الإثنين 1 يوليو 2024

معرض الكتاب يلقي الضوء على تمكين المرأة ثقافيا وإبداعيا في الإمارات

فن2-2-2019 | 20:24

 استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين -دورة اليوبيل الذهبي- المقامة بأرض المعارضالجديدة بالتجمع الخامس، ندوة "تمكين المرأة بالمجالين الثقافيوالإبداعي"، بحضور كل من رئيس المكتب الثقافي والإعلاميلشؤون المجلس الأعلى للأسرة بدولة الإمارات العربية المتحدةصالحة غابش، وفاطمة المغنّي العضو السابق بالمجلس الاستشاريلإمارة الشارقة، وفاطمة محمد مسؤول قسم الإنتاج بالمكتب الثقافيوالإعلامي بالإمارة؛ وأدارت اللقاء الصحفية سمر الدسوقي رئيس تحرير مجلة حواء.


بدأ اللقاء بترحيب سمر الدسوقي بالحضور والمشاركات في الندوة،مؤكدة على عمق العلاقات المصرية الإماراتية "فمصر والإماراتتربطهما علاقات أخوة ضاربة بجذورها في أعماق الحاضروالتاريخ". 


وأشادت الدسوقي في حديثها بالتجربة الإماراتية وتمكين المرأةهناك، عبر استعراض ضيوفها وهن ثلاث سيدات عُرفن بأنهنرائدات في العمل الثقافي الإماراتي "فلهن تجاربهن وخبراتهن فيهذا المجال، والذي وصلن فيه إلى مرحلة متقدمة جدًا بفضل سعيهنوجهدهن الدؤوب"، حسب تعبيرها.


وفي بداية حديثها، قالت رئيس المكتب الثقافي والإعلامي لشؤونالمجلس الأعلى للأسرة بالإمارات صالحة غابش، إن المجلس نشأعام 2000 بمرسوم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطانالقاسمي، للتنسيق بين المؤسسات الموجودة في إمارة الشارقة التيتعني بالأطفال والفتيات والناشئة والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة"لتكون جميعًا تحت منصة واحدة تترأسها قرينته سمو الشيخةجواهر بنت محمد القاسمي، ولفتت إلى أنه بعد انضمام المؤسساتتحت مظلة المجلس أصبح هناك اهتمام كبير بالطفل والأسرة بشكلكبير "وفي المجلس توليت مسؤولية المكتب الثقافي والإعلامي، ومنخلال هذه النافذة وجدت سبيلي لتفعيل العمل الثقافي".


وتابعت  غابش "المرأة لدينا حاملة لواء التوعية، وهي مصلحةبالتكامل مع كافة أبناء المجتمع، وهي ليست قضية، فكلمة قضيةتوحي لمعنى "مشكلة" ونحن تجاوزنا هذا الأمر، فالمرأة تقوم بأدوارومسئوليات كبيرة في دولة الإمارات. وأشارت إلى وجود دعم منالدولة لكافة الأنشطة مؤكدة أن القيادة التي تعمل تحت مظلتها تؤمنبرؤية بضرورة مواجهة التحديات، وجعلها وسيلة للتجديد والتغييرلصالح أهداف المجلس ورسالته.


وتابعت "إن أساس عملنا قائم على مجموعة قيم إنسانية تصب فيمصلحة الإنسان لأنه أولا في قائمة العمل البنائي والتطوير، فالمهمأن يكون ما يُقدّم مدروس بشكل جيد على الصعيد الثقافيوالاعلامي من خلال مكتب متخصص في المجلس الأعلى لشؤونالاسرة يرتقي بالقيم  الإبداعية سواء كان في كتاب نصدره أو عملفني ننتجه، أو ندوة ومؤتمر وورش وجوائز، وأشارت إلى أن مجتمعناومؤسساته  مستمرة في دعم المرأة في المجالين الثقافي والإبداعي "فأنا تقلدت منصب مدير عام المكتب الثقافي في المجلس الأعلى،وقدمنا العديد من الفعاليات؛ بل إن وزيرة الثقافة لدينا هي امرأة،وهذا تأكيد على الدور الثقافي للمرأة".


