الخميس 23 يناير 2025

صفحات من كتاب عبدالحليم حافظ بقلم: ح.ح .. عبدالحليم فتح عينه على غيطان خضراء وسماء زرقاء

  • 2-4-2017 | 10:28

طباعة

أعد الكتاب للنشر : محمد المكاوى

هذا الكتاب ...

لا يروي قصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ بالمعني التقليدي في السرد ولكن مؤلفه حسام حازم.. «رحمه الله» وهو أحد أبناء الكواكب في سنوات السبعينيات حاول رسم ملامح عصر عبدالحليم منذ ولادته في نهاية العشرينيات من القرن الماضي وحتي عام 1973 وقت ظهور الكتاب وقبل رحيل المطرب الكبير بأربعة أعوام فقط وتأكد تربعه علي عرش الغناء العربي ومفاجآت هذا الكتاب - النادر- أن مقدمته بقلم الكاتب والأديب يوسف السباعي وحيث كان يتولي منصب رئىس تحرير الزميلة «آخر ساعة» فكتب ضمن ما كتب:

هو اليوم يقدم .. قصة حياة عبدالحليم حافظ وأنا مؤمن رغم تميزها ورشاقتها ورغم ما يمكن أن تنال من ذيوع وانتشار أنها ليست هي أو غيرها من الأعمال المشابهة هي ا لتعبير النهائي عن «حسام» بل هي مجرد أسلوب للتعريف بنفسه وللوصول إلي قلب القارئ ..

إن حياة عبدالحليم ستجذب عددا من القراء.. أكثر وأكثر من قراء مجرد قصة أو رواية لأنها ستشد إليها جمهور عبدالحليم حافظ وهي محطة هذا الكتاب الذي استطاع من قبل أن يشد قلبه إلي جمهور الكرة ولكن القراء جميعاً سواء كان أصلهم مستمعي طرب أو مشاهدي رقص سيجدون أمامهم قلما موهوبا له أسلوب أنيق سيجذبهم إليه في إنتاجه القادم حتي ولو لم يكن عن الكرة وحتي ولو لم يكن عن الحليم حافظ..

إن هذه الحكايات ستهدي إلي «حسام» جمهور عبدالحليم وستهدى عبدالحليم إلي جمهور عبدالحليم وستهدى حسام إلي الناس جميعاً..

وهذا الكتاب الذي ننشر نحن فصوله بدءا من هذا العدد في ذكري رحيل العندليب العام الأربعين صدر عن سلسلة أطلقت عليها دار النشر «نجوم الفن» وتصدر غلاف الكتاب صورة للعندليب تحمل توقيع رسام الكاريكاتير الفنان «مصطفي حسين» والآن إلي فصول الكتاب...

له من الليل.. هدوؤه

من البحر.. عمقه

من السحاب.. كبرياؤه

من النخيل.. ثباته

من الريح .. عنفه

من الضوء.. بريقه

من النار.. لهيبه

من الفل.. نقاؤه

من الصخر.. عناده

من الرمل.. خضوعه

من الموج.. هياجه

من الورد.. حنانه

هذا

عبدالحليم حافظ

حسام حازم

صفر علي شمال القاهرة

أنصحك .. لا تقرأ هذه القصة!

فطبعا لن يهمك أن تعرف ما يدور في سنة 30 ولا أن أكتب لك أن فيك عشرة كوتشينه .. في البلكونة .. عادة .. مجنونة لاعبني عشرة إنما برهاهاهان .. هي أحدث أغاني المطرب ذي الصوت الذائع الأستاذ محمد عبدالوهاب!

ولا أن إسماعيل صدقي هو الجالس علي رأس الحكومة!

ولا أن الداخلية قد أصدرت مرسوما بتعيين الضابط الإيطالي سانتو جرمانوس خصيصا لردع حوادث الشغب في الأزبكية وعماد الدين!

ولا أن بعض الصحفيين الشبان قد شنوا حملة ضد البغاء العلني وأن الكاتب المثقف سلامة موسي.. يدافع عنها بصدق وإيمان!

