صمدت أمهات مصريات في
وجه الظروف والتحديات القاسية التي واجهتهن على مدار حياتهن بسبب الظروف التي غيرت
مصيرهن إلا أنهن تمسكن بالإرادة والعزيمة حتى حققن مبتغاهن، مما مكنهن من حصد لقب
الأم المثالية لعام 2019.
وأعلنت وزارة التضامن
الاجتماعي، أسماء الأمهات المثاليات لعام 2019 وعددهن 32 أم فائزة بمسابقة عيد
الأم وفقاً للمعايير والشروط الموضوعة من قبل اللجنة المركزية المشكلة من جميع
الأطياف والتخصصات من ممثلي الجهات المعنية.
وتصدرت السيدة سعدية
ثابت فليت حنا الله من محافظة المنيا الفائزين بالأم المثالية، وحالتها الاجتماعية
أرملة منذ 34 سنة ولديها 3 أبناء.
وبلغ عدد المتقدمات
للمسابقة هذا العام 635، وانطبقت المعايير والشروط على145 مرشحة من بينهن 29 مرشحة
تجيد القراءة والكتابة، و110 منهن حاصلات على قدر من التعليم، ويبلغ عدد الأرامل
102 أرملة ومن المرشحات 10 أمهات بديلة، و7 أمهات لابن من ذوى الاحتياجات الخاصة،
و4 أمهات من ذوى الاحتياجات الخاصة.
قهر الظروف والمحن
فايزة أحمد الضوي،
الحاصلة على لقب الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة أسوان، قالت إن فوزها
باللقب كان مفاجأة بالنسبة لها، حيث أنها لم تعلم إلا من خلال مراسل إحدى الصحف
المصرية بالمحافظة.
وأوضحت أن السعادة
غمرتها عندما تلقت الاتصال، بالفرحة الشديدة مرددة: "الحمد لله".، مشيرة
إلى أنها تبلغ من العمر ٩٥ عاما ولديها ولدين و٣بنات، وجميعهم حاصلين
على مؤهلات عليا.
وأكدت أن ابنها محمد
سمير يعمل مرشدا سياحيا، ومروة حاصلة على ليسانس حقوق، وسالي بكالوريوس تجارة
إنجليزي، وأحمد حاصل على بكالوريوس حاسب آلي ويؤدى الخدمة العسكرية حاليا، وأصغرهم
طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التربية النوعية، وتوفى والدها بعد ١٠ أيام
من ولادتها.
وأوضحت الأم المثالية
بأسوان، أنها تعمل موظفة بمديرية التربية والتعليم، وعندما توفى زوجها كان عمرها
نحو ٣٥ عاما، واستطاعت أن تتخطى كل الظروف وتتحمل الصعاب التي واجهتها
لتربي أولادها وتصل بهم إلى بر الأمان، وألحقتهم جميعا بكليات ليحصلوا على مؤهلات
عليا وزوجت اثنتين من بناتها دون مساعدة من أي شخص.
ولفتت إلى أنها قدمت
لأبنائها كل أشكال الدعم ولم تحرمهم من أي شيء لتكون بمثابة الأب والأم لهم وخاصة
أن أعمارهم كانت صغيرة عندما توفى والدهم الذي كان يعمل موظفا في التربية والتعليم
وكان معاشه نحو ٢٠٠ جنيه فقط لكنها أصرت على تكملة المشوار.
وبينت رفضها فكرة
تقديم أبنائها لها في مسابقة الأم المثالية نظرا لخجلها من الظهور كما تعودت على
حسب عادات وتقاليد الصعيد ولكنها كانت تتمنى زيارة بيت الله الحرام فقط وعندما
أخبرت أبناءها بتلك الأمنية أقنعوها بالتقديم في المسابقة لعل وعسى تستطيع أن تحقق
حلمها من خلالها.