وتناولت غابش تاريخ المرأة في الإعلام والأدب الإماراتي في أعقابالاتحاد "ففي السبعينات ظهرت أول مذيعة إماراتية وعدد كبير منالكاتبات والأديبات والاعلاميات، وفي 1989 نشأت أول رابطةلأديبات الإمارات، وأصدرت الرابطة العديد من الكتب ومع مرورالوقت أصدرت مجلة "أشرعة" التي كانت الكتابة فيها مقتصرة علىالمرأة الاماراتية والعربية، ومن المبادرات المهمة التي شاركت المرأةفي تأسيسها مبادرة "مكتبة لكل بيت" التي أشرفت عليها مؤسسة"ثقافة بلا حدود" برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي؛ وعنتجربتها في الكتابة الأدبية قالت "إن الرقابة الذاتية تريحني، فأناوضعت لنفسي إطار اكتب من خلاله، إطار لا يوفقني عن الإبداع بليزيدني تحديا للإبقاء على حريتها.. حرية الكتابة".


وأشارت إلى كتاب "القائمة" والذي كان يتصدر المجلس أمامهن وهو  كتاب جماعي لـ7 كاتبات، وبدأت تروي "تم إنجاز الكتاب فيواحدة من دورات معرض الشارقة للكتاب، وتم إنجازه في خلال أيامالمعرض بحيث تم الانتهاء من التأليف والتجهيزات الفنية والطباعةفي 8 أيام فقط. واعتمدت فكرته على معنى كلمة "قائمة".. صفةالمرأة التي تطاول السحاب غي احلامها وطموحاتها ورغبتها فيالتأثير الإيجابي على مجتمعها. ومن "قائمة" الطعام المعروفةاقتبست كل كاتبة فكرتها لتبدأ حكايتها برائحة المطبخ مستدعيةثقافتنا وحديثها الوجداني".


وحكت مدير المكتب الثقافي والإعلامي  عن تجربتها العمليةوالإبداعية فقالت "بعد تخرجي من معهد المعلمات التي تعادل آنذاكمرحلة الثانوية العامة، دخلت في مجال العمل، فوالدي اختار  لي أنأدخل معهد المعلمات، وأشكره لأن مجال التدريس مجال رائع زودنيبخبرات عملية وتجارب في الحياة؛ وبعد 15 عاما توجهت للعملالثقافي، فعملت مديرة لرابطة الأديبات، التي ضمت عضوية لأديبات مصريات وفلسطينيات وأردنيات وسودانيات إضافة إلىالإماراتيات. عرضت الفكرة على الشيخة جواهر وحصلنا علىالموافقة عليها، وقدمنا العديد من الفعاليات والامسيات الأدبيةوشاركنا في الاحتفالات الوطنية على مسرح  نادي فتيات الشارقة؛خلال هذه الرحلة أصدرت خمس دواوين شعرية ورواية وكتابتوثيقي عن رحلة الشيخة جواهر العملية وقيادتها لفرق عمل تشتغلعلى التنمية في مجالات عديدة والثقافة والصحة والعمل التطوعيوالانساني والعمل الاجتماعي"؛ حكت كذلك عن تجربتها في الكتابةالدرامية "كنت أود أن أقدم من خلاله صورة للمرأة الخليجية بشكلمُغاير لما تُقدمه الكثير من الأعمال الدرامية وبعيدًا عن الحساباتالإنتاجية".

 

وأوضحت مسؤول الإنتاج الإعلامي والثقافي بالمجلس فاطمةمحمد، خلال كلمتها، أن أكثر شيء ميزّ المرأة في الإعلام الإماراتيهو "الالتزام بالخصوصية" بما في ذلك المظهر العام لها، "وأناسأتحدث عن تجربتي كفتاة وجدت كل الاحترام والتشجيع فيالعمل الإعلامي، وهو ما حرصت عليه القيادة السياسية، وهذا النوعمن الاحترام يدفع المرأة للإبداع أكثر"، وتابعت "بدأت العملكمساعدة مخرج في تلفزيون دبي خلال فترة الدراسة، وفي ذلكالوقت عام 2001 عندما التحقت بالتلفزيون كانت النساء 3 فقط،الآن اغلب العاملين بالتلفزيون من النساء سواء مخرجات ومصوراتومونتيرات وغيرهن". 