ولا أن السيدتين بديعة مصابني وفتحية أحمد يقدمان رواية «مراتي في الجهادية» بدار التمثيل العربي .. كل يوم ثلاثاء حفلة نهارية للسيدات!

وأن آخر ما ابتلينا به من فجور الموضة.. وبدع بلاد الفرنجة زي حريمي جديد يكشف عن مساحات خيالية من ذراع المرأة يسمي «جابونيز»!

ولا ما قدمه صالون «أزيك» بالعتبة الخضراء من تضحية كبيرة بمناسبة الحالة الاقتصادية والأزمة العالمية الحاضرة .. بتخفيض الأسعار كالآتي: 1صاغ ذقن 2 صاغ شعر!

ولا أن علماء الدين قد أقاموا حفلا لتكريم وزير المعارف من أجل إلغائه معهد التمثيل والرقص التوقيعي والعياذ بالله!

ولا ما حدث في استفتاء الجمال والوجاهة والرشاقة والدلع بحصول الآنسة أمينة رزق علي المرتبة الثانية!

ولا أن أحدث المخترعات ابتكار مثير للغاية.. من إنتاج شركة «صورن كروفت بـ 45 صاغ سنوياً شريحة ورقية تظهر لأي محصل فتعفيك من أجر الخدمة أطلق عليها الابتكار اسم «أبونيه»!

ولا تلك المنافسة التي كانت علي أشدها بين مسرحي الكسار والريحاني الأول يقدم رواية «إحنا اللي فيهم» والثاني يقدم رواية «ولو»!

ولا .. هس.. اسمع ركز معي.. يمكنك أن تسمع رغم ضجة أحداث مصر سنة 30 دعاء هامس من أب يتحرك في قلق وحيرة وأم تصرخ في ألم وترقب والمهم أن تقوم لنا بالسلامة وندر علي ياسيدة يابنت بنت النبي يا أم هاشم يا حسين ياعذراء ياسنت تريزا... لو.. لو...لو...

وتكثر الأماني وتزدحم الدعوات والنذور تفرش الطريق لتستقبل القادم الجديد فحن نستقبل الدنيا بالبكاء ونودعها بالبكاء.. بكاؤنا أو بكاء الآخرين.. لا يهم.

ولد!

ألف مبروك.. ولكن العجيب فيه.. أن ولد يبكي!

لا تقل لي إن كل العيال أنا وأنت قد أنزلقنا إلي الدنيا نبكي.. فقد كان لبكاء الولد معني وعمق ومضمون وإحساس جاء إلي الدنيا بغير حضن يرتمي فيه.. ولا صدر يمتص منه غذاء الحياة ماتت أمه.. ومن بعدها أبوه.. وبقي يشفط إلي أمعائه لبن «معزة» أو رضعة دافئة وضعت له في زجاجه كازوزة .. علي حافتها «حلمة» مطاط خادعة!

فتح عينيه.. علي قرية «الحلوات» غيطان خضراء.. سماء زرقاء.. مركز بعساكره ومأموره وخيوله والمستشفى بممرضاته وطبيبة والداية أم عبده.. والترعة المعتمة والعمدة صاحب التلافون والسلاحيك وشيخ البلد والغفير وكتاب الشيخ مرزوق!

فاكر الشيخ مرزوق.. أيام سوداء حين يجلس علي البساط وأمامه تلاميذه وكل منهم يحمل لوحا صفيحا يرسم عليه ما يرسمه سيدنا الشيخ ويردد ما يقوله له سيدنا بصوت عال وقوة ونشاط والا استخدم «المهلوبة» خيرزانة سوداني طرية باتت في الزيت أياما وليالي.. ينقض بها علي العاصي والشارد والكسلان!

