حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك محمد حسين، من مواصلة سياسة انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية في القدس، التي كان آخرها قرار بلدية الاحتلال في القدس إزالة ما تبقى من مقبرة مأمن الله التاريخية وتجريفها.
وقال ان مقبرة مأمن الله تعود إلى بداية الفترة الإسلامية في مدينة القدس، وإن الاعتداء عليها يعد تعديا سافرا على مقابر المسلمين، ومسا بمشاعرهم في مختلف أنحاء العالم، لأنها وقف إسلامي، تضم رفات عدد كبير من أبناء المسلمين ورموزهم العلمية والوطنية، وقد صادرتها سلطات الاحتلال لإقامة متحف التسامح على رفات أموات المسلمين، منددا بهذا الاستهتار بمشاعر المسلمين، والإمعان بجرائمه التي تطال البشر والحجر والأموات أيضا.
وشدد على أن إجراءات التهويد والتهجير التي تمارسها سلطات الاحتلال في القدس تسعى إلى طمس التاريخ الإسلامي والعربي في المدينة المقدسة بهدف تهويدها، يمس بكرامة الأحياء والأموات دون أي رادع ديني أو أخلاقي أو قانوني.
وناشد الشيخ حسين المنظمات والهيئات الدولية الضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الأعمال الاستفزازية والعدوانية، مطالبا بوضع حد حازم لاستهداف الأماكن الدينية الإسلامية بالعدوان والتدنيس.
من جانبها، نددت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، في بيان، بعزم سلطات الاحتلال الاسرائيلي البدء بتنفيذ مشروع لشق شارع يقع بجوار "متحف التسامح"، في الطريق الواصل بين شارع مأمن الله وشارع "بن سيرا" بوسط المقبرة، وإقامة مبان عامة على أرض مقبرة مأمن الله التاريخية.
وأكدت أنه رغم السخط المقدسي الفلسطيني لعمليات التهويد المتواصلة ضد مقبرة مأمن الله، إلا أن إسرائيل وبشكل متطرف قررت تجريف وازالة المقبرة في خطوة خطيرة، منتهكة حرمة المقبرة الإسلامية، والحق الفلسطيني، وكافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، التي تدعو إلى احترام الديانات المختلفة واتباعها.
وأشار الأمين العام للهيئة حنا عيسى، إلى أن اسرائيل باتت دولة فوق القانون، وفي كل يوم تنتهك حرمة جديدة من حرمات المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة، تارة بالتعدي على المساجد والكنائس ودور العبادة وتارة أخرى تطال اعتداءاتهم الأموات في قبورهم.
وأكد أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي طالت البشر والحجر والأموات أيضا، مشددا على أن إجراءات التهويد والتهجير التي تمارسها "إسرائيل" في القدس تسعى من خلالها إلى طمس التاريخ العربي في المدينة المقدسة.
ودعت الهيئة الإسلامية المسيحية كل المنظمات والمؤسسات الدولية وخصوصا منظمة (يونسكو) التحرك العاجل للحفاظ والدفاع عن آثار القدس التاريخية ووضع حد لسياسات الاحتلال القائمة على التهويد.
يذكر أن مقبرة "مأمن الله" تبلغ مساحتها 200 كم2، فيها قبور لصحابة وتابعين وعلماء وشهداء، عملت إسرائيل على تجريف مئات القبور وتدنيس رفات أصحابها وانتهاك حرمة موتاها، ناهيك عن سرقة مساحات شاسعة من أراضيها وتحويلها لـ"سوق ماميلا" لبناء متحف التسامح، وتم اقتطاع حوالي 70% من مساحتها لعمل حديقة الاستقلال وفندق كبير على قبور المسلمين في الجزء الغربي من المقبرة.
وبنيت مدرسة دينية يهودية على أرض المقبرة في خمسينات القرن الماضي، وبناية للتأمين الوطني في الجزء الشرقي، كما استخدمت بلدية الاحتلال أجزاء في الجهة الشرقية من المقبرة لوضع حاويات النفايات فيها، كما بنيت بنايات ضخمة في الجزء الشمالي من المقبرة، وفتح شارع "بن سيرا"، وموقف كبير للسيارات في الجزء الشمالي".