الجمعة 24 مايو 2024

«الهلال اليوم» ترصد 5 مشاهد في منزل ضحية واقعة التحرش.. الأم: «خد عمري وراح».. وضحى بحياته دفاعا عن شرف سيدة.. والجيران: قلوبنا مليئة بالحزن على «شهم المنطقة»

تحقيقات11-2-2019 | 21:54

خيم الحزن على منطقة "السد العالي" بدائرة قسم شرطة البساتين، عقب مقتل "مكوجي" دفع حياته ثمنا لشهامته ودفاعه عن سيدة تعرضت للتحرش في الشارع، من قبل أحد الأشخاص وأمام جميع المارة.

بوابة  "الهلال اليوم" رصدت مشاعر الغضب التي سيطرت على أهالي المنطقة نتيجة بشاعة الجريمة، وذلك خلال زيارتها لمنزل المجني عليه في شقة بالطابق الأول عبارة عن غرفة وصالة صغيرة ومطبخ وحمام، في حارة صغيرة، كان يسكن فيها مع والدته وابنته دنيا ذات الـ 10 أعوام، وشقيقته الكفيفة، وشقيقه.

 

المشهد الأول للجريمة:

 ترويه "السيدة  م . هـ" التي حاول الجاني التحرش بها قائلة: "أنا نزلت مع ابني أشتري فطار من السوق، كانت حوالي الساعة 2:20 بعد الظهر من محل فول وطعمية بالمنطقة، وعند وصولي بصحبة نجلي إلى المطعم فوجئت بشخص يحتضني بعنف من الخلف في الشارع أمام أعين المارة، ووضع سنجة على رقبتي وأخذ يقبلني وسط صراخ نجلي ذات الـ 8 أعوام" .

 

المشهد الثاني:

 يرويه شخص أصيب خلال الواقعة، وهو شقيق المجني عليه ويدعى رمضان طه البالغ من العمر 30 سنة، قائلا: "كنا قاعدين في المحل وسمعنا استغاثة وطلعنا نجري أنا وسيد للخارج وجدنا المتهم ويدعى علي إبراهيم، وهو جارنا ماسك واحدة ست وحاضنها وبيحاول يغتصبها تحت تهديد سلاح أبيض، محدش قدر يخلصها من إيده غير أخويا سيد الله يرحمه، وأخد منه السلاح وخلص الست ومشاها، وأخدت المتهم وحاولت أهديه والناس اتجمعت وحاولنا نفهمه إن اللي بيعمله ده غلط، هو كان عاوز ياخد السنجة بتاعته، وأنا هديته وقلتله هجيبهالك لحد البيت بس ما رضيتش أديهاله علشان ما يعورش حد" .

وأضاف: " بعد دقائق لقينا الست رجعت وهي معاها أهلها، وحاولنا نهديهم  للسيطرة على الموقف فطلبت بياناته لكي تقوم بحرير محضر رسمي،  إلا أن أخي سيد كان يحاول يلم الدنيا علشان علي ما يتحبسش، وكان بيحاول يعمل صلح علشان محدش يتضرر، وسرعان ما السيدة وأهلها ذهبوا فجأة وبدون سابق إنذار، رجع علي ومعاه سكينة  وانقض على أخي وسدد له عدة طعنات وعندما حاولت الإمساك به سدد لي طعنة في وجهي .

 

المشهد الثالث:

 ترويه والدة المجني عليه "الحاجة أم سيد" قائلة: "سيد ابني كان بيصرف على البيت كله، فاتح محل بالإيجار يقف فيه بالتبادل مع أخيه، وعايشين على المبلغ البسيط اللي بيجيبه المحل بجانب معاش أبوهم، والحمد لله، ومعايا بنتين، واحدة متجوزة، والتانية كفيفة بنخدمها، عمرها 37 سنة، آخر مرة شوفت فيها سيد يوم الحادث طلع من البيت كعاته متوجها لمحل عمله  بعد ما فطر وجهز نفسه وماعداش ساعة وفوجئت بحفيدتي دنيا تقول لي الحقي يا ستي  علي إبراهيم عور بابا؛ فأسرعت ولم أجد ابني وعرفت إنه تم نقله للمستشفى وشقيقه رمضان ينزف دما".

 

وأضافت: "مفيش لحظات وأخبرني أصدقاؤه بوفاته قائلين لي البقاء لله في سيد، وربنا يرحمه، فأنا قولت يعني ابني مات، وبنته اتيتمت.. عرفت بعد كده من شهود الواقعة إن المتهم علي ضرب رمضان في وشه بالسكين، ولمجرد ما سيد دفع أخاه بعيدا عنه كان طعنه بنفس السكين في صدره، ابني مات في لحظتها، خد عمري وراح، سابلي بنت لا حول ليها ولا قوة، مش عارفة هعيشلها لحد امتى.. المتهم علي إبراهيم، المتحرش لازم يتعدم، ويموت زي ما موت ابني وكسر قلبي عليه ويتم طفلة ما ليهاش أي ذنب".

 

وببراءة الأطفال قالت نجلة المجني عليه دنيا، صاحبة الـ 10 أعوام: إنها لا تستطيع النوم كل يوم فكثيرا ما تستيقظ من النوم مصدومة من مشهد مقتل والدها الذي لم تنساه, عقب قيام المتهم بقتله أمام عيناها ورغم ذلك تقول إنها لم تريد أن تبكي حتى يأتي والدها لها في الأحلام، ورأته بالفعل وقال لها: إنه أوصاها بجدتها وعمتها وأن تنجح.. ثم تحدث مع جدتها وطلبت منها أن تكف عن البكاء حتى يرتاح والدها في قبره، مؤكدة لها أنها ستبذل أقصى جهدها بأن تحقق له وصيته وهو أن تصبح طبيبة"

 

المشهد الرابع:

ترويه شقيقة سيد قائلة: "سيد كان متزوج ولديه طفلة، وانفصل عن والدتها منذ 8 سنوات، ورفض الزواج وقرر التفرغ لتربية ابنته التي تبلغ من العمر 10 سنوات، حتى جاءه القدر بما وقع له.. وتضيف زوجة خاله: إن سيد من صغره وهو دمه حامي راجل غيور على أهل بيته وجيرانه وعطوف بالكبار والصغار وكل المنطقة بتحبه وتشهد له بالأخلاق والشهامة، وهو دفع حياته ثمنا للحفاظ على شرف سيدة لم يعرفها قبل ذلك، وليست من أهالي المنطقة بل هي تقيم بالمنطقة المجاورة وجاءت لمكان الواقعة لشراء فول وطعمية من المطعم المتواجد بالسوق وفوجئ الجميع بقيام علي إبراهيم يحاول اغتصابها".

 

المشهد الخامس:

 يرويه الجيران من شهود العيان مؤكدين "أن الحزن يكسو قلوبهم على أبو دنيا شهم المنطقة، وعلى بنته اللي اتيتمت من بعده، مؤكدين أن المجني عليه كان يتمتع بالسمعة الطيبة والأخلاق الحسنة ولم يرى أحد منه أي شر بل كان دائما يساند الكبير والصغير حتى الحيوانات.

 

وأضاف الجيران: "المتهم علي إبراهيم سيئ السمعة لم يستطع أحد يوم الحادث الوقوف أمامه؛ خوفا منه لأنه كثيرا ما يهدد الناس بالسلاح, مؤكدين أن الواقعة بدأت عندما تحرش الجاني بالسيدة.

 

كان رئيس مباحث البساتين قد تلقى بلاغا من "سيدة م. ب" 30 سنة، ربة منزل، يفيد بأنه حال سيرها في الشارع قام شخص بالتحرش بها وملامسه أجزاء حساسة من جسدها  وقامت بالاستغاثة بالمارة في الشارع، وتدخل على إثر ذلك سيد طه طلبة، 36 سنة، "مكوجي" دفاعا عنها، ما أثار حفيظة المتهم علي إبراهيم، واستخرج من طيات ملابسه سكينا وسدد للأخير طعنة نافذة في الصدر وجرح قطعي باليد اليمنى، وتوفي متأثرًا بإصابته.. وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتولت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية مباشرة التحقيقات وأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.