الأحد 16 يونيو 2024

في ذكري عرابي ما لا تعرفه من قبل عنه

31-3-2017 | 12:54

ولد أحمد عرابي في 1 أبريل 1841 في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، تعلم القرآن الكريم، وأرسله والده الذي كان عمدة القرية إلى التعليم الديني، حتى عام 1849 ثم التحق بالمدرسة الحربية، ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة؛ حيث أصبح نقيبا في سن العشرين.

وشارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة وترقى في الجيش إلى أن وصل إلى رتبة أميرالاي وكان يعتبر أحد المصريين القلائل الذين وصلوا إلى هذه الرتبة بسبب انحياز قادة الجيش وناظر الجهادية إلى الضباط الشركس والاتراك.

تعرض ضباط الجيش المصري لظلم كبير على أيدي ناظر الجهادية (وزير الدفاع) عثمان رفقي باشا، والذي أصدر قرارات عديدة ضدهم ولمصلحة الضباط الشراكسة ، وأثارت تلك القرارات غضب الضباط المصريين، واتهموا الشراكسة بالعمل على استعادة دولة المماليك، ثم اتفق الضباط المصريون على تقديم مذكرة لرياض باشا رئيس الوزراء آنذاك والذي كان يسمى بـ «رئيس النظار»، ووقع عليها عرابي واثنان من زملائه ، إلا أن الخديوى اعتبر أن تلك المطالب ليست من حق الضباط المصريين، وأثارت غضب الخديوى ورفضها وأمر باعتقال عرابى وزملائه بتهمة التآمر لمحاكمتهم عسكريا ، إلا أن زملاءهم قاموا بتحريرهم وانضمت إليهم المزيد من الوحدات المصرية.

تنبه عرابى للخطر وقاد المواجهة الشهيرة مع الخديوي توفيق يوم 9 سبتمبر 1881، فيما يعد أول ثورة وطنيه في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك هوجة عرابي.
خطبته الشهيرة
الخديوي توفيق: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساننا.
عرابي: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.
رضخ توفيق لمطالب الجيش حين رأى التفاف الشعب حول عرابى، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتشكلت بذلك أول نظارة شبه وطنيه في تاريخ مصر الحديث. لأن محمد شريف باشا كان من أصول شركسية إلا أنه كان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في (19 شوال 1298 هـ = 14 سبتمبر 1881م، وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولي هذا المنصب.
قادة المعركة بعد الاحتلال الانجليزى لمصر

بعد دخول الانجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصول الخديو قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882 تم عقد محاكمة لعرابى وبعض قواد الجيش في المعركة وبعض العلماء والاعيان وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفى إلى جزيرة سرنديب (سيلان) أو سريلانكا حاليا.
واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم انتقلت إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم. وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً.
احتجز أحمد عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882، والتي قضت بإعدامه. تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة بناءً على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان). انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن، إلى القاهرة كأول مندوب سامي – حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه.
النفي إلى سريلانكا(سيلان سابقا)

نفى الأسطول البريطاني عرابي هو وزملاؤه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى سريلانكا سيلان سابقا؛ حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات. بعد ذلك نقل أحمد عرابي والبارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة وعاد أحمد عرابى بعد 20عاما بسبب شدة مرضه ومحمود سامي البارودي بعد 18عاما، لاقتراب وفاته واصابته بالعمى من شده التعذيب.
العودة إلى مصر

لدى عودته من المنفى عام 1903 أحضر أحمد عرابي شجرة المانجو  إلى مصر لأول مرة.
توفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911