وكره عبدالحليم الشيخ مرزوق من أول نظرة.. ومن كل قلبه فبالنظرة الأولي لأي إنسان يمكنك أن تحبه أو أن تكرهه أن ترتاح إليه أو أن تنفر منه .. الحاسة السادسة هي التي تجعلك تحكم عليه دون أن تعرفه أو تسأل عن تاريخه طيب .. شرس.. مؤدب.. قليل الأدب.. وبقدر رقة إحساسك بقدر رهافة شعورك بقدر درجة ذكائك.. ترتفع نسبة عدالة أحكامك ومهما كنت فإن احكامك دائما قابلة للطعن والنقض والاستئناف فالتجربة والخطأ هما المعيار المضمون للوصول إلي الحقيقة وعناصر التجربة في الحياة هي العشرة الخبرة والظروف وأيام الشدة .. هنا تعرف - بحق - حبيبك من عدوك... وتنكمش نسبة الخطأ عندك.. لتقترب من الصفر ورغم أهمية التجربة فلا غني لنا عن الحاسة السادسة والإلهام والحداقة ولا غني لنا عن الكره أو الحب من أول نظرة؟

واحتمل .. وصبر صبر أيوب .. يوما .. ويومين وعشرة وكفي .. زرجن .. أقسم!

وشرف النبي ما أروح الكتاب تاني!

والتف حوله الكبار بالشبشب .. بالمنفضة.. بعصا الغلية وبكافة وسائل الإكراه والتعذيب المشروعة وأصر وعاند وبكي وأنقذه خاله من بين كل أساليب التهذيب الكلاسيكية الفلوكلورية!

ولا يهمك ياحليم.. كبرت صرت رجلا.. تدخل المدرسة في الزقازيق.. ومن اليوم تصبح عبدالحليم أفندي تلبس الطربوش والبدلة أم صفين والبنطلون القصير.. ولا تحمل هما فالولد يطلع لخاله وأبسط يا عم تزاحمت عليك مصادر الحنان خالك وخالتك أم شحاتة وأختك علية ولكن هناك فارقا دائما بين الأصل والصورة وهنا الحنان صناعي.. كاللبن البودرة مهما أتقن فلن يكون كلبن الأم!

هناك دائما شعرة بين الحب والعطف.. فالحب يكون عن استحقاق..ويصدر عن مجال ما فوق الإرادة .. بغير تفكير ولا فصال وبغير قدرة علي الاختيار بين العطاء والكبت والعطف شيء أكثر من الواجب... هو القدر الفائض بعد نطاق الحب والعطف منحة ... والحب حق .. الحب ضريبة والعطف صدقة أو زكاة القلب.

وآه ياخوفي علي «اليتيم» علماء النفس قالوا إن بعد الطفل عن أمه وأبيه له معني مخيف رهيب: ضعف تكوين الضمير.. وفي صراع الرغبات البدائية الحيوانية معركة «الهو» و«الانا العليا» تؤدي إلي انحراف الصغير إلي شعوره بمتعة ..حين يضل!

وقال البعض الآخر من علماء النفس إن ضعف الاشباع العاطفي لدي الطفل من حب ودفء وحنان يشعره بالنقص ويدفعه إلي الكراهية والعدوان والتدمير طبعا مر عليك وأنت تجلس علي شباك أتوبيس طفل يرميك بزلطة دون أن يكون بينك وبينه أي شيء .. صحيح أنت مظلوم .. ولكن الطفل أيضا مظلوم.. تصرفه لم يأت عن سبق إصرار أو ترصد أو من أجل خلافات شخصية أو عائلية معه بل أنها أول مرة يراك وقد لا يراك بعدها إنه ميل طبيعي للعدوان وياوعدي علي الانسجام لو أن تلك الزلطة طلعت روحك!

ولكن جدتي وجدتك قالوا كلاما اخطر وأهم من كلام علماء النفس أن الأمثال الشعبية التي تجري من لسان إلي لسان لم تكن قد قيلت سهوا أو اعتباطا ولكن عن تجربة عمر والمثل يقول .. مالك متربي؟ قال من عندي ربي!

ولا شك - ياصحبي- أن قاتل أمه الشهير بحسني مورو كانت له أم!

ودخل عبدالحليم.. المدرسة الابتدائية .. تلميذا .. نشيطا .. ذكيا نظيفا .. لا يؤجل عمل اليوم إلي الغد وفي أيام تلمذتي كنت أؤجل عمل اليوم إلي الأبد!

