الجامعة العربية تؤكد حرصها على تعزيز علاقات التعاون مع منظمة الصحة العالمية
أكدت جامعة الدول العربية حرصها على تعزيز علاقات التعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال التصدي للأمراض غير المعدية، وهو أحد البرامج والأنشطة التي تضمنتها بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين الأمانة العامة للجامعة العربية والمكتب الإقليمي للمنظمة في ديسمبر 2009.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الخميس أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية الـ51 لمجلس وزراء الصحة العرب والتي ألقتها السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية.
وقالت السفيرة أبوغزالة إن مجلس وزراء الصحة العرب يسعى إلى ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار حيث يسعى الى تحقيق اهداف التنمية المستدامة 2030، والغاية الخاصة بخفض معدل وفيات الامهات ووضع نهاية للوفيات التي يمكن تجنبها بين حديثي الولادة والاطفال دون سن الخامسة حيث اعدت الأمانة العامة (إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية) الاستراتيجية العربية متعددة القطاعات حول الصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل واليافعات ذات أهداف محددة وذلك بالتنسيق مع الدول العربية الأعضاء وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
ونوهت إلى سعى المجلس لوضع نهاية لأوبئة الإيدز حيث تعمل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية) على مواصلة جهودها من أجل تفعيل الإستراتيجية العربية لمكافحة الإيدز 2014-2020 التي أقرها مجلس وزراء الصحة العرب في مارس 2014، وذلك بالتعاون مع الدول الأعضاء وبالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى المعنية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة.
وأكدت أهمية الموضوعات المدرجة على جدول أعمال أعمال الدورة العادية (51) لمجلس وزراء الصحة العرب، التي تم اختيار محورها هذا العام تحت عنوان " التغطية الصحية الشاملة "، منوهة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارات الصحة في الدول العربية الأعضاء لتوفير خدمات الرعاية الصحية والوقاية والدعم والعلاج .
وشددت على أن مجلس وزراء الصحة العرب يعمل جاهدا على تعزيز الوقاية من إساءة استعمال مواد الإدمان، بما يشمل تعاطي المخدرات وتناول الكحول على نحو ضار بالصحة وعلاجها حيث وقعت مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة (قطاع الشؤون الاجتماعية) والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشأن الوقاية من تعاطي المخدرات والعلاج والرعاية للاضطرابات الناتجة عن تعاطى المخدرات بما فى ذلك الوقاية من فيروس نقص المناعة (الإيدز) يوم 3 أكتوبر 2018 وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وقد تم تعميمها على كافة وزارات الصحة بالدول الأعضاء.
وأضافت أن الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب تعمل على تعزيز التعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة، منها التعاون القائم مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لتنفيذ عدد من البرامج والأنشطة المشتركة في المجالات الصحية المختلفة ، حيث تم الانتهاء من الاستراتيجية العربية متعددة القطاعات حول صحة الأمهات، كما ستعمل الأمانة الفنية على تحديث مذكرة التفاهم الموقعة مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لتنسجم مع المستجدات العالمية في مجال الصحة وتفعيل الأنشطة والبرامج المشتركة التي ستتضمنها هذه المذكرة، وذلك خلال عام 2019.
وقالت السفيرة أبوغزالة إن الصحة هي الركيزة الأســاسية لحياة سعيدة، مشيرة إلى أن أعمال هذه الدورة ستشهد عرضا حول التجارب الناجحة والرائدة في المجال الصحي لكل من دولة قطر ودولة فلسطين ودولة الكويت، كما سيتم عرض التجارب الناجحة في الدورة العادية القادمة 53 لبقية الدول الأعضاء التي تقدمت بطلبها في هذا الشأن ويتعلق الأمر بكل من المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، سلطنة عمان.
وأضافت أن جدول أعمال هذه الدورة يتضمن عدداً من الموضوعات الهامة التي ستحظى بمداخلات أصحاب المعالي الوزراء للوصول إلى قرارات تصب في مصلحة العمل العربي المشترك في المجالات الصحية المختلفة.
وأكدت أن مجلس وزراء الصحة العرب يولي أهمية كبيرة للأمراض غير المعدية (الأمراض غير السارية)، والتي تأتي في مقدمتها وأكثرها انتشاراً الأمراض السرطانية ، والتي تشكل تحدياً تنموياً وعبئاً على الاقتصاديات والنظم الصحية في الدول العربية وخاصة الدول الأقل نمواً والفئات الأكثر فقرا وهشاشة في هذه الدول.
وأشارت إلى أن السرطان يعد أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم كما انه من اهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي، ويتسبب في وفاة نسبة كبيرة من السكان ، حيث انه يسبب وفاة شخص من كل ست وفيات في العالم.
كما أشارت إلى أن القادة العرب اتخذوا قرارهم رقم (33)، الصادر عن اجتماعهم في الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية" التي عقدت يومي 21-22 يناير 2013 بالعاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بشأن التصدي للأمراض غير المعدية (غير السارية)، وما تضمنه إعلان الرياض الصادر عنها، من ايلاء مزيد من الاهتمام بقضايا الأمراض غير المعدية لما تطرحه من تحد كبير لرفاهية المجتمع وجهود التنمية في دولنا العربية. والإسراع بوضع ودعم السياسات والاستراتيجيات والبرامج وخطط العمل التي تتخذ بشأن المحددات الاجتماعية للصحة، وإشراك كافة القوى المجتمعية في ذلك وتعزيز التعاون الدولي لمعالجة هذه المحددات باعتبارها عاملاً أساسياً لبلوغ الأهداف التنموية للألفية 2030.
وقالت إن القادة العرب تبنوا في مؤتمر القمة العربية التنموية : الاقتصادية والاجتماعية في دورته الرابعة التي عقدت في بيروت يوم 20 يناير 2019 ،قد تبنوا المبادرة الاقليمية لصحة المرأة في المنطقة العربية ( المحفظة الوردية) ، بموجب القرار رقم (61) الصادر عن المؤتمر المذكور.
وتأتي هذه المبادرة في اطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 وتحديداً الهدف الثالث المعني بضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الاعمار.
وأوضحت أن المبادرة تهدف الى بناء القدرات الوطنية لمكافحة سرطان الثدي بما في ذلك تدريب الموارد البشرية وإعداد أدلة إرشادية إقليمية لكيفية توفير الرعاية الصحية الاولية وكذلك حث الدول العربية على تطوير نظم تسجيل لحالات سرطان الثدي لديها لسهولة توفر المعلومات ولتسهيل الوصول الى الحالات وتقديم الرعاية الصحية لهن.
وأكدت أن الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب تعمل بالتعاون مع اللجنة الفنية الاستشارية للمجلس على وضع رؤية واضحة للعمل وتطوير الأداء، وقد أبرزت الأمانة الفنية في الاجتماع السادس للجنة الاستشارية بعض العقبات التي تواجه عمل الأمانة الفنية للمجلس وهي عزوف الدول العربية الأعضاء عن المشاركة الفاعلة في أعمال اللجان الفنية المتخصصة التي تدعي إليها تنفيذا لقرارات مجلس وزراء الصحة العرب، وكذلك لوحظ قصور كبير في متابعة الدول الأعضاء في الرد على المراسلات التي تعمم من قبل الأمانة وعبر المندوبيات الدائمة للدول العربية الأعضاء لدى جامعة الدول العربية، مما يؤثر بالسلب عن إنجاز المهام المطلوبة من الأمانة الفنية بشكل دقيق ومحكم ومتكامل.
ونبهت إلى أن عدم سداد بعض الدول الأعضاء لمساهماتها السنوية ومتأخراتها في موازنة الصندوق العربي للتنمية الصحية ، يقيد عمل الأمانة الفنية جراء القلق من تعميق فجوة العجز المالي.
ووجهت السفيرة أبوغزالة الشكر إلى الدول العربية التي بادرت بسداد مساهماتها في موازنة الصندوق ومتأخراتها أيضا وهي: الأردن، الامارات، والكويت، وسلطنة عمان ، والمغرب، ولبنان، متمنية أن تستكمل بقية الدول العربية الأعضاء سداد مساهماتها في موازنة الصندوق لعام 2019 ومتأخراتها السابقة