تتأهب أسوان "عاصمة الشباب الأفريقي" لاستضافة ملتقى الشباب العربي الأفريقي، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 16 – 18 مارس الجاري، باستعدادات تنظيمية ولوجستية وأمنية ضخمة وتجميل وتزيين الشوارع والمواقع السياحية لاستقبال أفواج متعددة من المشاركين الشباب من مختلف الجنسيات.
ويعكس جدول أعمال الملتقى ما في صدور الشباب العربي الأفريقي من تطلعات وآمال في تحسين الأحوال المعيشية في بلادهم وقطع خطوات سريعة لتحقيق التقدم، وبذلك يعد الملتقى ساحة ثرية وفرصة هائلة لتبادل الأفكار والرؤى المثمرة بين الشباب حول آفاق الغد والمستقبل، باعتبارهم يشكلون شريحة كبرى في تعداد مجتمعاتهم.
وتبدأ أعمال الملتقى يوم 16 مارس الجاري بإقامة فعالية بمناسبة تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، بينما تبدأ مناقشات الملتقى في اليوم التالي بجلسة "آفاق جديدة "، يتم خلالها طرح مجموعة من الرؤى المبتكرة لتحقيق التكامل العربي الأفريقي في مواجهة التكتلات الاقتصادية العملاقة في العالم، وكيفية تحقيق التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف المجالات، خاصة مع القرب الجغرافي والرغبة المشتركة في تحقيق التقدم وتحديث المجتمعات لتبوأ مكانة لائقة على الخارطة العالمية.
ثم تُعقد جلسة نقاشية تحت عنوان "مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية"، سيتم خلالها الإشارة إلى الجهود المصرية لدعم البحث العلمي، وكذلك مبادرة الرئيس السيسي "100 مليون صحة" ومكافحة فيروس "سي" والكشف عن الأمراض غير السارية وإنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية بالمستشفيات، إلى جانب مبادرة "نور حياة" التي تستهدف مكافحة ضعف وفقدان الإبصار من خلال التشخيص والعلاج المبكر.
وتتناول جلسة المائدة المستديرة التالية بالنقاش قضية "وادي النيل ممر للتكامل الإفريقي والعربي"، بما يحمله هذا الملف من أهمية قصوى في جذب الاستثمارات وإقامة مشروعات تنموية كبرى خاصة في مجالات البنية التحتية، وما تمثله الشركات المصرية التي تتمتع بخبرات واسعة في هذا المجال من إمكانات ضخمة في تنفيذ هذه المشروعات الطموحة التي تشمل تطوير الموانئ والمطارات والطرق والطاقة الكهربية.
ثم تعقد جلسة نقاشية تحت عنوان "أثر التكنولوجيا المالية والابتكار على إفريقيا والمنطقة العربية"، تطرح خلالها مجموعة من الأفكار الجديدة الخاصة باستخدام التكنولوجيا الحديثة في دعم الاستثمارات، والتحديات المستقبلية التي ستمثلها الابتكارات التكنولوجية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي والثورة الرقمية والجيل الرابع من الثورة الصناعية والطابعات ثلاثة الأبعاد على التطورات الاقتصادية في الدول العربية والأفريقية.
كما ستطرح على بساط النقاش إمكانية التوسع في شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة، واستخدامها في التجارة الإلكترونية والتواصل بين الشركات والمستهلكين بما يزيد من حجم الأعمال ويسهم في دفع الاقتصاد وإتاحة مزيد من فرص العمل.
ومن المقرر أن تُعرض تجربة مصر في مجال البنية الرقمية والمعلوماتية، والاستعداد لدخول مصر لعصر المدن الذكية التي تعتمد على تطبيقات المجتمع الرقمي، وأحدث تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أعمال إدارة وتشغيل المرافق والخدمات، وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين وتلبية احتياجاتهم الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية والأمنية، فضلا عن تقليل تكاليف التشغيل والصيانة وترشيد الاستهلاك.
وفي هذا الصدد ستطرح للنقاش مسألة ميكنة الأعمال الحكومية، وخاصة من خلال تطوير نظم إدارة المؤسسات الحكومية سواء على مستوى الموارد البشرية أو الموارد المالية واللوجستية، وإيلاء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية كبيرة، نظرا لدوره الهام في خطط تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وفي عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية.
ثم تعقد ورشة عمل بعنوان " كيف تكون رائد أعمال ناجحا "، تعقبها ورشة عمل بعنوان " ريادة الأعمال المجتمعية من منظور أفريقي"، تتم خلالهما مناقشة تأسيس جيل جديد من رواد الأعمال الشباب يستخدم التقنيات الحديثة في إقامة شركات ناشئة، الأمر الذي يساعد على تشجيع الشباب على إقامة مشروعات التشغيل الذاتي بعيدا عن الوظائف الحكومية الروتينية المكدسة بالعاملين، خاصة في ظل إقامة منطقة التجارة الحرة بالقارة الأفريقية التي ستنعكس بشكل إيجابي على مشروعات رواد الأعمال الشباب بالقارة، مع دعم النساء الشابات وإتاحة فرص الانخراط في الأنشطة الاقتصادية لهن، لما يمثله ذلك من مردود اقتصادي ومجتمعي كبير.
وفي هذا الصدد من المتوقع أن تطرح أفكار تدعو إلى تشجيع شراء واستهلاك الصناعات الوطنية بدلا من الاستيراد، الأمر الذي سيخفف العبء على الموازنات العامة للدول، ويساعد على إيجاد فرص عمل جديدة للشباب.
ويختتم الملتقى مناقشاته بعقد ورشة عمل بعنوان "تنفيذ أجندة الشباب والأمن والسلم في منطقة الساحل"، التي تركز على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقتين العربية والأفريقية باعتبارهما شرطين أساسيين لتحقيق النمو الاقتصادي وجذب السياحة والاستثمار، مع دعوة الشباب إلى التمسك بالأمل والعمل وعدم الاستماع إلى الدعوات التي تنشرها جهات مشبوهة تسعى إلى تجنيد بعض المخدوعين في شبكات للعنف والتطرف والإرهاب.
كان الرئيس السيسي قد قرر في ختام فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي، إعلان مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقي للعام ٢٠١٩، على أن يتم خلال هذا العام انطلاق ملتقى الشباب العربي الأفريقي بها لبحث أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية.
كما أعلن إقرار الدولة المصرية إعلان شرم الشيخ للتكامل العربي الأفريقي الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية، واعتماده كوثيقة رسمية تتقدم بها مصر من خلال وزارة الخارجية لدى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي.
وقرر الرئيس السيسي أيضا تكليف الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب بوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربي والأفريقي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإطلاق البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الأفريقي على القيادة، وتوجيه كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية للعمل على إنشاء مركز إقليمي لريادة الأعمال بمصر لتقديم كافة سبل الدعم اللازمة للشركات الناشئة في مصر ودول المنطقة.