وكان غير كل الأولاد.. لاعمره أجر بسكلتة ساعة بأربعة صاغ ولا تشعبط فوق سطح البيت ليطير طائرة فانوس بدوبار مشمع ملفوف لفة اسكندراني ولا نزل تقسيمة كرة فورتها من 12. ولا.. ولا.. ولكنه فجر كل طاقته المكتومة في فريق التمثيل بالمدرسة الذي سرعان ما نصب نفسه زعيما له.. وراح يعد ويخطط ويرسم.. ويغني ويمثل.. ويقود.. وفرح به الناظر.. فلم يكن بمدرسته مدرس للموسيقي.. لعجز بالوزارة واستمر يفرض آراءه ويصدر أوامره ليخرج عرضا يرفع به رأس الناظر.. وسط الناس.

وفجأة !

ظهر له من خطف الضوء منه. ومن يأكل عليه عرقه.. اصدرت وزارة المعارف العمومية قرارا بتعيين مدرس موسيقي بمدرسة الزقازيق الابتدائية.. وفرح العيال فيه.. استراحوا من شخطه.. ونطره.. وأوامره.. باختصار جاء لهم الفرج!

وصل الأستاذ فتحي مدرس المزيكة في قطار الثامنة، وشرب القهوة في الحصة الأولي.. وقرأ الأهرام في الحصة الثانية.. ونام في الحصة الثالثة.. وحجز مقعدا في القطار في الحصة الرابعة.. ولمع الحذاء في الحصة الخامسة.. وأستأذن في الحصة السادسة.. يحمل تحت إبطه أقة ملوخية بوراني.. ورطل لحمة بتلو.. وقرطاس طماطم.. وفص ملح.. وداب!

لم يكن لديه وقت طوال السنة إلا ليملأ صفحتين في كراسة الموسيقي.. ذات الخطوط الخمسة.. بكلام عن السلم الصغير.. والسلم الكبير.. والخطوط والمسافات.. والبنوار والبلانش ودو ري.. مي.. فا.. صول.. لا.. سي.. دو.. وأجبر التلاميذ أن يرصوا الحروف وأن يرسموها.. كما وضعها في كراسة التحضير.. لا عن ايمان.. ولا عن حب.. ولا عن اقتناع.. ولا لتحليل المرتب ولكن.. كنقطة دفاع ضد "أجعص" مفتش!!

وعاد عبدالحليم ليحكم قبضته علي حفلة المدرسة.. ووقف علي المسرح وملأه تمثيلا ومرحا وغناء ونشاطا وسعادة.. وكتب حضرة الناظر تقريرا سريا مفصلا مطولا يقترح فيه مكافأة كبيرة للاستاذ فتحي!

كان حفلا جميلا.. لكنه فقيرا.. لمبات كهرباء بأضواء مد خمسة وملابس باهتة.. وموسيقي بيانو عجوز محشرجة.. في مصر إمكانيات عجيبة.. مسارح وأضواء وملابس.. وعربات.. وزحام.. وموسيقي وغناء.. يقولون دائما إن مصر أم الدنيا!

وطلعت في دماغه!

لم الصحاب.. وركب القطار.. وشمع الفتلة.. وهبط إلي باب الحديد.. من غير إحم ولا دستور.. ودون أن يترك خبرا لإخوته أو لخاله أو لخالته.. نزلوا مصر.. ورأوا الترام لأول مرة بل وركبوه!، ومروا به فوق كوبري أبو العلا.. ودخلوا جنينة الحيوانات.. وطلعوا الهرم الكبير.. وأكلوا بسطة.. وعادوا المحطة.. وبقي علي ميعاد القطار ثلاث ساعات.. تمر بطيئة متكاسلة شعروا فيها بالجوع.. بالظمأ.. بالوحدة.. بالضياع.. وجدوا أن المدينة أكبر من أن تشعر بهم كانوا في حالة إحساس باللا كيان بأنهم دخلوا منطقة انعدام الوزن.. بأنهم "صفر" علي شمال القاهرة!

