قال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن القمة العربية التي ستعقد في تونس بعد أيام تأتي في وقت تتزايد فيه أهمية التضامن والعمل العربي المشترك والرغبة في إنهاء الخلافات بين الدول العربية، متوقعا أن تكون قمة تونس بداية روح جديدة في العالم العربي.
وأضاف مكرم محمد أحمد في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس - على هامش مشاركته في المؤتمر الثاني للترويج لأنشطة مؤسسات العمل العربي المشترك بتونس اليوم الأحد - أن القمة العربية أمامها متغير هام وخطير يتعلق بالقرار الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل في الوقت الذي يتم فيه مناقشة هل في الإمكان حضور سوريا للقمة أم لا.
وأكد على ضرورة أن يستيقظ العرب وينتبهوا لخطورة ضم الجولان إلى إسرائيل، والذي سيؤدي إلى نتائج خطيرة ويخلق سابقة دولية تؤكد أن الحرب يمكن أن يترتب عليها تغيير في الحدود، كما أنه يجعل عمل الأمم المتحدة على مدار 50 عاما نوعا من اللغو وغير ضروري فضلا عن أنه يثبت أن شخص واحد بإرادته يستطيع أن يأخذ قرار مصيري ويغير مصير شعوب.
ونبه رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، إلى أن القمة العربية بتونس تواجه مشكلة حقيقية بقرار الرئيس ترامب، وعليها أن تواجه هذا الأمر بحلول مقترحة واجتماعات متصلة، لافتا إلى أن الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى حاول قبل 4 أشهر أن ينبه إلى خطورة ضم الجولان الذي قد يحدث بعد عدة أشهر ومع ذلك لم نر أي رد فعل حقيقي، وسنرى ماذا سيكون رد فعل القمة حيال ذلك.
وحول اليمن، أشار مكرم محمد أحمد، إلى أن الحوثيين مازالوا يماطلون في تنفيذ قرار الأمم المتحدة المتعلق بالانسحاب من الحديدة ومازالوا يسيطرون على المواقع الأساسية سواء في مأرب أو صنعاء وهم يفكرون في التراجع عما حدث في ستوكهولم، مبديا دهشته من الموقف الأمريكي الذي كان عليه إدراك أن الطرف المماطل هو الحوثيون ولكنها انسحبت بدعوى سقوط ضحايا المدنيين تاركة الحوثيين دون عتاب على تعنتهم.
وقال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إن الوضع في ليبيا أيضا يعد من الملفات الهامة على مائدة القمة العربية في تونس، مشيرا إلى أن بعض الليبيين ليس لديهم دوافع للتوافق مع خطة المبعوث الدولي للأمم المتحدة فضلا عن اختلاف مصالح الدول على اختلاف أشكالها ما يعقد المشكلة ويساهم في استمرارها.
وأكد على أن تردي الأوضاع في ليبيا تمثل مشكلة مصيرية لدول عديدة وعلى رأسها مصر لأنها تتعلق بالحدود ولأن معظم الأسلحة التي هربت إلى مصر قادمة من ليبيا وبالتالي هناك فرص ضئيلة لتسوية الأزمة.
وبالنسبة للوضع في سوريا، أوضح مكرم محمد أحمد أنه كان هناك أمل في تسوية سياسية لسوريا ولكن بعد ضم الجولان زاد الوضع تعقيدا، ولا أمل في حل القضية الفلسطينية طالما هناك صراع بين فتح وحماس وغياب وحدة الصف الفلسطيني.