كتب ـ هانى زيدان

 

أكد المهندس أشرف الجزايرلى، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، أن مصنع ألبان الأطفال لم يكن خفيا كما تردد مؤخرا, موضحا أنه فى شهر أغسطس 2016 قام اتحاد الصناعات المصرية، برئاسة محمد زكى السويدى، بإخطار المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وطارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، واللذان قاما بدوريهما بإخطار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين بالعرض الذى كانت قد تقدمت به شركة "لاكتو مصر لإنتاج ألبان وأغذية الأطفال" حينها لتوريد ما يحتاجه السوق المصرية من ألبان الأطفال، ولم يتم الرد من قبل وزارة الصحة على الأمر، وحتى صدور ذلك التصريح الغريب من قبل وزير الصحة بأنه فوجئ بوجود مصنع لألبان الأطفال فى مصر.

 

وكانت شركة لاكتو مصر قد قامت حينها بالتفاوض والاتفاق مع موردى الخامات الأساسية لتصنيع ألبان الأطفال بمصانع وزارة الإنتاج الحربى، حيث تتميز هذه الخامات بأعلى مستوى من الجودة وخلوها من مادة "ساكازاكى" ومطابقة لأعلى المواصفات الأوروبية لخامات ألبان الأطفال.

 

وجدير بالذكر بأن حجم إنتاج مصنع لاكتو مصر يبلغ 35 مليون عبوة سنوياً فى حين أن احتياج السوق المصرى يقدر بحوالى 18 مليون علبة، أى أن فائض الإنتاج يمكنه أن يمثل مخزوناً إستراتيجياً لتلك السلعة الأساسية والحيوية والمؤثرة فى حياة ملايين من الأسر المصرية كما يمكن تصدير ما يزيد عن احتياجات السوق المحلية.

 

كما لفت م. الجزايرلى إلى أنه كان أحرى بوزارة الصحة استخدام طاقات المصنع المصرى بدلاً من الاستيراد والذى استنزف سوق العملة الأجنبية للدولة، حيث إن تكلفة استيراد ألبان الأطفال تصل إلى ربع مليار دولار سنوياً، ما يعد إضافة لأعباء وضغط شديدين على موارد الدولة من العملة الأجنبية.

 

ومن اللافت أن تلك المبادرة من قبل اتحاد الصناعات المصرية وشركة لاكتو مصر كانت قد تمت لمواجهة الأزمة الطاحنة التى واجهها المصريون فى تلك الفترة وتحديداً فى شهرى أغسطس وسبتمبر من عام 2016، والتى اضطرت القوات المسلحة المصرية حينها إلى التدخل واستيراد حوالى 30 مليون عبوة وبيعها بسعر 30 جنيهاً للعبوة فى الوقت الذى كان السعر قد وصل إلى أكثر من 60 جنيهاً للعبوة بالإضافة إلى نقصه الشديد أواختفائه تماماً فى كثير من مناطق الجمهورية.