قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن دعوات مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي للدول الأوروبية للضغط على إيران لا تلقى استجابة في أوروبا، مؤكدة أن تصريحات بنس في هذا الصدد قد تُضعف جهود واشنطن في تكثيف التنسيق مع أوروبا بشأن المخاوف المشتركة المتعلقة بطهران.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، إلى أن مسئولين أوروبيين تجاهلوا دعوة بنس للاتحاد الأوروبي لتشديد الضغط على إيران، مؤكدين أنهم سيواصلون الانخراط مع الحكومة الإيرانية والدفاع عن الاتفاق النووي، الموقع في 2015 بين إيران ومجموعة (5+1)، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة، العام الماضي.
وكان نائب الرئيس الأمريكي، الذي يزور أوروبا حاليا ضمن جولة دبلوماسية، قد طالب أمس، الاتحاد الأوروبي باتباع أمريكا في التخلي عن الاتفاق النووي، وذلك في تصريحات خلال مؤتمر ميونخ للأمن الذي ناقش فيه زعماء دول العالم عددا من التحديات الأمنية العالمية.
وجاءت مطالبته تأكيدا على تصريحاته خلال مؤتمر الشرق الأوسط في وارسو، الأسبوع الماضي، والتي قال فيها: "حان الوقت لشركائنا الأوروبيين كي يتوقفوا عن تقويض العقوبات الأمريكية" على إيران، مضيفا: "حان الوقت لشركائنا الأوروبيين لينسحبوا من الاتفاق النووي الإيراني".
وأبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، رؤية مناقضة لرؤية نائب الرئيس الأمريكي في هذا الصدد، داعية إلى تعاون أوروبي ومتعدد الأطراف بشكل أكبر لمواجهة التحديات الكبرى والقضايا العالقة الخاصة بالقرارات الأمريكية الأخيرة كقرار الانسحاب من سوريا، مبدية أسفها للانقسام بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الملف الإيراني والمخاوف المشتركة بين الجانبين إزاء دور إيران في سوريا واليمن وبرنامجها الصاروخي.
والجمعة الماضي، قالت مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إن الاتفاق النووي - الذي قبلت بموجبه إيران قيودا صارمة ولكن مؤقتة على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية ذات الصلة بالبرنامج - هو "أساسي وجوهري لأمننا"، مضيفة: "يمكنكم التعويل على حقيقة أن الاتحاد الأوروبي" سيواصل الحفاظ على "التطبيق الكامل" للاتفاق.
وقالت "وول ستريت جورنال"- في تقريرها المعنون "دعوات بنس للضغط على إيران تسقط على آذان صماء في أوروبا"- إن مسئولين أوروبيين بارزين التقوا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والذي انتقد اليوم ما سماه مطالب بنس بانسحاب الأوروبيين من الاتفاق النووي.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن بعض المسئولين الغربيين يصرحون، في أحاديث غير معلنة، بأن تصريحات بنس قد تضعف جهود واشنطن للتنسيق مع أوروبا فيما يخص مخاوفهما المشتركة من سلوك طهران.
ونقلت عن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قوله، عقب لقائه مع ظريف، إن أوروبا تحتاج "حوارا بناء مع إيران" بشأن سوريا واليمن.