شهد التبادل التجاري بين القاهرة وباريس نموا ملحوظا خلال
السنوات الأخيرة منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في مصر، وتبرز «الهلال اليوم»
ملامح التعاون التجاري بين البلدين قبل سويعات من زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة.
ويبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غدا الأحد، زيارة
رسمية إلى العاصمة المصرية القاهرة تستغرق ثلاثة أيام، يأمل من خلالها تعزيز الشراكة
الاستراتيجية مع البلد العربي الأكبر، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال الاستثمارات
بين البلدين والحليف الضروري لباريس التي تعتبره قطباً للاستقرار في الشرق الأوسط.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى، حيث تأتى فى الوقت الذى يشهد
فيه البلدان تطورا غير مسبوق فى العلاقات الثنائية، كما تتزامن الزيارة مع بداية العام
الثقافي "فرنسا - مصر 2019"، والذي أطلق بقرار من رئيسي الدولتين بمناسبة
مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس.
وتشهد الزيارة توقيع أكثر من ٣٠ اتفاقية ومذكرة تفاهم وعقدا
فى مجالات الصحة والطاقة والنقل والبنية التحتية والتعليم.
وأبرز السفير إيهاب بدوي - في حوار أجرته معه مجلة (لوبينيون)
الفرنسية بمناسبة الزيارة المرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى القاهرة - التعاون بين
البلدين في مجالات عديدة بينها النقل والري والصناعات الغذائية، وكذلك ما تحققه الشركات
الفرنسية العاملة في مصر من معدلات نمو سنوية مرتفعة تصل إلى %30 ، مشيرا إلى انفتاح
السوق المصري أمام كافة المنتجات الفرنسية المعروفة بجودتها ، والى الصورة الطيبة لدى
المصريين عن فرنسا التي تعاونت لإنجاز مشروع مترو الأنفاق في مصر ، وكذلك لما لها من
مواقف سياسية معروفة ومستقلة ، لا سيما معارضتها لغزو العراق.
2 مليار و459 مليون دولار في 8 أشهر
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا خلال الـ8 أشهر
الأولى من عام 2018 الماضي مليارا و459 مليون دولار منها 460 مليون دولار صادرات مصرية
و999 مليون دولار واردات، بحسب المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة.
وسجلت الاستثمارات الفرنسية في مصر5.4 مليارات يورو موزعة
على 473 مشروعًا في قطاعات الصناعات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات، والبناء والتشييد،
والطاقة الجديدة والمتجددة والنقل والمواصلات، والبنوك والتأمينات، والطيران، وتنقية
وتحلية المياه ومشروعات البنية التحتية والسياحة.
وأكد ستيفان روماتيه سفير فرنسا بالقاهرة، في وقت سابق، أن
التغيرات الإيجابية والإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال العامين
الماضيين والتي تضمنت إصلاحات مالية وتشريعية لعبت دورًا محوريًا في استعادة الاقتصاد
المصري مكانته كأحد أهم الأسواق المحورية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلًا عن
أهمية هذه الإصلاحات في جذب عدد كبير من الشركات الفرنسية لتوجيه استثماراتها للسوق
المصري.
2.3 مليون دولار في 2017.
وفي شهر يوليو الماضي، أكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط
والمتابعة والإصلاح الإداري، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا بلغ خلال العام
المالي 16/2017 حوالي 2.3 مليون دولار، وتابعت أن النصف الأول من العام المالي المنتهي
17/2018 شهد نمواً ملحوظاً في صادرات مصر إلى فرنسا، ليأتي ذلك في ضوء النتائج الإيجابية
لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لترتفع نسبة الواردات إلى 20%.
اتفاقيات بـ 60 مليون يورو
وقالت الوزارة خلال لقائها بممثلي غرفة التجارة والصناعة
الفرنسية، يوليو الماضي، إن العلاقات المصرية الفرنسية تاريخية وليست وليدة اللحظة،
مشيرة إلى أنه في مارس 2018 وقعت مصر وفرنسا 4 اتفاقيات في مجالات الطاقة والنقل والرعاية
الصحية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بقيمة إجمالية بنحو 60 مليون يورو.
أكد مدير عام غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالقاهرة حسن
بهنام، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا بلغ 2 مليار يورو سنويا، موضحا أن صادرات
فرنسا إلى مصر بلغت مليار و300 مليون يورو، وبلغت صادرات مصر إلى فرنسا ما بين 600
إلى 700 مليون يورو سنويا.
2 مليار يورو حجم التجارة المتبادلة في 2017
وفي أواخر عام 2017، قال بهنام فى مقابلة تليفزيونية
" إن هناك 132 شركة فرنسية موجودة فى مصر، ويعمل بها أكثر من 35 ألف موظف، لافتا
إلى أن هذه الأعداد ستزيد عقب زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا، مضيفا أن الغرفة التجارية
من جانبها تقوم بتشجيع المستثمرين الفرنسيين من أجل ضخ أموالهم للاستثمار.
وأشار إلى أن موافق صندوق النقد الدولى على إعطاء مصر قرض
قد أعطى للمجتمع الدولى الضوء الأخضر للثقة فى الاقتصاد المصرى والاستثمار فى مصر من
جديد، مؤكدا على أن مصر تعد محطة مهمة جدا للمستثمرين الفرنسيين من أجل التوغل فى الأسواق
الإفريقية.
الاستثمارات مباشرة 3.5 مليار يورو
وتعد فرنسا سادس أكبر مستثمر في مصر في 2016؛ حيث تقدر حجم
الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنحو 3.5 مليار يورو (4.1 مليار دولار).
سابع أكبر مورد في مصر
وتعتبر سابع أكبر مورد في مصر، وزاد حجم التجارة الثنائية
بين البلدين في الأشهر الثمانية الأولى من 2017؛ حيث ارتفعت قيمة الصادرات الفرنسية
بنسبة 9.2% (1.1 مليار يورو/1.3 مليار دولار) مقابل 21% في الواردات (401.4 مليون يورو/478.8
مليون دولار).
وشهد عدد السائحين الوافدين من فرنسا ارتفاعا ملحوظا مسجلًا
17 ألفًا و694 سائحًا خلال شهر يوليو الماضي، مقابل 10 آلاف و333 سائحًا خلال الشهر
نفسه من عام 2016، بارتفاع بلغت نسبته 71.2% فى عام فقط، فى حين بلغ عددهم 9145 سائحًا
خلال شهر يونيو 2017.
وتوجد فى مصر أكثر من 160 شركة فرنسية توظف ما يقرب من
30 ألف شخص عبر مجموعة واسعة من القطاعات.