«الشويمي»: الاضطرابات في ليبيا وأفريقيا الوسطى أبرز ملفات مباحثات السيسي والبشير

«الطويل»: قمة السيسي والبشير أكدت استمرار دعم مصر لـ«السودان»

«الحفني»: زيارة البشير لمصر فرصة لتأكيد مدى ارتباط مصالح الدولتين والشعبين

 

أكد دبلوماسيون وخبراء بالشأن الأفريقي أن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ونظيره السوداني كانت فرصة لتأكيد مدى ارتباط مصالح الدولتين والشعبين، وأن الرئيس السيسي أكد استمرار دعم مصر لـ«السودان» وتنفيذ المشروعات المتفق عليها بين البلدين، موضحين أن هناك جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك أبرزها الأوضاع في ليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

كان الرئيس السوداني عمر البشير قد وصل اليوم إلى القاهرة في زيارة استغرقت يوما واحدا، التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وأكدا خلالها استمرار التنسيق المشترك بين البلدين لما فيه المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، وكذلك سبل تعزيز التعاون التجاري وتنفيذ المشروعات المشتركة.

وأكد الرئيس السيسي أن هناك تاريخا طويلا من الشراكة المصرية السودانية، وأن الدولتين الشقيقتين، لا يفرق بينهما أى شئ مهما كان، وأن الترابط بين الدولتين أزلي، مضيفا أن هناك تنسيقا كاملا لدعم المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين.

 

استمرار دعم مصر للسودان

الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة بالشأن الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، قالت إن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة اليوم جاءت في إطار التشاور الثنائي بين البلدين، مضيفة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد استمرار دعم مصر لدولة السودان وتنفيذ المشروعات المشتركة.

وأوضحت الطويل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المباحثات تطرقت إلى عدة قضايا ثنائية وإقليمية وخاصة بعد الاضطرابات الداخلية التي تشهدها السودان في الوقت الراهن، مضيفة إن الرئيس السيسي أكد أهمية استمرار التواصل بين مصر والسودان والعلاقات الأزلية بين البلدين.

وأشارت إلى أن المباحثات أكدت أهمية دولة السودان لمصر وأهمية الحفاظ على وحدة ترابه واستقراره وكذلك تنفيذ المشروعات المتفق عليها كالربط الكهربائي.

 

ارتباط مصالح الدولتين والشعبين

ومن جانبه، أكد السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر هامة وتحقق استمرارية التقارب والتشاور والتنسيق على المستوى الرئاسي بين رئيسي البلدين، مضيفا إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني اليوم كانت فرصة لتأكيد الزعيمين مدى ارتباط مصالح الدولتين والشعبين.

وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الرسالة موجهة إلى كل الأطراف الدولية حول متانة العلاقات المصرية السودانية وحرص القيادتين على الحفاظ على دفعها والارتقاء بمستواها في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن وجود العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تصب في صالح الأمن القومي لكل من مصر والسودان.

وأضاف إن الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي إلى أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية المقبلة في غضون الأيام القليلة المقبلة ستوفر فرصة للقاء الكثير من الزعامات الأفريقية وخاصة رئيس وزراء إثيوبيا ورئيس السودان عمر البشير الأمر الذي يوفر الفرصة لاستئناف التشاور بشأن قضية سد النهضة وتعظيم نقاط الاتفاق والحد من نقاط الاختلاف بما يمهد لاتفاق نهائي في هذا الشأن.

وأكد أن زيارة البشير تأتي في أعقاب زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير إلى مصر الأيام الماضية ودعوته للرئيس السيسي لزيارة جوبا مايو المقبل لحضور تشكيل الحكومة الجديدة وترحيب السيسي بذلك، الأمر الذي سيسمح بدفع جهود تعزيز السلام في جنوب السودان الذي يعتبر أمنه القومي امتداد للأمن القومي لكل من مصر والسودان.

وأشار إلى أهمية الحفاظ على قوة دفع العلاقات الثنائية بين مصر والسودان وبصفة خاصة في المشروعات الواعدة التي ستحقق المزيد من الربط بين الدولتين كالربط الكهربائي وعبر خطوط السكك الحديدية.

 

ليبيا وأفريقيا الوسطى

فيما قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة هامة وتمثل استمرارا للتواصل الدائم بين القاهرة والخرطوم وتبادل وجهات النظر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني، موضحا أن استمرار مباحثات الرئيسين لصالح شعب حوض النيل.

وأوضح الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة تبحث استراتيجية التعامل مع المشكلات والتحديات التي تحيط بالدولتين، وكذلك الوضع الإقليمي سواء في أفريقيا الوسطى أو ليبيا والاضطرابات الموجودة بهما، مشيرا إلى أن الزيارة اكتسبت أهمية خاصة ويتضح ذلك من الوفد المرافق للرئيس السوداني والذي ضم كبار المسئولين بالخرطوم.

وأشار إلى أن الوضع العربي وتحديات الإرهاب كانت ملفات مطروحة خلال لقاء السيسي والبشير خاصة بعد زيارة الأخير إلى سوريا، مضيفا أن الرئيسين ناقشا المخاطر الأمنية التي تحيط بمصر والسودان وكذلك الإرهاب الذي لا تزال تعاني منه مصر والسودان ومخاطر خروج داعش من سوريا واحتمالية انتقالهم لدول المنطقة لأن الإرهاب عابر للحدود.

وأضاف أن أمن مصر من أمن السودان ومن المهم التباحث الدائم بين الرئيسين خاصة وأن الخرطوم تواجه حالة اضطرابات داخلية الآن، مشيرا إلى أن القمة المصرية السودانية أيضا تطرقت إلى الأوضاع في سوريا وموقفها في القمة العربية المرتقبة في تونس مارس المقبل ونتائج مباحثات البشير والرئيس السوري بشار الأسد.