أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، اليوم الاثنين، أن إصرار ميلشيا الحوثي الإنقلابية على إفشال اتفاق السويد، وتنصلها من تنفيذ كل التزاماتها بموجب الاتفاق الموقع عليه برعاية الأمم المتحدة، يبرهن على استمرارها في المراوغة وعدم جديتها أو قبولها الانصياع للسلام والرضوخ للإرادة الشعبية وتنفيذ القرارات الدولية الملزمة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن عبد الملك قوله خلال استقباله رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية نيل كومبتون إن تساهل المجتمع الدولي جعل من أي اتفاق أو قرار جديد فرصة للمليشيات الانقلابية للتصعيد في انتهاكاتها وحربها ضد اليمنيين، لتتجاوز ذلك مؤخرا إلى إطلاق النار على فرق الرقابة الأممية ومنع تحركاتها، في تحد سافر وغير مقبول للمجتمع الدولي.
وأضاف أن لعبة المراوغة والمماطلة التي تعتمدها الميليشيا تتجسد حاليا في محاولاتها لإعادة التفاوض من جديد على اتفاق السويد وتفسيره بحسب ما يروق لها ويخدم ويشرعن لانقلابها، موضحًا أن موافقة الحكومة الشرعية على اتفاق السويد كان حرصا منها على السلام وحقن دماء اليمنيين، رغم إدراكها لعادة مليشيات الانقلاب في نقض المواثيق والاتفاقات، وهو ما نراه حاليا بعد مضي أكثر من شهر على التوقيع ولم تنفذ أي شئ سواء في الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة أو تبادل الأسرى والمعتقلين.
وجدد عبد الملك التأكيد على أن المفتاح الحقيقي والوحيد للخروج من هذه الحرب التي أشعلتها مليشيا مسلحة ومتمردة، هي في التعامل الجاد مع أسبابها وذلك بإزالة مظاهر الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، بالاستناد على مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها.
وأعرب رئيس الوزراء عن تقدير اليمن قيادة وحكومة وشعبًا للدور البريطاني الداعم للشرعية والشعب اليمني، وتحركاتها الفاعلة تجاه تحقيق السلام العادل والدائم تحت سقف المرجعيات المتوافق عليها محليا وإقليميا ودوليا.
وتطرق اللقاء إلى الاجتماعات الجارية بين ممثلي الحكومة وميليشيا الحوثي الانقلابية برعاية الأمم المتحدة، للدفع قدما باتجاه تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة، حيث شدد رئيس الوزراء بهذا الخصوص على ضرورة وضع حد للمراوغات الحوثية واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة تجاه خروقاتها المستمرة لوقف إطلاق النار في الحديدة ورفض الانسحاب من المدينة والموانئ، وعرقلة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى.
من جانبه، أشاد المسؤول البريطاني بموقف الحكومة الشرعية وحرصها على دعم جهود السلام، ومساندة تحركات المبعوث الأممي، مؤكدا أن بلاده ستقدم كل الدعم اللازم لإنجاح السلام في اليمن، ومساندتها لجهود الحكومة الشرعية في تطبيع الأوضاع وتخفيف معاناة اليمنيين.
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين وآفاق تطويرها، ومجالات الدعم الممكن تقديمها لدعم جهود الحكومة لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، ومكافحة الإرهاب، وإطلاق عجلة إعادة الأعمار والتنمية.