واستكملت فاطمة "بعدها قمت بإخراج الأغاني الوطنية.. الأمر الذييجعلني أشعر بالفخر، ثم تعاونت مع الفضائيات المحلية، وحصلتعلى تكريم كواحدة من المبدعات بالإمارات، ويشرفني الآن أن أكونفي مجال الثقافة والأسرة"؛ وأكدت أن كل مرحلة كانت تطرحظروفها وخطط العمل "والآن نواجه وسائل التواصل الاجتماعيونحاول مواكبتها بسرعة، فركزنا على انصراف الأطفال والأبناءللإلكترونيات، وكان دورنا هو العمل على الحد من هذا الأمر"،مُشيرة إلى أن هناك تشجيع من دولة الإمارات لفئات المجتمع كافةمن خلال التحفيز والتكريم "ولهذا الأمر أهميته في تحفيز طاقاتهاللعمل بشكل أكبر وأكثر تأثيرا، خاصة وأن الأسرة مشجعة للمرأةوالمجال مفتوح للإبداع بشكل عام في كل المجالات الفنية كالمسرحوالموسيقى وغيرها، ويهمني في هذه الفترة موازاة حركة التواصلالاجتماعي وهو أمر مؤرق؛ ولدينا مسلسل قصير اسمه "سلامةتسلم عليكم" تقدمه فنانة إماراتية ويحظى بمشاهدة عالية وهو أهمالمشاريع الإعلامية التي نعمل عليها".


وقبيل حديثها تناولت فاطمة المغني، العضو السابق بالبرلمانالإماراتي، معرض القاهرة الدولي للكتاب في ثوبه الجديد، وأضافت"هذه الحشود الكبيرة تثبت للعالم أن مصر الريادة، ومصر المحبة،وأنا أعشق مصر ؛ فأنا بقلب إماراتي وعشق مصري". وأكدت عدموجودها في موضع وظيفي "فأنا متقاعدة أركز في العمل التطوعي،وأنا من مواليد 1958، وكنت منذ الصغر أعشق سماع إذاعةالقاهرة، وكنت أردد كلمات نشيد "وطني الأكبر"، ويوم حرب أكتوبروضعت المذياع في وسط المدرسة وصحت "هللوا فقد سقط خطبارليف"، وكنت أهتم كثيرًا بقراءة مجلة العربي الكويتية. وتابعتالمغني "قديمًا كنت أعتقد أن حدود العالم هي حدود مدينتي، إلىأن رفعت بيدي علم الاتحاد وأنا في عمر الزهور، وكان والدي يريدأن يزوجني وانا في عمر العاشرة، ولكن جدي رفض ودخلت المدرسةوكنت ضمن ٣ فتيات في المرحلة الثانوية، وحينها نذرت أن أكونخادمة لدولتي الإمارات؛ وأنا أعشق والدنا المرحوم الشيخ زايد الذيأعطى المرأة الإماراتية كل الحقوق".


وأشارت العضو السابق بالبرلمان الإماراتي قائلة:  اعتبر  منالمجتهدات اللواتي استطعن الموازنة بين الأمومة والعمل، وقد حصلتعلى جائزة المرأة المثالية في الإمارات، وهناك الكثير من الأمهاتمجتهدات ولكن لا يواكبن روح العصر ، ومن أعطاني القوة هي روحالقوانين التي تعطي المرأة حريتها وحقوقها في العمل"، لافتة إلىأن الفراغ الأسري هو سبب كل المشاكل. 


وتحدثت عن دورها في  مشروع "نحو صيف هادئ لشباب المنطقةالشرقية" الذي يهدف إلى إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، لو فيلهم أجواء لممارسة الهوايات وإظهار الإبداعات وإشغالهم بما يعودعليهم بالنفع والفائدة وتحول المشروع إلى مراكز شباب، كما قمنابوضع دراسات عن الأسرة في المنطقة الشرقية، التي من ظواهرهاالمحتاجة لعلاج.. تكاليف الزواج باهظة جدًا، لذا كان لابد من تغييرذهن المجتمع، حيث كان الكثيرون يتورطون في الكثير من المشاكلالمادية بسبب الديون الناتجة عن الأفراح الباهظة، فبدأنا مشروعالزواج الجماعي للفتيات والذي بدأ بـ14 فتاة ثم توسع في الأعوامالتالية واستقطب أكثر من هذا العدد. 


وأكدت المغني أن. كل المجتمعات العربية كانت تعاني من التخلففي فهم العادات والتقاليد "فالعادات والتقاليد جميلة لكن كان هناكخلل في تطبيقها، وكان السؤال قديما لماذا تتعلم المرأة؛ ولكن معالوقت تغير الأمر.


ولي تجربة ناجحة في افتتاح مشروعات خاصة تشجع حضورووجود المرأة الإماراتية في مختلف المجالات الثقافية، وبالرغم منأهمية أن أكون عضوا برلمانيا في المجلس الاستشاري بالشارقة، إلاان دوري مهم أيضا في أن أكون موجودة لفتح كل الأبواب المغلقةلصالح كل فتيات المجتمع الإماراتي.