ووجد نفسه يبكي بغير سبب.. وبغير مقدمات وقفز إلي القطار الذي رماه في قريته.. بحنين غريب إلي الغيطان الخضراء التي كاد أن يمل منها.. إلي الترعة التي رمي بنفسه إليها "ليخرج وقد نفذ إليه مكروب البلهارسيا" بحنين إلي الباب الكبير الذي وقع عليه يوما.. وكادت تخرج آخر أنفاسه.. وحين رأي أخته "علية".. غاص في حضنها.. وقد تصبب العرق من جبينه وكان في دهشة من تلك الفترة التي يبكي فيها كل ليلة وهي تدفعه إلي الحمام ليستحم.. وهو يلعنها في سره ويصرخ من رغو صابون تسلل إلي حدقة عينيه من تحت رمشه.. اليوم يبكي لها بعد أن كان يبكي منها.

- علية .. وحشتيني!

...

كان الفتي النحيل قد وجد شيئا هاما وشعر به.. كان قد وجد صوته!

ومضت به الأيام.. هادئا رقيقا.. ليس فيه شقاوة الزملاء.. يخلو إلي نفسه.. يقرأ كتابا.. يفتتح ميكرفون الراديو.. ليجد به الزحام الشديد.. أم كلثوم بصوت فوق المنافسة.. أسمهان.. برنين خلاب.. الكحلاوي بصوته الكسير الناعم.. كارم بصوت بارد قوي كأسياخ الحديد... وعبدالعزيز محمود.. يحاول أن يسبق عمه بالايقاع السريع.. وعبدالغني السيد بأداء تطربي.. وأحبال رنانة خلابة.. ملامحها جامدة لا تحمل معني.. وطلب بصوت طيب صريح لا يعرف الرتوش.. وعلي القمة صراع بين فريد الأطرش بنغمات شرقية أصيلة جديدة.. تسمعها وكأن أذنك صادفتها عشرات المرات.. وعبدالوهاب.. وهو يمد يده عبر البحر المتوسط ليجذب نغمة جديدة لها رائحة الشرق.. وعبير الغرب نغمة سريعة كالمرسيدس.. مريحة كالحنطور!

ولكن عبدالحليم. لم يجلس يوما ويمد يده ويلف الفونوغراف المنفلة إلا ليسمع أدوار الأستاذ محمد عبدالوهاب.

- احلق شنبي.. لو نفعت!

تصدر له إسماعيل وسانده محمد.. كان قد نسي امتحاناته.. وقضي ساعاته كلها أو أغلبها ملطوعا علي محطات الإذاعة.. منتظرا نغمات عبدالوهاب أو تحت بوق الفونوغراف العتيق أو.. أو.. وثارت عليه الأسرة كلها ولكن خاله اقترح عليه اقتراحا.. فقد كانت لديه فكرة ممتازة.. بدأها قائلا!

- مدرس موسيقي. ملجأ الأيتام. صديقي..

وانتظم عبدالحليم في الملجأ.. وزاد الايتام يتيما. شعر براحة غريبة داخل الملجأ.. وربما لإحساسه بعدالة الموقع.. بأنه بين من ظلمهم القدر مثله.. والمساواة في "اليتم" عدل!

وأمسك العود.. وحضنه .. فوصلت أصابعه إلي أوتاره.. بطلوع الروح.. وبدأ "يتهته" عليها.. ثم ينطلق ثم يقول.. ثم يغرد. ثم يجلجل.. ثم.. ثم.. ثم ونسي كتبه ودروسه.. ولم يلتفت لكلام الناس:

- المزيكة.. ما توكلش عيش!

وبقي في انتظار نتيجة امتحان الابتدائية..

وعندما ظهرت نتائج الامتحانات.. لم يكلف إسماعيل نفسه بالسؤال عن رقم - جلوس عبدالحليم.. علية اشترت نسخة.. يمكن!

والنمرة ضربت.. فرقعت.. مبروك:

نجح عبدالحليم.. وصار يستحق عن جدارة لقب عبدالحليم افندي

وعقبال الشهادة الكبيرة..!

الاسبوع المقبل الفصل الثانى من الكتاب

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة