وجه عدد من الإعلاميين
المصريين أسئلة قوية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الصحفي العالمي
الذي عقده الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي بقصر الاتحادية، وكان أول هذه الأسئلة عن
حقوق الإنسان في مظاهرات السترات الصفراء بفرنسا، وما إذا كانت الشرطة الفرنسية ومختلف
أجهزة الدولة قد التزمت بصيانة حقوق الإنسان، كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إرادة الشعوب
وجه الكاتب الصحفي والإعلامي محمد الباز، سؤلا مفندا
إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول أحقية الحكومات في الحفاظ على شؤونها الداخلية
وعدم انتهاك والتعدي على حقوق المجتمعات، فضلا عن حقيقة انتقاده لوضع حقوق الإنسان
في مصر حسبما نقلت عنه وكالات الأنباء العالمية، مطالبا بتوضيح سياسة فرنسا في منطقة
الشرق الأوسط.
وحمل سؤال "الباز" خلال المؤتمر الصحفي المشترك أكثر من نقطة مهما، والذي جاء كالتالي:" سيدى
الرئيس لم يكن الشعب المصرى وحده، ولم يكن الشعب الفرنسى فقط، وأعتقد أن العالم كله
تابع بإعجاب شديد صورتك بالأمس وأنت تطالع نقوش أجدادنا الفراعنة على حائط معبد أبو
سمبل، وهذه اللحظة تعكس تقديرك الشديد لهذه الأمة المصرية حضارة وتاريخ وشعبا وواقعا،
نعرف ذلك أن الشعب المصري يحمل نفس التقدير للحضارة والأمة الفرنسية.
وتابع الباز:" العام الماضى عندما كان الرئيس عبد
الفتاح السيسى فى زيارته إلى بلدكم وكان هناك المؤتمر المشترك.. قلت سيادتكم فيه بشكل
واضح جدا أنك ترفض أن تتدخل أى دول فى الشئون الداخلية لدولة أخرى، وأعلنت أيضا بوضوح
أنه ليس عليك أن تلقى محاضرة على المصريين حتى تقول لهم ما الذى يجب أن يفعلوه، لأن
المصريين يعرفون ما الذى عليهم أن يفعلوه".
واستطرد:" بالأمس ولساعات قليلة ماضية اطلعت كما
اطلع الجميع على التصريحات المنسوبة لسيادتكم نشرتها وكالات الأنباء والمواقع، سأسأل
سيادتك فى البداية عن مدى دقة هذه التصريحات، لكن ما قلته الآن عن ملف حقوق الإنسان
اكد لى أن التصريحات دقيقة بنسبة 100%. ما الذى تغير خلال هذا العام لدى سيادتكم لتتغير
قناعتك ولتتراجع عما أعلنته من قبل؟ هل نحن أمام سياسة جديدة ستنتهجها فرنسا في المنطقة؟".
أجاب الرئيس الفرنسى على السؤال المطول للإعلامي محمد
الباز، قائلا: "شكرا جزيلا على هذا السؤال سيدي، معك حق أن تذكر بالعلاقة التاريخية
والاحترام المتبادل بين بلدينا والتقدير الذى يكنه كل واحد منا للآخر".
وأكد الرئيس الفرنسي أن سياسة بلاده لم تتغير، مؤكدا
أنه مقتنع بقوة بمبدأ سيادة الشعوب، الشعب هو الذي يقرر مستقبل بلده، ولهذا ومنذ أن
انتخبت رئيسة للجمهورية فرنسا لا تمارس سياسات تتدخل فيها لتفسر لكل شعب كيف يجب أن
يرسم مستقبله. وتابع:" نحن نحرص فقط على المصالحة وعلى أن يتمكن الشعب من التعبير
عن رأيه عندما يكون محروما منه، وهذا ما نفعله في سوريا معا، وهذا لا يعنى أبدا أننا
نحاول أن نملى من الخارج أى شئ على حكومة وأن نغير مسيرة الأمور، هذا هو المبدأ فى
قلب السياسة الدولية التى ننفذها".
مصيدة "السترات الصفراء"
وتلقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا سؤالا قوية
عن تعامل الشرطة في فرنسا مع متظاهرين "السترات الصفراء" خلال انتقاده لأوضاع
حقوق الإنسان في مصر، الأمر الذي جعل الرئيس الفرنسي يدافع عن حقوق الإنسان في بلاده
وتعامل الشرطة دون انتهاك على عكس ما رصدته عدسات وسائل الإعلام وغياب الوضوع بشأن
المقبوض عليهم.
ووجه الكاتب الصحفى خالد ميري، رئيس تحرير الأخبار،
سؤالا مباشرا للرئيس الفرنسي حول أحداث "السترات الصفراء".
وقال رئيس تحرير الأخبار: "اندهشنا عندما قام بعض
المتظاهرين بالتخريب وأعمال عنف، ورأينا تعامل الشرطة مع المحتجين وكيف تم القبض على
المئات منهم، وما نشر عن وقوع قتيل منهم.. كيف سيتم التعامل مع من تم القبض عليهم في
إطار حقوق الإنسان؟".
ورد الرئيس الفرنسى ماكرون، قائلا:" إن الفرنسيون
يعبرون عن آرائهم وأحيانا يقولون آراءا ضد الدولة وضد الرئيس والحكومة وأنا أسف لذلك
لكنها الديمقراطية، وبالطبع أنتم رأيتم صور الاحتجاجات فى الشوارع، وهى تتضمن عدة أنواع
من الغضب إذا صح القول، وخلال هذه التظاهرات لاحظتم أنها لم تمنع.
وتابع:" رغم دخول عدد من المتطرفين فى صفوف المتظاهرين
دخلوا وحطموا واعتدوا على المنشآت العامة والممتلكات الخاصة، وخربوا المتاجر وارتكبوا
أعمال عنف ضد الشرطة، وبالتالى تم توقيفهم لأنهم دمروا وخربوا واعتدوا على رجال الشرطة،
وليس لأنهم عبروا عن آراءهم، وحسب القانون سوف يعرضون على المحكمة، بعضهم أطلق سراحهم
وينتظرون الإجراءات القضائية والبعض الآخر ما زال قيد المحاكمة وفق القانون".
وعقد الرئيس المصري ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرا صحفيا في ثاني أيام زيارته للقاهرة والتي
تستمر ثلاثة أيام، واتسم المؤتمر بـ"الصراحة" بين الرئيسين.