يعد الرئيس عبد الفتاح السيسي أول رئيس لدولة غير أوروبية يتحدث في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، والتي سوف تعقد بعد غد السبت، بمدينة ميونخ الأملنية بمشاركة المستشارة الألمانية "ميركل"، منذ تأسيس المؤتمر عام 1963 ما يؤكد مكانة الرئيس السيسي لدى الدوائر السياسية الألمانية والدولية؛ فضلاً عن الأهمية التي تعلقها تلك الدوائر على دور مصر في المنطقة والحفاظ على استقرارها، خاصةً في إطار التصدي للإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وذكر تقرير صادر عن السفارة المصرية ببرلين، اليوم الخميس أن المؤتمر الذي تأسس عام 1963، يعد أحد وسائل التقريب بين وجهات نظر كبار القادة في العالم، لتفادي نشوب حروب عالمية جديدة، وبالرغم من تغير اسم المؤتمر على مدار العقود الماضية عدة مرات حتى استقر على اسمه الراهن، إلا أن الهدف من المؤتمر لم يتغير.
وارتفع عدد المشاركين بالمؤتمر من 60 شخصا عام 1963، أبرزهم (هنري كيسينجر وهيلموت شميتد) إلى أن وصل في الدورة الـ 54 للمؤتمر عام 2018 إلى ما يقرب من 350 مشاركا من كبار المسئولين الذين يمثلون 70 دولة.
وينتظر أن يتضاعف عدد المشاركين في دورته الخامسة والخمسين، والتي تعقد الشهر الجاري، ليصل إلى ما يقرب من 700 مشارك و1200 صحفياً.
وقد فاق مؤتمر ميونخ للأمن في أهميته مؤتمر دافوس الاقتصادي، وأصبح أهم مؤتمر دولي للأمن في العالم يشارك به رؤساء دول وحكومات ومنظمات دولية ووزراء وأعضاء برلمان وممثلين رفيعي المستوى للقوات المسلحة والمجتمع المدني بالإضافة إلى ممثلي دوائر الأعمال ووسائل الإعلام.
ويرأس المؤتمر منذ عام 2009 الدبلوماسي الألماني السابق، وسفير ألمانيا الأسبق في واشنطن فولفجانج إيشينجر، والذي حوَّل المؤتمر لمنظمة غير هادفة للربح منذ 2011 ويتولى رئاسته منذ ذلك الوقت، بهدف معالجة القضايا الأمنية ومناقشة وتحليل التحديات الأمنية الرئيسية الحالية والمستقبلية من خلال المناقشة وتبادل الآراء حول تطوير العلاقات عبر الأطلنطي وكذلك الأمن الأوروبي والعالمي.
ويتم تنظيم المؤتمر كحدثٍ خاص غير رسمي دون اتخاذ قرارات حكومية مُلزمة ولا يصدر عنه بيان نهائي مشترك.
وشهد عام 2009 بداية التحولات الكبرى في مؤتمر ميونخ للأمن تحت قيادة رئيسه الراهن "إيشينجر"، حيث شارك بدورة مؤتمر (ميونخ) للأمن هذا العام أكثر من 50 وزيراً و12 رئيس دولة وحكومة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نائب الرئيس الأمريكى "جو بايدن" والرئيس الفرنسي حينئذٍ "نيكولا ساركوزى" والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ورئيس الوزراء البولندى في ذلك الوقت "دونالد تاسك" (الذى يتولى حالياً رئاسة المجلس الأوروبي).
كما بدأ المؤتمر في عام 2009 أيضاً منح جائزة باسم "إيفالد فون كليست"، الذي أسس مؤتمر ميونيخ للأمن، للأفراد الذين أسهموا بشكل بارز في حل النزاعات وإقرار السلم الدولي ومن أبرز الفائزين بها "هنرى كيسنجر" وخابيير سولانا".
وبدأ في ذات العام أيضاً عقد ما يسمى بإجتماعات "مجموعة النواة" لمؤتمر ميونخ للأمن (MSC Core Group Meeting)، من خلال دعوة عدد من المشاركين المتميزين رفيعي المستوى، لمناقشة قضايا السياسة الأمنية الدولية الحالية بشكل غير معلن، حيث عقدت تلك الاجتماعات في (واشنطن عام 2009)، و(موسكو عام 2010)، و(بكين عام 2011)، (الدوحة عام 2013)، عُقد اجتماع ثان للمرة الأولي فى عام 2013 فى واشنطن ثم نيودلهى عام 2014 ثم فيينا عام 2015 ثم اجتماع آخر في طهران في أكتوبر 2015.
وكانت الموضوعات الرئيسية للاجتماع تنفيذ اتفاق (فيينا) بشأن البرنامج النووى الإيراني والوضع السياسى فى المنطقة. وشدد وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير الذى افتتح المؤتمر مع وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف على أهمية الشفافية والثقة فى التنفيذ الناجح لاتفاقية فيينا.
وفي أبريل 2016، تم عقد اجتماعات (مجموعة النواة) لمؤتمر ميونخ للأمن MSC Core Group Meeting بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث كان الوضع الأمني فى أفريقيا، ومكافحة الإرهاب الدولى، والتحديات التىي طرحها تغير المناخ والأوبئة من الموضوعات الأساسية في الاجتماع، ثم عقد اجتماع آخر في بكين في نوفمبر 2016، وسوف تستضيف القاهرة أحد الاجتماعات القادمة لمجموعة النواة.
ومن أهم الأحداث التي شهدها مؤتمر ميونخ للأمن على مدار تاريخه كان تبادل كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون أدوات التصديق على معاهدة ستارت الجديدة (معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية) فى دورة المؤتمر لعام 2011.