وأوضحت أن بناتها
قدمن لها في مسابقة الأم المثالية وحصلت على اللقب، متمنية من الله أن يكرمها
بزيارة بيت الله الحرام سواء بحج أو عمرة.
دفعة التضحية
والبطولة
وقالت سنية درويش
مصطفى الأم المثالية عن محافظة الشرقية، إن فوزها باللقب شرف كبير بالنسبة لها
وتكريم غير مسبوق من الدولة المصرية، مؤكدة أنها أدت رسالتها في الحياة ولم يعد
لديها أي مطالب أو أمنيات سوى زيارة بيت الله الحرام وتأدية فريضة الحج.
وناشدت الأم المثالية
الجهات المعنية بتوفير وظيفة لنجلها وهو حاصل على بكالوريوس تجارة يعول أسرته.
وأوضحت
"درويش" التي تبلغ من العمر 65 عاما، وابنة قرية المالكين التابعة لمركز
الحسينية في الشرقية، أنها قدمت زوجها شهيدا في حرب الاستنزاف، وكافحت لتربية
أبنائها من بعده، وأصرت على تعليمهم وحصولهم على مؤهلات عليا رغم ظروفهم
الاجتماعية الصعبة، ولم ينته دورها عند ذلك بل ما زالت تراعى أبناء نجلها
(أحفادها) وتساعده على المعيشة.
وعن رحلة كفاحها،
أشارت إلى أنها لم تذق فيها طعم الفرحة، قائلة: "إن زوجي كان يعمل فلاحا وبعد
زواجنا بأعوام قليلة أنجبنا بنتين وولدا، ثم تم استدعاء زوجي للجيش واستشهد فى حرب
الاستنزاف.
وأكدت أنها تحملت
المسئولية رغم صغر سنها البالغ 20 عاما وأكبر بناتها تبلغ من العمر 8 سنوات، فخرجت
للعمل في المزارع بأجرة يومية مكان زوجها لتربية أولادها، وصممت على حصولهم على
شهادات جامعية، فحصلت البنتان على بكالوريوس التربية وتعمل الأولى مديرة مدرسة
والثانية بالإدارة التعليمية، والثالث الذي تركه والده عمره أقل من عامين حصل على
بكالوريوس تجارة.
تحديات المرض وتحقيق
الحلم
وقالت أميرة هليل،
الأم المثالية الأولى بمحافظة شمال سيناء، إنها واجهت الكثير من الأزمات والتحديات
التي لم تمنعها عن استكمال مسيرتها في الحياة وتربية أبنائها على أكمل وجه، وسط
بيئة معقدة للغاية ولها قواعدها الخاصة.
وأضافت الأم المثالية
بمحافظة شمال سيناء، إنها عانت في تربية أبنائها، موضحة أنها حاليا على المعاش بعد
عملها وكيلا لمدرسة العريش الإعدادية بنين.
وأشارت إلى أنها سطرت
قصة كفاحها مبكرا، منذ تم اكتشاف مرض زوجها بالسرطان، ويدعى حمدان البراوي وكان
يعمل ممرضا بمستشفى العريش العام.
وأضافت، أنها رزقت
باثنين من الأبناء وهما، أروى حاصلة على مؤهل جامعي ومتزوجة، ومحمد في المرحلة
الثالثة بالمعهد الهندسي بالعريش.
وأشارت إلى أنها فى
عام 2000 توفى زوجها لمرضه بالسرطان، وحملت المسئولية والمعاناة فى تربية أروى
ومحمد، وحرصت على حصولهما على مؤهل تعليمي مناسب وبإمكانيات بسيطة لا تتعدى مرتبها
الحكومي ومعاش زوجها.
وأوضحت أنها كانت
تبكي وحيدة وهي تقوم بخدمة أبنائها عندما تشعر بغياب زوجها، ولكن إيمانها برسالتها
كأم عزز من قوتها، مؤكدة أنها سعيدة بحصولها على لقب الأم المثالية على مستوى شمال
سيناء.