كتبت- أمانى محمد:
لكل منطقة معالم ومزارات يفضلها أهلها للترويح عن أنفسهم والهرب قليلا من ضغوط الحياة، ومن هذه الأحياء الشهيرة كانت حلوان، تلك الضاحية العريقة الواقعة جنوب القاهرة ذات التاريخ الكبير والسد الأول فى العالم - سد الكفرة - الذى بناه الفراعنة، إلا أنها وبمرور القرون أضحت مدينة التلوث بعد إنشاء العديد من المصانع بها.
طال مزارات حلوان الشهيرة ما طال الحى من إهمال، فأصبحت عيون حلوان، والحديقة اليابانية، وركن حلوان، ومتحف الشمع، وغيرها من المزارات السياحية فى طى النسيان والانحدار، بعد أن أُغلقت بعض هذه المعالم وأهملت أخرى، فيما تسعى محافظة القاهرة إلى تطوير تلك المزارات قبل نحو عامين إلا أن الواقع لم يشهد تقدما بعد.
كان "الكابريتاج" وعين حلوان من أشهر العيون المائية فى مصر، ومزارا هاما وأحد معالم السياحة العلاجية المصرية، لشهرة مياهها المتدفقة من جوف الأرض بعنصر الكبريت المعروف بقدرته على علاج الأمراض الجلدية وآلام الروماتيزم والمفاصل، فكان من الممكن أن يتم استغلال تلك الميزة فى إنشاء مركز استشفائى عالمى، خاصة أن مناخ المنطقة مناسب لتلك المراكز.
وطال المنطقة الإهمال والتعديات والبلطجة والتلوث، بسبب انتشار مصانع الحديد والصلب والطوب والإسمنت، ما هدد ميزتها العلاجية والاستشفائية، كما هدم جزء من السور الجنوبى للعين وشيدت أبراج سكنية بدلا منه، واعتبر السكان "الكابريتاج" فى ذمة الله، بعد إغلاقه منذ عدة سنوات والإبقاء فقط على مركز العلاج الطبيعى.
وبعد هدم السور المحيط بها، أضحت عيون حلوان تعانى من الإهمال وغياب الرقابة ما جعلها غير آمنة للأسر، حسب تأكيد أحمد عبدالله أحد سكان المنطقة، الذى قال إنه من غير المحبذ ذهاب البنات والسيدات إلى المنطقة، بسبب ممارسات البعض غير الأخلاقية، حيث تعانى المنطقة من غياب الأمن، ويتواجد بها حارس واحد فقط، بينما تم هدم السور المحيط بها، واختفت الحدائق والمساحات الزراعية أمامها.
وأوضح عبدالله أن أهالى المنطقة يلجأون إلى الحدائق المتبقية مثل اليابانية و6 أكتوبر، لكن حديقة أخرى مثل الفتح هى مكان غير آمن أيضا، كما يذهب سكان حلوان إلى خارج الحى للتنزه بعدما لم يتبق من معالمه إلا القليل.
الحديقة اليابانية
كانت فيما مضى وجهة الكثير من الرحلات المدرسية خلال شتى المراحل التعليمية، حتى من الأحياء خارج حلوان، فهى مكان يحمل طابعا مختلفا نسبيا عن الحدائق المعتادة فى القاهرة، فيضم التماثيل المتشابهة داخل ساحته أو ما يعرف باسم "الأربعين حرامى"، فضلا عن الأشجار عميقة الجذور، والبحيرات، والبرجولات ذات الطراز اليابانى.
الحديقة أنشأها المهندس المعمارى ذو الفقار باشا عام 1919 على الطراز الآسيوى، لترمز إلى حضارات الشرق، فيوجد بها تمثال زهرة اللوتس التى تحمل تمثال مصمم الحديقة، وبها أيضا تمثال لوجه الحياة، و48 تمثالا لتلاميذ يتعلمون البوذية أمام البحيرة الكبيرة، فضلا عن بحيرة اللوتس، وكشك الموسيقى.
ورغم إهمالها فترة طويلة، بقيت "اليابانية" أفضل المزارات فى حلوان، وظلت محافظة على رونقها ومكانتها لدى أهالى المنطقة، حيث تحرص الأسر على قضاء إجازاتها وعطلات نهاية الأسبوع داخلها.
وتوضح الفتاة العشرينية إسراء شرف أن الحديقة تتميز بروح وطراز خاص غير معتاد فى الحدائق بشكل عام، كما أن تذكرتها رخيصة السعر، ولهذا يفضلها الجميع.
حديقة 6 أكتوبر
تأتى فى المرتبة الثانية بالنسبة لوجهات الأهالى، حيث تشمل ملاهى أطفال، ولا تزال تستقبل زوارها فى الأعياد والمناسبات الاجتماعية مثل شم النسيم، ويوم اليتيم، ويرى محمد حسن، أحد أهالى المنطقة، أن الحديقة آمنة وتتميز بالانضباط وانخفاض ثمن تذكرة دخولها.
متحف الشمع
يعود عمر المتحف لما يزيد عن 80 سنة، حيث أنشئ عام 1934 على يد الفنان التشكيلى المصرى فؤاد عبدالملك، وشارك فيه العديد من الفنانين بأعمالهم على مدار تلك السنوات ليكون تأريخا تعليميا لمصر بدءا من العصر الفرعونى حتى ثورة 23 يوليو، فهو يسجل مشاهد هامة فى التاريخ المصرى.
وعلى الرغم من تصنيفه ضمن أفضل المتاحف عالميا، إلا أنه أهمل وأصبح مأوى للقطط والكلاب الضالة والقمامة أيضا، بعد إغلاقه وغياب زواره والرحلات المدرسية والسياحية عنه منذ أكثر من 7 سنوات، بداعى تطويره وتجديده وإضافة إجراءات أمن وسلامة به، إلا أنه لم يشهد تطورا وبقى مغلقا حتى اليوم.