«باشات»: رئاسة مصر الاتحاد
الأفريقي يعكس ثقلها السياسي كقوة إقليمية كبرى
«اللاوندي»: خطة مصر بالاتحاد الأفريقي ستركز على
علاج قضايا اللاجئين والنازحين
«قرني»:
رئاسة مصر للاتحاد تتويج لجهدها التاريخي.. و3 ملفات على رأس أولوياتها
للمرة الأولى منذ نحو 17
عاما تتسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي منذ نشأته خلفا لمنظمة الوحدة الأفريقية،
وهو حدث وصفه خبراء بالشأن الأفريقي أنه يعد تتويجا لجهدها التاريخي على مدار
السنوات الماضية ونجاح دبلوماسية الرئيس السيسي في إعادة مصر لريادتها القارية،
موضحين أن هذا يعكس ثقلها السياسي وستكون قضايا اللاجئين والنازحين أهم ما تركز
عليه خطتها.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وصل صباح اليوم إلى
العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة تاريخية، للمشاركة في أعمال القمة الثانية
والثلاثين العادية للاتحاد الأفريقى غدا الأحد، حيث سيتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي
لمدة عام، وهي المرة الأولى التي تتسلم مصر فيها رئاسة الاتحاد منذ نشأته عام 2002 خلفاً لمنظمة
الوحدة الأفريقية.
علاج قضايا اللاجئين والنازحين
الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن
رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هي انتصار معنوي للدولة المصرية في القارة السمراء فهو
حدث يتم للمرة الأولى منذ نشأته عام 2002 خلفا لمنظمة الوحدة الأفريقية، كما أنه
لم يكن هناك تمثيلا لمصر في أفريقيا حيث واجهت عراقيل في عضوية مجلس السلم والأمن
الأفريقي لفترة طويلة.
وأوضح اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح من خلال زياراته في استعادة الدور
المصري في القارة وتعميق العلاقات الثنائية بكافة الدول، مضيفا أن فترة توليه
رئاسة الاتحاد ستشهد ديناميكية في الحركة والتعامل مع القضايا الراهنة التي تركز
عليها القمة الأفريقية الحالية وهي اللاجئين والنازحين والفقر.
وأشار إلى أن هذه القضايا المزمنة موجودة في غالبية
الدول الأفريقية ، ومصر تريد وضع حلول لهذه المشاكل ومع رؤية الرئيس السيسي
وديناميكيته في التعامل مع القضايا سيركز على التعاون الواجب لحل هذه المشاكل التي
لا توجد دولة بعيدة عنها، لذلك ستركز خطة مصر خلال رئاستها الاتحاد على حل تلك
المشاكل.
3 ملفات
فيما قال الدكتور رمضان قرني، الخبير بالشأن
الأفريقي، إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هي بداية جهد للتحرك المصري الفاعل التكاملي
بين مصر ودول القارة، وهي بداية لتحركات مقبلة تتفاعل فيها كافة مؤسسات الدولة حيث
استعدت مصر جيدا لهذه الرئاسة ولديها الملفات التي ستركز عليها، مما يؤكد أننا
أمام عام يشهد عودة مصرية حقيقية للقارة الأفريقية وتفعيل حقيقي للتعاون المصري
الأفريقي.
وأوضح قرني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن رئاسة مصر للاتحاد تمثل تتويجا لجهد مصر التاريخي في السنوات الأخيرة في العمل
الإفريقي، مضيفا أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي هي الرئاسة الرابعة لمصر لمؤسسة
العمل الإفريقي منذ تأسيسها وتأتي في توقيت هام بالنسبة للتطورات الإفريقية
وعلاقات مصر بالقارة.
وأضاف
أنها استكمال لدور مصر التاريخي والتنموي مع دول القارة الأفريقية، مشيرا إلى دور
مصر في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 والرئاسات التي تولتها في أعوام
1964، و1989 و1993 والتي تمثل مرحلة من مراحل العمل داخل الكيان تختلف تماما عن
الرئاسة الحالية للرئيس السيسي.
وأكد قرني
أن القارة الأفريقية ذات مكانة إستراتيجية على الصعيد العالمي ولديها شراكات
إستراتيجية مع قوى إقليمية، ولديها دول من أسرع الدول من حيث النمو الاقتصادي وجذب
الاستثمارات، مضيفا أننا أمام شكل للرئاسة المصرية يختلف عن الرئاسات المصرية
السابقة إبان منظمة الوحدة الإفريقية.
وأشار إلى
أن رئاسة مصر للاتحاد ستكون بأجندة الاتحاد الأفريقي بالتعاون بين مصر ومفوضية
الاتحاد والدول الأفريقية وهي أجندة 2063، مضيفا أن هناك ثلاثة ملفات ستكون أمام
مصر خلال رئاسة الاتحاد، الملف الرئيسي هو السلم والأمن في القارة الإفريقية وهو
من القضايا التي قدمت مصر فيها إسهامات تاريخية فهي صاحبة مبادرة التنمية وإعادة
الإعمار في القارة.
ولفت إلى
أن مصر دشنت العام الماضي مركز القاهرة الإقليمي لدول الساحل والصحراء، كما تستضيف
مركز القاهرة الدولي لحفظ وتسوية النزاعات، مضيفا أن لديها طرحا مهما وهو تدشين
مركز القاهرة لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات لحل النزاعات
وإعادة الإعمار خلال عام 2019.
وأضاف
الخبير بالشأن الأفريقي أن الملف الثاني يتعلق بالتنمية الأفريقي، فمصر تتبنى ملف
التنمية والتكامل الإقليمي وقطعت شوطا كبيرا وكان تدشين منطقة تجارية ثلاثية حرة
تضم الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا خطوة أولية للمنطقة التجارية الكبرى التي
وقعها الاتحاد الأفريقي في مارس 2018، وتستهدف الجهود المصرية ودول الاتحاد تفعيل
منطقة التجارة الحرة لتدخل حيز التنفيذ الفعلي.
ولفت إلى
أن الملف الثالث هو الإصلاح الهيكلي للاتحاد الأفريقي وهو بدأ في العامين الأخيرين
بتشكيل لجان على أعلى مستوى وشاركت فيها مصر، وكذلك ستكون ميزانية الاتحاد التي
تعاني تعثرات شديدة من الملفات التي تحملها مصر على عاتقها، كما أن لديها رؤية
بأهمية إشراك الدول في المناصب.
مصر كقوة إقليمية كبرى
وقال حاتم
باشات، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي
هو واحد من أهم الأحداث السياسية في الفترة الحالية والذي يعكس ثقل مصر السياسي
على المستوى القاري والدولي كقوة إقليمية كبرى، مضيفا أن تولي مصر لهذا المنصب جاء
بدعم من الدول الأفريقية وتأكيد بجدارة مصر بهذه الثقة.
وأوضح باشات، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل المحافل الدولية يتحدث باسم القارة الأفريقية
ونجح من خلال الدبلوماسية الرئاسية ببراعة كاملة في استعادة الدور المصري بالقارة
بقوة بعدما غابت عن أفريقيا لسنوات وأجرى زيارات للكثير من الدول الأفريقية
واستقبل الكثير من الزعماء والقادة.
وأكد أن عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تستهدف فيه
مصر تحقيق المطالب الأفريقية وإفادة شعوب القارة من خلال الخبرات المصرية وهو أمر
قد يؤدي لرئاسة مصر للاتحاد مرة أخرى، مضيفا أن مصر تمتلك الخبرة والكوادر التي
تمكنها من الإفادة والاستفادة خلال رئاستها الاتحاد.
وأضاف أن مصر ستعمل أيضا على تحقيق الأمن القومي
المصري ومعالجة القضايا التي تهمها في دول حوض النيل والقرن الأفريقي وكذلك فض
المنازعات القائمة واستغلال هذه الفترة في تعميق العلاقات الثنائية وخدمة قضايا
هامة كالملف الليبي والفلسطيني بما يدعم الموقف السياسي المصري على المستوى
الدولي.
وأشار إلى أن هناك العديد من الملفات ستركز عليها
مصر وهي التعليم والصحة وكذلك استضافتها لمقر وكالة الفضاء الأفريقية، إلى جانب
قضايا الإرهاب الدولي وتطوير التعاون الاقتصادي وتكثيف التبادل التجاري وتشجيع
الاستثمارات.