الإثنين 24 يونيو 2024

قضايا محورية مرتقبة بالقمة «المصرية- الفرنسية».. ومراقبون: مصر تحمل المفتاح السحري للقضايا الإقليمة.. وباريس تسعى للاستفادة من تجربة القاهرة الاقتصادية.. وازدهار كبير في التعاون الثنائي

تحقيقات26-1-2019 | 15:46

يرى دبلوماسيون، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة والتي تستغرق ثلاثة أيام، ستتطرق إلى عدة ملفات دولية وإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن زيادة وتعميق التعاون الاقتصادي والاسثماري بين البلدين الذي شهد نقلة كبيرة منذ تولي الرئيس السيسي زمام الحكم في البلاد، مشيرين إلى أن استثمارات الشركات الأجنبية حققت نموا تخطى الـ30% خلال فترة قصيرة.

ويبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غدا الأحد، زيارة رسمية إلى العاصمة المصرية القاهرة تستغرق ثلاثة أيام، يأمل من خلالها تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع البلد العربي الأكبر، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال الاستثمارات بين البلدين والحليف الضروري لباريس التي تعتبره قطباً للاستقرار في الشرق الأوسط.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى، حيث تأتى فى الوقت الذى يشهد فيه البلدان تطورا غير مسبوق فى العلاقات الثنائية، كما تتزامن الزيارة مع بداية العام الثقافي "فرنسا - مصر 2019"، والذي أطلق بقرار من رئيسي الدولتين بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس.


الاستفادة من التجربة المصرية

السفير محمد الربيعي، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، قال إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر تأتي في توقيت حرج وصعب للغاية بالنسبة لفرنسا في ظل احتجاجات ما تعرف بـ«السترات الصفراء»، مشيرا إلى أن ماكرون يسعى للاستفادة من تجربة القاهرة التي واجهت أزمات متشابهة ومؤامرات خطيرة خلال الثمانية أعوام الماضية.

وأكد الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية لـ«الهلال اليوم» أن مصر استطاعت تحقيق تنمية كبرى في ظل تحديات اقتصادية وأمنية خطيرة ألقت بظلالها على الدول المحيطة ومزقت وحدتها، إلا أن القيادة المصرية نجحت في تفادي تلك الأزمات وقهر التحديات والمؤامرات فضلا عن جهودها الدءوبة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وبين "الربيعي" أن الرئيس السيسي استعاد مكانة مصر دوليا بشكل ملموس وقوي فضلا عن محورية مصر في الشرق الأوسط باعتبارها الدولة الأكبر والأقوى، لافتا إلى أن هناك تعاونا اقتصاديا بين البلدين منذ تولي الرئيس السيسي، موضحا أن القمة المصرية الفرنسية ستشهد تعاون مثمر ومناقشة سبل مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في الدول الإقليمية.


الملفات الشائكة

وأكد السفير طلعت حامد، الأمين العام للبرلمان العربي سابقًا، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، والتي تبدأ غدا، تحمل عددا من الملفات الشائكة المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط ومواجهة الإرهاب فضلا عن تعميق التعاون الثنائي بين البلدين والذي يشهد نموا غير مسبوق منذ تولي الرئيس السيسي تقاليد الحكم في البلاد.

وقال الأمين العام للبرلمان العربي سابقًا لـ«الهلال اليوم» إن الأزمة الليبية تعتبر مهمة للبلدين وهناك تشاور مستمر بشأن الأوضاع القائمة في البلد ذي الحدود الأطول مع مصر، واستقراره يمثل أهمية قصوى بالنسبة للقاهرة فضلا عن رعاية البلدين مباحثات السلام والتفاهم بين الأطراف المتنازعة هناك.

ولفت إلى أن باريس تشهد موجهة شعبية غاضبة وحادة يسيطر فيها أصحاب «السترات الصفراء» على المدن الرئيسية وسط العاصمة الفرنسية ويعيقون العمل فيها رغم تراجع الحكومة عن بعض القرارات الصعبة هناك، وسط اتهامات بتعرض فرنسا لمؤامرة تخريبية.

وأكد "حامد" أن الرئيس الفرنسي يريد الاستفادة من التجربة التي نجحت مصر من خلالها في تحقيق الاستقرار والنهوض الاقتصادي في ظل التحديات التي واجهتها عقب ثورتين شعبيتين تحرقان أي اقتصاد في العالم، إلا أن مصر نجحت في عبور تلك الأزمة في ظل تحديات اقتصادية كبرى، ونفذت برامج الإصلاح بشكل مبهر للمؤسسات المالية والاقتصادية في العالم.

المفتاح السحري

أما أحمد علي، الباحث المتخصص في شؤون الاقتصاد السياسي، أكد أن مصر وفرنسا تربطهما علاقات اقتصادية حيوية ازدادت أهميتها وتعميقها خلال السنوات الأخيرة عقب تولي الرئيس السيسي زمام الأمور في البلاد.

وأشار الباحث المتخصص في شؤون الاقتصاد السياسي لـ«الهلال اليوم» إلى أن مصر تعتبرها فرنسا دولة محورية وكبرى في منطقة الشرق الأوسط في حل الأزمات الجوهرية والشائكة خاصة في البلاد التي تشهد نزاعات وارتباكا واسعا وتدخلات دولية مثل سوريا وليبيا واليمن، لافتا إلى أن القاهرة تعتبر شريكا استراتيجيا واقتصاديا هاما بالنسبة لباريس التي تشهد أزمة اقتصادية معقدة في ظل التوترات والاحتجاجات التي تشهدها.

وبين "على" أن ماكرون يسعى لتجاوز أزماته الإقليمية والمحلية من خلال تفعيل شراكات حقيقية مع دول محورية خاصة في منطقة الشرق الأوسط بعد العمليات الإرهابية التي تشهدها فرنسا فضلا عن تحديات الهجرة غير الشرعية والأزمات الإقليمية، فضلا عن بحث تأثير الانسحاب الأمريكي من سوريا في ظل تواجد قوات فرنسية ضمن التحالف الدولي في بلاد الشام.