قال الدكتور أيمن فؤاد، رئيس الجمعية المصرية
للدراسات التاريخية، إن ثورة 1919 تعتبر هي أول تحرك شعبي ينطبق عليه مسمى ثورة شعبية
شاملة في العصر الحديث فكانت تصورا لشكل المجتمع المصري في النصف الأول من القرن
العشرين، وشارك فيها الأقباط والمسلمين والمرأة والطلبة وكل المحافظات.
وأوضح فؤاد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الشعب المصري تحرك في ذلك الوقت للمطالبة بالاستقلال عن الاحتلال البريطاني ومنح
توكيلات للوفد ممثلا في زعمائه حينها سعد زغلول ورفاقه ليمثلوا مصر أمام مؤتمر
باريس للصلح، مضيفا إن جمع التوقيعات من كل الشعب المصري كانت حركة غير مسبوقة في ذلك
الحين.
وأكد أن أحداث الثورة استمرت منذ مارس 1919 ولعدة
شهور بعدها وأسفرت عن نتائج لم تكن موجودة من قبل منها رفع الحماية البريطانية عن
مصر عام 1922 وبعدها عمل دستور 1923 وبرلمان ، وتحويل مصر إلى دولة ملكية فضلا عن
توقيع معاهدة 1936، مضيفا أن تأثيراتها ظلت مستمرة على المستوى السياسية بظهور
الحركة الليبرالية.
وأضاف إن ثورة 1919 هي حدث فارق في القرن الماضي وتعتبر
أهم أحداثه لأن كل ما تلاها هو من توابعها حتى حركة الضباط الأحرار في 1952 وقيامهم
بثورة 23 يوليو، موضحا أنه في العام الجاري نحتفل بالذكرى المئوية لهذا الحدث والذي
يمثل ثورة شعبية حقيقية بمشاركة كل أطياف المجتمع المصري.
وأشار إلى أن ثورة 30 يونيو هي وجه آخر لثورة 1919
مع اختلاف المغزى أو الهدف، حيث خرج الشعب المصري بكل أطيافه ضد الحكم الديني الفاشي الذي أراد تغيير هوية مصر.