أعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، عن ترحيبه باستعادة الأمن والاستقرار على طول الحدود اللبنانية مع سوريا، في أعقاب عمليات مكافحة الإرهاب الناجحة بقيادة الجيش اللبناني ضد الجماعات المسلحة منذ ما يقارب من عامين.
جاء ذلك في تصريحات للمنسق الأممي خلال زيارته لمنطقتي عرسال وبعلبك في محافظة بعلبك الهرمل شمالي شرق لبنان.
وقال كوبيش "لقد أجرينا مناقشة صريحة حول التحديات التي تواجه هذه المنطقة الهامة والاستراتيجية في لبنان، واتفقنا على أن تعزيز سلطة الدولة والاستقرار والأمن في بعلبك يتطلب بذل جهود إضافية، بما في ذلك من خلال زيادة اهتمام الدولة وتدخلها والدعم من المجتمع الدولي".
وتطرق المنسق الأممي إلى موضوع النازحين السوريين في المنطقة واحتياجاتهم، وكذلك احتياجات المجتمعات المضيفة للنازحين، والجهود المبذولة للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وأجرى زيارة برفقة ممثلين عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين لمخيم غير رسمي للنازحين السوريين في بلدة عرسال والتقى مع اللاجئين هناك.
وتستضيف بلدة عرسال وحدها نحو 37 ألف نازح سوري من المسجلين لدى المفوضية الأممية والسلطات اللبنانية.
يشار إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية تفيد بوجود قرابة مليون و 300 ألف نازح سوري داخل الأراضي اللبنانية، ويتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسئولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون ومليوني نازح.
ويعاني لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر في العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذي يقترب من 5 ملايين نسمة.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.