الأحد 19 مايو 2024

غدا.. مصر تحتفل بذكرى "يوم الشهيد"

أخبار8-3-2019 | 11:32

تحتفل مصر غدا (السبت) بذكرى "يوم الشهيد" الذي يوافق التاسع من شهر مارس كل عام، وهو يوم استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف في مواجهة العدو الاسرائيلى، تكريما له وفخرا ببطولاته التي جسدت أسمى معاني التضحية والفداء التي كانت وستظل مبعث فخر واعتزاز للقوات المسلحة المصرية على مر التاريخ.


وقد تم اختيار تاريخ استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، الذي يحتضن ميدان التحرير تمثاله، بعد انتصار حرب أكتوبر ليكون يومًا للشهيد، وهو مناسبة لتذكر شهداء مصر الذين لم يبخلوا عليها بالجود بأرواحهم، حيث قدمت مصر ومازالت تقدم وستقدم أبناءها فداء للوطن، فكل مصري هو مشروع شهيد يتحرك على قدميه إلى أن ينال الجائزة.


والتاسع من مارس "يوم الشهيد" ليس مناسبة لتجديد الأحزان، ولكن للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل، والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، فالمصريون قوم لهم مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل‏، ويحتفلون بها وبهم كما يحتفلون بأفراحهم، ويحيون في هذه المناسبة الكثير من ألوان التكريم والتقدير في مناسبات عديدة تخليدًا للتضحية وسموا بقيمتها النبيلة.


وقد أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالازهر الشريف حملة للتوعية بفضل ومكانة الشهيد الذى ضحى بأغلى ما يملك من أجل الحفاظ على الوطن ومقدراته، تزامنا مع "يوم الشهيد"، ويشارك فى هذه الحملة نحو 2800 واعظًا لتنفيذ البرنامج التوعوى لها في جميع أنحاء الجمهورية في المساجد والمدارس والمعاهد ومراكز الشباب، والنوادى، والأمن المركزى والسجون، والمصالح الحكومية، للوصول إلى أكبر عدد من الجماهير.


في الوقت نفسه ، تحتفل قطاعات الثقافة في مختلف المحافظات من خلال مراكز وقصور وبيوت الثقافة بـ"يوم الشهيد" من خلال ندوات فنية وثقافية تستهدف التوعية بمكانة الشهداء ودورهم العظيم في حماية الوطن والدفاع عن أبنائه في مواجهة مؤامرات الأعداء في الداخل والخارج، وتعميق الانتماء فى نفوس المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية، وضرورة ترسيخ روح التضحية لأجل حماية الوطن وتقدير وإعزاز الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم فداء لتراب هذا الوطن.


جدير بالذكر أن الشهيد محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله (22 أكتوبر 1919- 9 مارس 1969) ولد في قرية سبرباي إحدى ضواحي مدينة طنطا محافظة الغربية في 22 أكتوبر 1919، ونزحت أسرته من الفيوم، وكان جده عبد الله طه على الرزيقي من أعيان الفيوم، وكان والده القائم مقام (رتبة عقيد حاليًا) محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية والتي تخرجت على يديه الكثيرين من قادة المؤسسة العسكرية.


وقد درس عبد المنعم رياض في كتاب القرية وتدرج في التعليم حتى حصوله على الثانوية العامة من مدرسة الخديوي إسماعيل. والتحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، ولكنه بعد عامين من الدراسة فضل الالتحاق بالكلية الحربية التي كان متعلقا بها. وانتهى من دراسته بالكلية الحربية في عام 1938 برتبة ملازم ثان. 


ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول. وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا عامي 1945 و1946. وأجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية. وانتسب أيضا لكلية العلوم لدراسة الرياضيات البحتة. وانتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن الإستراتيجية هي الاقتصاد. 


وأتم دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا عام 1966. وفي عامي 1962 و1963 اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل في نهايتها على تقدير الامتياز. وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، كما شغل من قبل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية وعين عام 1964 رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي حرب 1967 عين كقائدا عاما للجبهة الأردنية. 


ويعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، وأشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، وفي صبيحة يوم 8 مارس قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً ثم انهالت نيران قوات العدو الإسرائيلي فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده وانفجرت إحدى دانات المدفعية بالقرب من الحفرة واستشهد متأثرا بجراحه نتيجة للشظايا القاتلة.


وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتكريم عبد المنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، وتحول يو 9 مارس إلى "يوم الشهيد" في مصر.


    الاكثر قراءة