أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، أن قرار بريطانيا بحظر كافة أجنحة حزب الله وتصنيفه بالكامل منظمة إرهابية، هو قرار وطني وسيادي لدولة ماتزال عضوا في الاتحاد الأوروبي، غير أنه يظل قرارا بريطانيا داخليا لا يؤثر على موقف باقي أوروبا المعروف والذي يبقى دون تغيير، والمتمثل في إدراج الجناح العسكري، وليس الجناح السياسي لحزب الله، ضمن لائحة الإرهاب.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته موجيريني، مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، مساء اليوم بمقر وزارة الخارجية اللبنانية، عقب جلسة مباحثات ضمت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن، ووزير الدولة اللبناني لشئون التجارة الدولية حسن مراد.
وقالت المسئولة الأوروبية: "إننا هنا لمواكبة لبنان ودعمه في مواجهة المشاكل والتحديات التي يمر بها ونعرفها جيدا، وكأصدقاء نتفهم المشاكل ونحن مستعدون للتنسيق مع لبنان بغية تجاوزها".
وأشارت إلى أنها بحثت مع وزير الخارجية اللبناني الوضع في سوريا والتحضيرات لمؤتمر بروكسل منتصف شهر مارس المقبل حول مستقبل سوريا، ودعم عمل المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا جير بيدرسون في عمله الرامي إلى إيجاد السبل التي من شأنها إنهاء الحرب السورية.
وأوضحت أن المباحثات تناولت قرار مجلس الأمن 2254 بوصفه يشكل بوصلة العمل لمساعدة السوريين على إنهاء الحرب والتوصل إلى السلام وتوفير الظروف للعودة الآمنة والطوعية والكريمة للنازحين السوريين.
وأضافت: "إنني كلما التقيت باللاجئين السوريين في لبنان، اسمع منهم رغبتهم في العودة إلى بلدهم في ظل ظروف آمنة. ونأمل أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن، والاتحاد الاوروبي سيبذل قصارى جهده من الناحيتين السياسية والاقتصادية للمساعدة في هذا المسار. وأكرر أن الحرب لم تنته بعد، ونثق بالعمل الذي يمكن أن ينجز بقيادة الأمم المتحدة من الناحية السياسية، وفي ضوء عمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين".
وشددت على أن مؤتمر بروكسل المرتقب، يمثل فرصة لتأكيد الاتحاد الأوروبي على دعمه للبنان والأردن وتركيا، والدول الأخرى المضيفة للنازحين السوريين في المنطقة، من خلال دعم المجتمعات المضيفة وحشد الدعم الدولي للسوريين ودول المنطقة.
وتابعت: "لا نريد أن تغيب سوريا عن أولويات المجتمع الدولي، وسوف يواصل الاتحاد الأوروبي التركيز على حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية والسياسية وكذلك الاقتصادية".
من جانبه، قال وزير خارجية لبنان جبران باسيل، إن القرار البريطاني في شأن حزب الله وتصنيفه بكامل أجنحته منظمة إرهابية، هو موقف سيادي لبريطانيا، ولكنه لا يؤثر على موقف الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنه بريطانيا ولبنان يرغبان في الحفاظ على العلاقات القائمة بينهما.
وأضاف: "هذا القرار لن يكون له أي أثر سلبي مباشر على لبنان، لأننا اعتدنا على هذا الموضوع من دول أخرى، أما بالنسبة للموقف البريطاني فقد تبلغنا من رئيسة الوزراء تريزا ماي وكذلك من وزيرالخارجية ووزير الدولة للشئون الخارجية، حرصهم على ألا يكون لهذا القرار أي تأثير مباشر على العلاقات الثنائية بين لبنان وبريطانيا".
وأضاف: "نحن التقينا في شرم الشيخ في المكان الذي أكدنا فيه أن الحوار بين ضفتي المتوسط يُعمم التفاهم والتفهم بين بلداننا ونحن بمرحلة نستطيع بها أن نفهم بعضنا أكثر، والشرق يفهم أنه لا يستطيع أن يخرج منه التطرف والأذى تجاه الغرب من دون ردة فعل من الغرب، وكذلك الغرب يعرف جيدا أن الشرق غير مصاب كله بالتطرف، وإنما يجب معاقبة المتطرفين والإرهابيين ولو تمت مساعدتهم من البعض، ويجب مساعدة المعتدلين ليبقى بلد مثل لبنان بلد الاعتدال وواحة للتلاقي ونموذج فعلي لمحاربة الإرهاب".
وأشار باسيل إلى أنه لمس خلال مؤتمر القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، تفهما لموقف لبنان في موضوع النازحين السوريين. متابعا: "وأعتقد أننا متفاهمون كلنا على أن الحل الدائم هو بالعودة الآمنة والكريمة، واليوم بدأ يكثر الحديث عن وسائل تأمين هذه العودة ولتكن شروطها الأمان والكرامة الإنسانية، ونحن ليس لدينا أي شك أن الاتحاد الأوروبي سيقدم لنا المساعدة لتأمين هذه الظروف لتتم العودة".
وأكد أن العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي وثيقة، وأنه سيتم العمل على توطيدها ودعمها بصورة أكبر، واستكمال المباحثات في الشأن الاقتصادي، مشيرا إلى أن المساعدة الحقيقية التي يسعى لبنان لتحصيلها من الاتحاد الأوروبي تتمثل في رفع الصادرات اللبنانية باتجاه أوروبا حتى يكون الاقتصاد اللبناني أكثر إنتاجية، الأمر الذي من شأنه أن يخلق إصلاحا حقيقيا في الاقتصاد اللبناني.