سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، الضوء على زيارة المبعوث الأمريكي ستيفن بيجون إلى بيونج يانج المقررة، غدا الأربعاء؛ للقاء نظيره الكوري الشمالي، من أجل تقديم خطة لإعادة إحياء محادثات نزع السلاح النووي قبل انعقاد قمة جديدة بين زعيمي البلدين.
وأوضحت الصحيفة- في تعليق بثته على موقعها الالكتروني- أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حظى بإشادة العديد من الخبراء الكوريين الشماليين لتمكنه من فتح حوار مع الزعيم كيم جونج أون بعد سنوات من الانقسامات التي تفاقمت في عهد سلفه الرئيس باراك أوباما الذي رأى أن كوريا الشمالية تمضي في بناء برنامجها النووي والصاروخي، غير أن ترامب تعرض لانتقادات بسبب فشله في انتزاع أي التزام ثابت من جانب الزعيم الشمالي لبدء عملية نزع السلاح النووي عندما التقيا للمرة الأولى في سنغافورة في يونيو الماضي.
وأضافت الصحيفة أنه منذ تعيينه في أغسطس الماضي ممثلا خاصا لكوريا الشمالية لعب بيجون دورًا مركزيًا في محاولة توضيح مضمون حول ما تريده الولايات المتحدة وطريقة تحقيق ذلك.
وأشارت إلى أن بيجون رافق وزير الخارجية مايك بومبيو للقاء كيم جونج أون في أكتوبر الماضي، والتقى بنظيره المعين حديثًا وقتها كيم هيوك تشول في واشنطن الشهر الماضي لإجراء ما وصفه بـ "مناقشة موسعة على مستوى العمل" والتي كانت "بناءة ومركزة وموجهة نحو تحقيق النتائج".. وفقا لتصريحاته وقتها.
وقال خبراء إن بيجون كان من المتوقع في البداية أن يلتقي كيم هيوك تشول في قرية بانمونجوم الحدودية الكورية للمرة الثانية لكن حقيقة أنه تلقى دعوة للذهاب مباشرة إلى بيونج يانج توحي بأن الكوريين الشماليين يأخذونه بجدية أكبر.
ففي يوم الخميس الماضي، أعلن بيجون لأول مرة في خطاب ألقاه في جامعة ستانفورد عن آماله في دفع عملية نزع السلاح النووي إلى الأمام، مع اتباع ما وصفه العديد من الخبراء بأنه نهج أكثر مرونة وواقعية ما تبنته الإدارة حتى الآن.
وعلى وجه الخصوص، أوضح بيجون أن الولايات المتحدة تأمل في التحرك "بشكل متزامن وبالتوازي" مع الكوريين الشماليين في تنفيذ التعهدات التي قطعها الزعيمان في سنغافورة، بما في ذلك نزع الأسلحة النووية وتحويل مسار علاقاتهما وبناء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الماضي القريب أعطى بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون الانطباع بأن الولايات المتحدة تريد من كوريا الشمالية أن تتحرك من جانب واحد لتسليم كامل برنامجها النووي والصاروخي قبل تخفيف العقوبات، إلا أن ذلك أثار تحذيرًا من جانب كيم جونج أون في خطاب ألقاه بمناسبة رأس السنة الجديدة بأنه قد يضطر إلى انتهاج مسار جديد إذا استمرت واشنطن في إصرارها على التحرك من جانب واحد بينما يتم الإبقاء على العقوبات.
وأضافت "لذلك تبنى بيجون موقفا أكثر دقة قليلاً، وقال إنه من المناسب القول إن العقوبات لن يتم رفعها إلا بعد تحقيق نزع الأسلحة النووية، لكن ذلك لا يعني إننا نقول (لن نفعل أي شيء حتى تفعل كل شيء)- أو بعبارة أخرى هناك خطوات يمكن للولايات المتحدة القيام بها ومن شأنها بناء الثقة المتبادلة".