قمة مصرية إماراتية تعقد اليوم بمدينة برج العرب، وصفها خبراء بالعلاقات الدولية بأنها استمرار للتنسيق والتشاور الكامل بين الدولتين، في ظل علاقتهما المتميزة والتي تعتبر نموذجا لشراكة إستراتيجية في كافة المجالات، موضحين أن اللقاء اليوم يعقد مع اقتراب عقد القمة العربية في تونس، وستبحث دفع العلاقات الثنائية والتنسيق بشأن القضايا العربية الراهنة.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر اليوم الأربعاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بمدينة برج العرب في الإسكندرية، ومن المرتقب أن تبحث القمة سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، والتنسيق بشأن الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.

 

استمرار للتنسيق الكامل

الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن العلاقات بين مصر والإمارات قوية وتاريخية وهناك اتصالات دبلوماسية مستمرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة الإمارات فضلا عن توافق في وجهات النظر بشأن العديد من القضايا.

 

وأضاف اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي إلى مصر اليوم تأتي في إطار التنسيق الكامل بين الدولتين والعلاقات السياسية الدبلوماسية العميقة والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، موضحا أن لقاء الرئيس السيسي ومحمد بن زايد سيبحث جملة من القضايا الثنائية والإقليمية.

 

 

وأكد أن على رأس هذه القضايا الأزمات السورية والليبية واليمنية وكذلك ملف الإرهاب فهو آفة عالمية ويجب التعاون الدولي لمكافحته، فضلا عن العلاقات الثنائية ودفع التبادل التجاري بين البلدين، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في توقيت هام قبيل أيام من انعقاد القمة العربية في دورتها العادية في تونس.

 

 

وأشار إلى أن القمة المرتقبة ستبحث جملة من القضايا التي تشغل اهتمام المنطقة في الوقت الراهن والأحداث الأخيرة بعد القرارات الأمريكية بشأن الجولان والقدس، مؤكدا أن اتصالات القيادتين المصرية والإماراتية متواصلة لمناقشة تطورات الأوضاع كما أن الدولتين تسيران على خطى ثابتة لدفع التبادل التجاري والعلاقات الثنائية العميقة.

 

 

وأوضح أن الزيارة ستناقش القضايا التي قد تناقشها القمة العربية المقبلة في تونس بما يؤكد التنسيق الدبلوماسي المستمر بين البلدين.

شراكة استراتيجية

وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر اليوم تأتي في ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين واستكمالا لدور الدولتين بشأن القضايا العربية والتنسيق المشترك وتبادل وجهات النظر بين البلدين.

 

وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العلاقات المصرية الإماراتية منذ عام 1971 حيث تدشين دولة الإمارات العربية المتحدة بصورتها الحالية لم تشهد أية توترات ولم تشوبها شائبة طوال تلك العقود، مضيفا أن العلاقات بين البلدين نموذج للعلاقات العربية- العربية المتميزة.

 

وأكد أن الإمارات لها العديد من الأدوار سواء فيما يتعلق بالقضايا العربية أو بالمساهمات في المشروعات التنموية في مصر، مضيفا أن العلاقات المصرية الإماراتية هي نموذج للعلاقات الاستراتيجية، وسيبحث اللقاء جهود التنسيق الثنائي بين البلدين بشأن القضايا العربية والعلاقات الثنائية.

 

وأضاف إن الزيارة تتزامن مع اقتراب القمة العربية في تونس وبالتالي تستهدف التنسيق بين مصر والإمارات بشأن القضايا التي قد تطرح خلال هذه القمة، والرفض المصري الإماراتي بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الجولان ونقل السفارة الأمريكية للقدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل وهي كلها قرارات مرفوضة من الجانب العربي.

 

وأشار إلى التنسيق بشأن قضايا الإرهاب والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين مصر والإمارات في هذا الملف، والأزمة السورية وعودة سوريا مرة أخرى للصف العربي وأن يكون هناك حلا سياسيا بشأن تلك الأزمة، فضلا عن موقف مصر والإمارات بشأن التحالف العربي في اليمن، مؤكدا أن هذه القضايا كلها مطروحة خلال النقاش بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد.

 

ولفت إسماعيل إلى أن اللقاء سيناقش الجهود المصرية الإماراتية لحل القضايا العربية والتنسيق بين الدولتين لزيادة الاستثمارات المشتركة، مؤكدا أن الإمارات من أكبر المستثمرين في مصر ولها مشروعات كبيرة هناك سواء في القاهرة أو المناطق الاستثمارية مثل مشروع شرق بورسعيد أو غيره.

 

وأشار إلى أن اللجنة العليا المصرية الإماراتية تقوم بالتنسيق بشأن تفاصيل هذه المشروعات، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين هي نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية- العربية وهي شراكة استراتيجية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية.