علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية،
بهدف إحكام السيطرة علي المنافذ الخارجية للدولة المصرية، وضمان تحقيق الأهداف المخططة
لتطهير المناطق التى يتواجد بها بؤر إرهابية وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهاب،
والتطرف بالتوازى مع مجابهة الجرائم الأخرى ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلى.
ولذا تهيب القيادة العامة للقوات المسلحة أبناء شعب مصر العظيم في كافة أنحاء الجمهورية
بالتعاون الوثيق مع قوات إنفاذ القانون لمجابهة الارهاب واقتلاع جذوره والإبلاغ الفورى
عن أى عناصر تهدد أمن واستقرار الوطن.. حفظ الله مصر وشعبها... والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته»
بعد البيان الثلاثون في ديسمبر 2018 تم القضاء على أكثر
من 547 إرهابياً، وتم القبض على ما يتجاوز الألف عنصر ما بين مشتبه بهم وعناصر إرهابية،
وتدمير أكثر من 600 وكر ومخبأ تستخدمه عناصر الإرهاب للاختباء بها وإخفاء أسلحتهم.
المواطن السيناوي يعيش في سلام
فمن جانبه قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الأمني، إن
الإرهاب قبل العملية الشاملة كان يتمركز في المثلث سيناء وهو "رفح - الشيخ
زويد- العريش" وكان لديها تحركات كبيرة في السيطرة على تلك المنطقة، بفضل
التمويلات التي كانوا يتلقوها من الخارج.
وأضاف خبير مكافحة الإرهاب الأمني، في تصريحات خاصة لـ
"الهلال اليوم"، أنه بمرور سنة على العملية الشاملة استطاعت القوات
المسلحة السيطرة على سيناء بشكل كامل وأصبحت العمليات الإرهابية تتم بشكل فردي، كما انعدمت التمويلات التي كانوا يتلقوها
الإرهابيين من الخارج.
وعن حياة المدنين قبل العملية الشاملة، أوضح أنه كان
هناك حظر تجوال وتوقف الدراسة، أما بعد العملية الشاملة أصبح هناك أمن يشعر به
المواطن السيناوي، بجانب وجود مدارس وبنوك.
أكد أن انتهاء العملية الشاملة لن يحدث إلا بعد انتهاء
الحوادث الإرهابية وتطهير المنطقة بالكامل، وإعادة البنية التحتية وأعمار سيناء.
أعادت الاستقرار في سيناء
وفي نفس السياق قال العميد خالد عكاشة، عضو المجلس الأعلى
لمكافحة الإرهاب، إن القوات المسلحة قامت بالقضاء على الكثير من العناصر الإرهابية
، التي تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية، خلال العملية الشاملة، مشيرا إلى أن
العملية الشاملة تعد من أكبر العمليات على مستوى العالم.
وأضاف عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، في تصريحات
خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن رجال الأمن استطاعوا القضاء على الخلية
الإرهابية قبل تنفيذ مخططهم، موضحا أن عملية سيناء 2018 لم تكن مختصة بسيناء فقط، ولكنها
شملت كل المحاور الإستراتيجية للدولة.
وعن الحياة المواطن السيناوي، أكد أنها أصبحت أكثرا
أمننا من أي وقت سابق، فالمواطن السيناوي يعيش حياته بشكل طبيعي، موضحا أن العملية
الشاملة 2018 أعادت الأمن والاستقرار في سيناء.
نتائج العملية شاملة خلال عام
- تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق
والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والاحتياجات الإدارية والمراكز
الإعلامية ومراكز الإرسال.
- اكتشاف وضبط وتدمير أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية
وكميات كبيرة من المواد المتفجرة، والأسلحة، والذخائر، والقنابل، والعبوات الناسفة.
- عودة الحياة إلى طبيعتها وقيام الشرطة المدنية بفرض السيطرة
الكاملة بمناطق العمليات بعد تفتيشها وتطهيرها بواسطة القوات، والتأكد من خلوها من
العناصر الإرهابية.
- تأمين الانتخابات الرئاسية وامتحانات الثانوية العامة بشمال
سيناء وعودة الطلبة إلى جامعة العريش وانتظام الدراسة مع بدء العام الدراسي الجديد.
- إعادة فتح بحيرة
البردويل للصيادين والطريق الدائري ومعظم الطرق الداخلية.
- تأمين وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الطازجة ومنتجات
الألبان للأهالي والاحتياجات الإدارية الأخرى، فضلاً عن تأمين انتقال الأهالي من وإلى
شمال سيناء.
- قطع طرق الإمداد للعناصر الإرهابية، وإجهاض أي محاولات
لتهريب الأسلحة والذخائر، وانتقال العناصر الإرهابية إلى المحافظات المصرية.
- ضبط أعداد كبيرة من الأفراد أثناء محاولات التسلل والهجرة
غير الشرعية من وإلى البلاد، بالإضافة إلى ملاحقة العناصر العاملة في التنقيب عن الذهب
والتهريب وزراعة المواد المخدرة، والتي تستخدم في تمويل الإرهاب والتطرف.
- تم القضاء على أكثر من 547 إرهابياً، و القبض على ما يتجاوز
الألف عنصر ما بين مشتبه بهم وعناصر إرهابية، وتدمير أكثر من 600 وكر ومخبأ تستخدمه
عناصر الإرهاب للاختباء بها وإخفاء أسلحتهم.
كما اكتشفت القوات المسلحة المصرية ودمرت أكثر من (1685)
عبوة ناسفة وأكثر من (1086) عربة و(1170) دراجة نارية و(420) مزرعة للنباتات المخدرة
و(120) طناً من المواد المخدرة و(30) مليون قرص مخدر، فضلاً عن اكتشاف وتدمير أكثر
من (20) فتحة نفق على الشريط الحدودي بشمال سيناء. فضلاً عن ضبط محاولات التسلل والهجرة
غير الشرعية.
- تنفيذ 310 مشروعات بسيناء بتكلفة 195 مليار جنيه، تم الانتهاء
من تنفيذ 145 مشروعاً، وجارٍ تنفيذ 165 مشروعاً، ومن أبرزها في مجال المشروعات القومية؛
مشروع أنفاق قناة السويس، ومزارع سمكية، وبحيرة صناعية، ومنطقة صناعية في بورسعيد،
وتنفيذ مطار البردويل الدولي.
- في مجال الطرق، فقد تم تنفيذ 9 طرق بطول (460) كم، وجارٍ
إنشاء وتطوير 15 طريقاً بأطوال حوالي 1462 كيلومتراً، ليصبح إجمالي ما سيتم تنفيذه
1922 كيلومترا.
- في مجال الإسكان، فقد تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة
المصرية بإنشاء حوالي 81000 وحدة سكنية و400 بيت بدوي، وكذلك الانتهاء من 1200 وحدة
سكنية في المرحلة الأولى بإسكان منطقة المساعيد، و6972 وحدة سكنية بجنوب سيناء، و12266
وحدة سكنية في المرحلة الأولى بمدينة الإسماعيلية الجديدة، في حين أنه جارٍ استكمال
باقي الوحدات السكنية والبيوت البدوية.
- وفي مجال التجمعات التنموية تم التكليف بتنفيذ 26 تجمعاً
تنموياً بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، و18 تجمعاً سكنياً زراعياً و8 تجمعات لقرى الصيادين
بمنطقة بحيرة البردويل.
- وفي مجال الرعاية الصحية، تم التكليف بتنفيذ 15 مستشفى
ووحدة صحية ومخزن أدوية، في حين تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 9 مستشفيات ووحدة صحية
ومخزن أدوية، وجارٍ إنشاء ورفع كفاءة 6 مستشفيات منها رفح المركزي وبغداد ورمانة والجفجافة.
- وفي مجال المشروعات التعليمية، تم التكليف بتنفيذ وتطوير
53 مدرسة وجامعة ومعهد وإدارة تعليمية، في حين تم الانتهاء من تنفيذ 45 مشروعاً منها.
- وفي مجال التنمية الصناعية، تم الانتهاء من إنشاء خطي الإنتاج
الثالث والرابع من مصنع أسمنت العريش بطاقة إنتاجية 3.7 مليون طن سنوياً، وجارٍ تنفيذ
مجمع مصانع الرخام بالجفجافة.
- وفي مجال الزراعة واستصلاح الأراضى، تم التكليف بتنفيذ
9 مشروعات، في حين تم الانتهاء من مشروع البنية الأساسية من "روافع، وشبكات ري،
وطرق، واستصلاح وزراعة 13680 فداناً بـ"بئر العبد"، وكذلك الانتهاء من المرحلة
الأولى من مشروع سحارة سرابيوم، والانتهاء من 70% من الأعمال بسحارة المحسمة.
- وفي مجال الإمداد بالمياه، تم التكليف بتنفيذ 54 مشروعاً،
تم الانتهاء من تنفيذ 23 مشروعاً منها "محطة تحلية مياه البحر بسهل القاع بالطور،
ومحطة تحلية مياه البحر بطابا، ومحطة تحلية مياه البحر برأس ملعب، ومحطة تحلية مياه
الشيخ زويد"، وجارٍ تنفيذ 31 مشروعاً متبقياً.
وفي مجال الصرف الصحي تم الانتهاء من تنفيذ وتطوير واستكمال
خطوط الصرف الصحي لمدينة الطور، وجارٍ تنفيذ مشروعات متكاملة الصرف الصحي بمدن محافظة
شمال سيناء، وتحديداً في (بئر العبد، والشيخ زويد، ونخل، والحسنة).
- وفي مجال الإمداد بالكهرباء، فقد تم الانتهاء من رفع كفاءة
شبكة الكهرباء بمدن الطور، وأبورديس، ونويبع، ودهب، وطابا، ورفح، في منطقة خط الحدود
الدولية، وكذلك الانتهاء من رفع كفاءة شبكات خطوط الكهرباء لتغذية محطات الصرف الصحي
بمدن رفح، والشيخ زويد، والعريش.
- إنشاء 8 قرى للصيادين ببئر العبد، ومرسى للصيادين برمانة،
وإنشاء وتطوير 7 طرق بإجمالي أطوال 436 كيلومتراً، وأخيراً المنطقة الاستثمارية الصناعية
للرخام والزجاج بمنطقة وسط سيناء.
وما زالت العملية الشاملة سيناء 2018 مستمرة في تحقيق أهدافها،
حيث هناك مشروعات أخرى مخطط تنفيذها خلال الفترة المقبلة، هي تطوير ورفع كفاءة مطار
العريش، ومطارا شرم الشيخ والمليز.