الثلاثاء 28 مايو 2024

عبدالله حسن: أردوغان يعيش في أوهام إحياء دولة الخلافة العثمانية

أخبار9-3-2019 | 14:33

أكد عبدالله حسن وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعيش في أوهام إحياء دولة الخلافة العثمانية واستعادة أمجاد أجداده السلاطين، خصوصا السلطان سليمان القانوني الذي حكم بلاده لمدة 46 عاما خلال الفترة من مارس عام 1520 حتى وفاته عام 1566.


وقال حسن - في مقاله (أوهام الخلافة) الذي نشرته صحيفة (الأهرام العربي) اليوم السبت - إن أردوغان يدرك أن الدنيا تغيرت وأن موازين القوى وأدوات الحكم في القرن الحادي والعشرين تختلف عما كانت عليه في القرن السادس عشر، وبدأت الأوهام تراوده عندما تولى رئاسة بلاده خلفا للرئيس عبدالله جول في أغسطس 2014 ، وبعد أربع سنوات حول بلاده للنظام الرئاسي واستولى على السلطة وقام بقمع معارضيه ودعم موقفه في حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم وثيق الصلة بالتنظيمات الإرهابية في العالم العربي والإسلامي.


وتابع: "أنه تصور بهذا التحالف يستطيع نشر أوهامه في إقامة الإمبراطورية الإسلامية على غرار الإمبراطورية العثمانية التي سيطرت على إمبراطوريات ودول كثيرة من بينها مصر على مدى أربعة قرون حتى ضعفت إمكاناتها وأطلق عليها اسم الرجل المريض، وأصبحت غنيمة للدول الاستعمارية الكبرى في القرن التاسع عشر التي قسمتها إلى مستعمرات لهذه الدول، وبسطت نفوذها عليها، وحين اندلعت ثورات التحرير في العديد من الدول الإفريقية والعربية، ونالت استقلالها، كانت مصر هي رائدة هذه الحركات والداعمة لها في استقلالها وتحررها من نير الاستعمار".

 

وأشار إلى أن أردوغان ظل يدرك تماما أن مصر هي العقبة الكئود أمام تحقيق أحلامه وأوهامه في إحياء دولة الخلافة وإقامة الإمبراطورية التي يحلم بها، حيث تحالف مع التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الدين الإسلامي ستارا لتحقيق أحلامها في السيطرة على العديد من الدول وفي مقدمتها مصر لإقامة الدولة الإسلامية الكبرى واستمر التخطيط بينه وبين هذه القوى لتحقيق أحلامهم، وحين اندلعت المظاهرات في مصر في 25 يناير 2011 واستولى الإخوان المسلمون على الحكم، كان أردوغان والولايات المتحدة في مقدمة المساعدين والمؤيدين لهم وحين خرج ملايين المصريين في أنحاء البلاد في 30 يونيو 2013 يعلنون رفضهم للإخوان، ويعلنون وقوفهم صفا واحدا إلى جانب الجيش والشرطة لإنقاذ مصر من هذه الجماعات الإرهابية ومساندتهم للرئيس عبدالفتاح السيسى لقيادة دفة البلاد والنهوض بها، كان أردوغان وأعوانه في معسكر الرفض لهذه الثورة والإرادة الشعبية.


ولفت إلى أن أردوغان اتخذ موقفا عدائيا من الرئيس عبدالفتاح السيسي واعتبر أنه هو الذي حطم أحلامه في إقامة دولة الخلافة التي كان يحلم بها، واستطاعت مصر بقيادة السيسي أن تجتاز المرحلة الصعبة وتواجه الإرهاب الذي يدعمه أردوغان ودولة قطر بالمال والسلاح والملاذات الآمنة للإرهابيين ، واستعادت مصر مكانتها عربيا وإفريقيا ودوليا، وحققت العديد من الإنجازات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكان لحضور مصر القوى في جميع المحافل العربية والإفريقية والدولية أكبر الأثر في استعادة مصر لمكانتها، في الوقت الذي لا يزال فيه أردوغان على موقفه الكاره لمصر وللرئيس السيسي.


واستطرد قائلا: "وحين جاء خمسون رئيسا عربيا وأوروبيا إلى مصر الأسبوع الماضي استجابة لدعوة الرئيس السيسي للمشاركة في أول قمة عربية - أوروبية تعقد في مدينة السلام بشرم الشيخ، ويبحثون العديد من القضايا وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والدول الداعمة له بالمال والسلاح والملاذ الآمن للإرهابيين وصلت الرسالة إلى أردوغان وأعوانه في قطر والدول الأخرى، وفقد أردوغان صوابه وبدأ حملة كراهية جديدة ضد مصر والرئيس السيسي وشعب مصر بعد أن أدرك أن أحلامه وأوهامه في إقامة دولة الخلافة العثمانية قد تبخرت في الهواء، وأن مصر ماضية في طريقها بخطى ثابتة نحو المستقبل المشرق ، وأنها ستظل دائما في رباط إلى يوم الدين وأنها عصية على أية محاولات خبيثة للنيل منها أو من أمنها واستقرارها وتظل دائما واحة الأمن والأمان في عالم اليوم".