الجمعة 31 مايو 2024

خبراء عن «حادث نيوزيلندا»: تحريض من اليمين المتطرف وتأكيد بأن الإرهاب والتطرف ظاهرتان عابرتان للحدود.. ولو لم يتخذ المجتمع الدولي موقفا سيتكرر الإرهاب بدول أخرى

تحقيقات15-3-2019 | 16:53

أكد خبراء إستراتيجيون أن حادث نيوزيلندا الإرهابي اليوم هو تأكيد بأن الإرهاب والتطرف ظاهرتان عابرتان للحدود، وأن العمليات الإرهابية تضرب أية دولة بالعالم، وهو تأكيد بالخطاب التحريضي وحالة الشحن التي يقوم بها اليمين المتطرف في الغرب، مطالبين بضرورة اتخاذ موقف دولي وإلا تكرر الأمر بدول أخرى، محذرين في الوقت نفسه من احتمالية أن تستغل التنظيمات الإرهابية الحادث اليوم للانتقام بعمليات أخرى في أي منطقة بالعالم.

كان إرهابيون قد شنوا هجوما مسلحا صباح اليوم على مسجدي في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا، أسفر عن استشهاد نحو 50 شخصا، وإصابة العشرات كانوا يستعدون لأداء صلاة الجمعة، واعتبرت اعتبرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أن اليوم هو الأسوأ في نيوزيلندا، ووصفت الحادث بالهجوم بالإرهابي، قائلة إنه "تم التخطيط بشكل جيد بحسب معلوماتنا للعمليتين، مشيرة إلى العثور على عبوتين ناسفتين مثبتتين على سيارتين مشبوهتين وتفكيكهما".

وأضافت أن بلادها "ترفض وتدين" بشكل تام متطرفي العنف الذين نفذوا إطلاق النار داخل مسجدين في مدينة كرايستشيرش اليوم الجمعة، وأكدت أن بلادها وطن سيبقى دائمًا وطنًا للتنوع والرأفة والحب، وموطنًا لمن يشاركونها قيمها، "وهي القيمة التي أؤكد لكم أنها لن تتزعزع، ولا يمكن لها أن تتزعزع"، على حد قولها.

وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بخالص التعازي والمواساة لأسر الشهداء الذين سقطوا، اليوم الجمعة، في الحادث الإرهابي، مدينا بأقوى العبارات هذا الهجوم الإرهابي الآثم، الذي استهدف بوحشية مصلين آمنين في بيوت الله، فأسقط العشرات منهم ما بين شهيد ومصاب، ليهز ضمير الإنسانية بأسرها ويضعها أمام مسئولياتها الأساسية المتمثلة في ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية من أجل المواجهة الحاسمة للإرهاب والعنف والتطرف الفكري، وبذل الجهد الصادق من أجل تعزيز وترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر.

 

الإرهاب والتطرف عابران للحدود

وعن الحادث، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن حادث نيوزيلاندا الإرهابي اليوم يؤكد أن الإرهاب والتطرف ظاهرتان عابرتان للحدود ويضرب كل مكان في العالم، مضيفا أن التطرف هو الخطوة السابقة للإرهاب، وهو غير مرتبط بديانة وإنما له اتجاهات كثيرة سياسية واجتماعية.

وأضاف الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التطرف يغزي الإرهاب ويؤدي لعمليات إرهابية وخلق روح عدائية تجاه دين أو طائفة، مضيفا أن هذا الحادث مرتبط بحالة من الشحن وخطاب متطرف ضد المسلمين دفعهم لحالة العنف والإرهاب غير المسبوقة.

وأشار إلى أن مصر حذرت مرارا من التطرف والإرهاب وانتقالهم عبر الحدود لكن إجراءات العالم للتعامل مع تلك الظاهرة لم تكن بالشكل المطلوب أو التعاون اللازم للمواجهة، مضيفا أن التنظيمات الإرهابية كداعش أو غيرها قد تتخذ هذا الحادث كذريعة للقيام بعملية ضد آخرين مختلفين معهم في الدين أو العرق.

وأكد أن حادث نيوزيلندا وانتشار أخباره عبر وسائل الإعلام إلى كل دول العالم يجعل من الوارد تنفيذ عمليات انتقامية إلى أماكن أخرى في العالم وليس في نيوزيلندا فقط.

 

إرهاب اليمين المتطرف

وقال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن حادث استهداف المصلين اليوم في نيوزيلندا هو دليل على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا مكان، مضيفا إن الحادث يؤكد أن هناك إرهابا من اليمين المتطرف في الغرب الذي يعتبر التواجد الأجنبي من المسلمين أو الجنسيات الأخرى من غير الجنسيات الأوربية يهدد دولهم.

وأوضح الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الحادث هو إرهاب ضد المسلمين وعلى المجتمع الدولي أن يعترف بأن الحادث إرهابي منظم وتم التخطيط له منذ فترة، مشيرا إلى أن تصوير الإرهابيين لعملية قتل المصلين يدل على الانتقام والكراهية والتعصب ضد المسلمين.

وأشار إلى أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم وحذرت بشكل مستمر من هذا الأمر ، وقد طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التكاتف الدولي لمواجهة تلك الظاهرة التي تهدد كل دول العالم بلا استثناء، مضيفا إنه يجب التكاتف لنشر قيم التسامح ونبذ العنف والكراهية والضرب بيد من حديد على كل خطابات التحريض والتطرف ضد الآخر.

وأكد أن هذا الحادث قد يثير الرغبة لدى التنظيمات الإرهابية في الانتقام من بعض الدول الغربية، ما يجعل العالم يدخل في دائرة طويلة من الإرهاب والانتقام.

 

 

تكرار الحادث

ومن جانبه، قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن حادث نيوزيلندا الإرهابي صباح اليوم جاء نتيجة حالة التحريض والإسلاموفوبيا التي يروج لها الغرب وتيارات اليمين المتطرف التي ترى أن كل ما هو مسلم ضدهم وضد أفكاره، وخاصة أن نيوزيلندا دولة تعيش في رقي وترف.

وأضاف العمدة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الإرهاب يضرب كل دول العالم وسيستمر نتيجة عدم وجود مواجهة شاملة له، موضحا أن كل من يدعم ويؤيد الإرهاب أو يساعده من دول أو منظمات يجب أن يعاقب ويحجم دوره، لأن الأمر إذا ترك سيتكرر الحادث مرة أخرى وفي دول أخرى.

وأكد أن المجتمع الدولي لا بد أن يأخذ موقفا ضد الإرهاب وإلا سينتقل الأمر لدول أخرى، وتستغل التنظيمات الإرهابية كداعش أو غيرها الحادث للترويج لنفسها وتنفيذ عمليات انتقامية في دول أخرى، مشيرا إلى أن مرتكبي الحادث استخدموا أسلحة دونوا عليها عبارات منها "اذهب إلى الجحيم"، مما يدل على وجود تنظيم يدعم هذا الفكر لتشويه صورة الإسلام واستهداف المسلمين.

وأوضح أن يجب اتخاذ مواقف حاسمة أمام داعمي وممولي الإرهاب وشمولية مكافحة الإرهاب عبر وضع تعريف محدد له ومحاسبة الدول أو التنظيمات التي تدعم الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

    الاكثر قراءة